الخميس 16 مايو 2024

بالفيديو والصور.. «الهلال اليوم» تحضر فعاليات جلسة صلح بين عائلتين قبطية ومسلمة بالوراق

تحقيقات27-4-2018 | 18:37

تحولت جلسة صلح بين عائلتين مسلمة وقبطية "وهما عائلتا أولاد حنا تواضروس وأحمد رشدي محمود بالجيزة إلى رسالة تحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تعالت الأصوات بهتاف "تحيا مصر"، ونجحت الجلسة العرفية والأمنية، التي تبناها كبار عائلات منطقة الوراق.

تعود الواقعة عندما قامت مشاجرة بين طرفي عائلتين أحدهما مسلم والآخر مسيحي بسبب خلافات الجيرة  ولعب الأطفال من عام 2013 م، انتهت بوفاة أحدهم على يد الآخر، حيث ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الجاني، الذي صدر ضده حكم 7 سنوات؛ إلا أنه قضى منها نصف المدة وخرج في العفو الرئاسي لحسن سيره وسلوكه.

ودفعت سنوات السجن التي عاشها الجاني خلف القضبان، بأن يبادر لعقد التصالح مع أسرة المجني عليه، وبتدخل القيادات الأمنية والتنفيذية  والعائلات؛ تحقق الصلح في حضور القيادات.

"الهلال اليوم" شهدت الجلسة منذ بدايتها حتى تقديم الجاني الفدية لأسرة المتوفى الذين تلقوا العزاء، بعدها بسنوات من وفاة فقيدهم والتقينا بالجاني، ويدعى أحمد رشدي محمود، البالغ من العمر 27 سنة، الذي تحدث معنا قائلا: إن انسياقه وراء الشيطان هو السبب في ارتكاب جريمته في حق جاره الذي كان يجمع بينهما العيش والملح منذ خمس سنوات عام 2013 م موضحا أنه لم يقصد قتله، ولكن  بسبب مشادة كلامية بينهما بسبب لهو الأطفال، تطورت لمشاجرة، استخدم فيها كل منهما الأسلحة البيضاء والعصا، التي انتهت بالقتل ودخولي السجن لقضاء 7 سنوات بعد صدور الحكم ضدي وعزمت على أن أعيش في استقرار، بعد أن شعر بالندم على تركه والدته المريضة التي فقدت بصرها في البكاء على فراقه.

وأشار أحمد إلى أنه عقب خروجه توجه إلى الحاج جمال موافي لأنه من كبار العائلات عند منطقة الوراق، ويُعرف عنه تقديم المساعدات الإنسانية وحقن الدماء في كثير من العائلات، وطلبنا منه مساعدته في التصالح مع أسرة المتوفى، الأمر الذي لم يتردد فيه الحاج جمال وجميع  كبار العائلات والقيادات التنفيذية والأمنية التي تدخلت لإقناع أسرة المتوفى بقبول اعتذاري وتم عقد جلسة الصلح.

وأضاف أنه يتقدم بكامل الشكر لجميع القيادات وللحاج جمال وغيره من العائلات، التي تهدف إلى بناء الاستقرار، مؤكدا أنه ليس هناك مسيحي ومسلم، ولكننا جميعا مصريون.

 

شقيق المتوفى

بينما شكر شقيق المتوفى، منير حنا، كل الذين تدخلوا  ومنعوا حقن الدماء، مشيرا إلى أنه قبل الصلح كان يرغب في أن نعيش جميعا في سلام واستقرار، مضيفا أنه ليست هناك أي ضغون وأنهم وجميع المسلمين من جيرانهم تجمعهم مائدة واحدة ولقمة واحدة ووطن واحد. 

 

منسق جلسة الصلح

بينما أكد الحاج جمال موافي الذي تبنى فعاليات جلسة الصلح، أن الجاني بعد خروجه من السجن منذ سنة تقريبا في العفو الرئاسي، جاء إليه وطلب منه عقد مباردة صلح مع عائلة المتوفى لرغبته في العيش في أمان وتقديم الاعتذار لأسرة المتوفى، موضحا أنه فور توجهه إلى  أسرة المتوفى وضعوا في بادئ الأمر شروطا صعبة على الجاني، ومنها تقديم مبلغ مالي كبير وهو شاب في مقتبل العمر وينتمي لأسرة بسيطة.

وكان الشرط الثاني تقديم الكفن وتجهيز بنات أسرة المتوفى، مشيرا إلى أنه بالتعاون مع رجال كنيسة الوراق والقيادات التنفيذية والأمنية تمت الموافقة على تقديم  أضحية "خروف"، وتعهد رجال الكنيسة بالتعاون مع كبار العائلات بالوراق على توفير كافة احتياجات بنات المتوفى وتجهيزهن وهن ثلاث فتيات.

وأضاف أنه فور موافقة أسرة المتوفى، تم إعداد جلسة الصلح، التي حضرها اللواء فخر الدين العربي، نائب قطاع شمال الجيزة، والعميد إيهاب شلبي، رئيس مباحث الجيزة، والعقيد محمد عرفات، مفتش مباحث شمال الجيزة، والرائد هاني مندور، رئيس مباحث قسم الوراق، وشارك بالحضور النائب أحمد يوسف عبد الدايم، نائب المصريين الأحرار بالوراق، والدكتور مجدي البطران، أمين الحزب بالجيزة، وعدد من نواب الجيزة والشخصيات العامة، وتحرر محضر بالجلسة، مؤكدا أن العيش في استقرار وأمان هو رغبتنا في حقن الدماء بين المصريين.