الأربعاء 27 نوفمبر 2024

تحقيقات

خبراء يضعون روشتة الوقاية من الآثار السلبية للأمطار مستقبلا.. تطوير شبكات صرف المدن والصيانة الدورية وتطهير المخرات.. ويؤكدون: حزام الأمطار تحرك شمالا.. وتكرار السيول متوقع

  • 27-4-2018 | 18:15

طباعة
صيام: يجب تطوير شبكات صرف المدن لاستيعاب الأمطار والإسكندرية نموذج


خبير: حزام الأمطار تحرك شمالا وتكرار السيول أمر متوقع


خبير مائي يوضح الاستعدادات اللازمة لتجنب الآثار السلبية للأمطار مستقبلا

 

وضع خبراء مياه روشتة للاستعدادات المطلوبة من الدولة لمواجهة أية آثار سلبية محتملة لمياه السيول والأمطار في المستقبل لعدم حدوث أزمات بالمدن كما حدث مؤخرا، موضحين أن الأمر يتطلب تطوير شبكات صرف المدن والبنية الأساسية بما يواكب التغيرات المناخية وكذلك تطهير مخرات السيول وبناء سدود جديدة، ومراعاة الأمطار في الإنشاءات الجديدة لمنع تراكم المياه.

وبعد أزمة الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه يتفهم تماما المعاناة التي ألمت ببعض المصريين نتيجة الآثار الناجمة عن تساقط الأمطار بشكل مفاجئ وغير معتاد خلال اليومين الماضيين، مضيفا أن الدولة بجميع أجهزتها ستكثف من جهودها لتلافي حدوث مثل هذه الآثار مرة أخرى.

 

استعدادات لازمة

الدكتور عباس شراقي، مدير مركز تنمية الموارد الطبيعية بإفريقيا بمعهد بحوث الدراسات الإفريقية، قال إنه يجب تحديد الأماكن المحتمل سقوط الأمطار والسيول عليها ومسارها من خلال الخرائط ووضع قاعدة بيانات أساسية لها في المدن والقرى وعمل احتياطات في المدن والقرى القريبة من الصحراء تجنبا لأي آثار سلبية قد تنتج عن مياه الأمطار في المستقبل.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الأماكن القريبة من مخرات السيول والصحراء يجب عمل سدود وممرات بها لسير المياه لنقلها إما لنهر النيل أو أماكن لتخزينها، مضيفا أن رصف الطرق المدن والقرى يجب أن يراعي انحدارات المناطق المنخفضة فضلا عن تحسين شبكة الصرف وإزالة المخلفات من الشوارع لكي لا تسد شبكة التصريف.

وأضاف شراقي: يجب متابعة بيانات الأرصاد الجوية بدقة وأن تستعد المحليات في مواسم الأمطار بالصيانة الدورية لأماكن التصريف وعمل بالوعات للصرف وتحسينها في المناطق التي تضررت من السيول خلال الأيام الماضية، مضيفا أن مياه الأمطار في مصر ضعيفة وتتركز في مناطق البحر الأحمر والساحل الشمالي وحلايب وشلاتين أما في بقية الجمهورية فتتساقط على فترات متباعدة.

وأشار إلى أن السيول الفجائية لها شهور محددة ومعروفة لكنها غير منتظمة ووقوعها في عام لا يعني تكرارها في الوقت نفسه من العام التالي وقد تأخذ سنوات دون سقوط، مضيفا أن عدم انتظامها هو الذي يحدث أزمة لأن استمرارها سيجعل المسئولين يتأهبون لها بشكل تام باهتمام كبير مع ضرورة التأكد من الصيانة الدورية لشبكات الصرف وتطهير مخرات السيول والقنوات المائية.

 

تكرار السيول أمر متوقع

وقال الدكتور أحمد فوزي دياب، الخبير المائي بالأمم المتحدة، إن التغيرات المناخية أدت لسقوط الأمطار في أماكن غير متوقعة فضلا عن زحف الحزام المطري إلى الشمال ما يجعل تكرار سقوط الأمطار والسيول ظاهرة يمكن أن تتكرر على فترات متقطعة على المستوى القريب والسنوات المقبلة.

وأوضح دياب في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تلافي تكرار أزمة الأمطار يتطلب الاعتماد على علم التنبؤ المناخي الذي يمكنه تحديد تلك الموجة قبلها بأسبوع على الأقل وكذلك والأرصاد الجوية التي يمكنها توقع الحالة الجوية لأربعة أيام قادمة، مضيفا أن مصر كانت دولة شبه جافة لكن التغيرات المناخية أدت إلى السقوط المطري المفاجئ.

وأضاف إن البنية الأساسية لم تكن مصممة على استقبال هذه الأمطار وهذا يتطلب خلال المستقبل القريب أن تجري الاستعدادات لاستيعاب هذه الأمطار المفاجئة وتغيير الخامات المستخدمة في أعمال الإنشاءات الحديثة وإعادة تقييم البنية الأساسية بما يتوافق مع المتغيرات المناخية ومراعاة ذلك في الإنشاءات الجديدة من خلال التصميمات والخامات.

وأشار دياب إلى ضرورة تحسين شبكات الصرف للاستفادة من مياه الأمطار وتخزينها لاستغلالها في ما بعد إما في الزراعة والري أو الشرب وهو أمر تتبعه كل دول العالم، مضيفا أن نهر النيل بالأساس نشأ من أمطار الهضبة الإثيوبية والاستوائية وتفرع إلى جداول .

 

تطوير شبكات صرف المدن

من جانبه، قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مواجهة أية آثار سلبية محتملة عن الأمطار أو السيول المفاجئة يحتاج إلى أمرين أولهما الاستعدادات لتلافي الخسائر في المدن وذلك بتطوير شبكة الصرف الصحي، لأن مياه الأمطار في المدن لا يمكن استخدامها في الزراعة، مضيفا أن الإسكندرية نموذج لهذا الاستعداد فهي طوال الشتاء تتعرض لأمطار وتصميمها يستوعب المياه ولا توجد أزمة.

وأوضح صيام، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الوجه الثاني هو استخدام مياه تلك الأمطار أو السيول في الزراعة في مناطق بعينها كالساحل الشمالي وسيناء ومرسى مطروح من خلال تخزينها في وديان أو وراء سدود للاستفادة منها في الزراعة وهو أمر قائم بالفعل وهناك سدود وراء مخرات السيول لاحتجاز المياه والاستفادة منها في ري بعض الزراعات كالقمح.

وأشار إلى أن مصر بلد جاف والأمطار بها ليست شديدة أو دائمة وكمية كل مياه الأمطار الساقطة على مصر لن تزيد عن نصف مليار متر مكعب من المياه، مضيفا أن هناك دولا فرصها من الأمطار والسيول أكثر من 10 أضعاف مصر وما تعرضت له البلاد هي أمطار مفاجئة وغير متوقعة.

وأكد أن الدلتا بالفعل تستفيد من مياه الأمطار في ري محاصيل كالقمح ، حيث يروي المزارع الأراضي مرتين أو ثلاث ريات تكميلية.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة