السبت 28 سبتمبر 2024

كارثة محققة تنتظر حي المرج الجديدة

15-1-2017 | 14:28

كتبت : أسماءمحمدالسيد

حولت أسلاك كهرباء الضغط العالي التي تحلق فوق رؤوس الألاف من سكان المرج الجديدة حياتهم الي جحيم ، وراحت تحصد أرواحهم يوميا ، تحاصرعدة مرافق حيوية تعج بآلاف المواطنين منذره بوقوع كارثة محققة في اي لحظة . 

إنتقل " الهلال اليوم " الي حي المرج الجديدة وتبين أنه يعد من أكثر الاحياء كثافة وعشوائية بمدينة القاهرة  تحيط  أبراج كهرباء الضغط العالي السكان من كل جانب حيث تحلق اسلاك الكهرباء الخارجة منها  فوق رؤوس المئآت من البشر المتدفقين من محطة مترو أنفاق المرج الجديدة وذلك طوال اليوم، كما يحتضن المئات من البشر أسفله من الباعه الجائلين وأهالي المنطقه، يلتحم بتلك الحشود البشريه موقف دائم لسيارات الميكروباص(نقل داخلي ) قابعا أسفل برج الكهرباء في مشهد مخيف، وعلي بعد عده مترات منه يوجد كوبري الدائري تحلق فوقه أسلاك كهرباء الضغط العالي ومن أسفله عده مواقف لسيارات الميكروباص (محافظات) وبجوارها موقف أتوبيس شرق الدلتا، بالاضافه الي الاسلاك ذات الجهد الكهربي العالي التي تعلوأسطح المنازل التي لاتتعدي طابق واحد أوطابقين ملتصقه بها وملتفه حولها في مشهد مروع .

كانت البدايه هي حادثه بحي المرج الجديدة ، تطيح بمقاول المنطقه رمسيس ابوسعيد وشهرته ثروت، بالإضافة إلي أكثر من سته (أنفار) آخرين، وذلك إثر صعق كهربي نتج عن أسلاك كهرباء الضغط العالي أثناء عملهم علي سطح العقار رقم 7 بشارع الحاج دسوقي بمدينه الأمل عند رفعهم لعود من الخرسانة المسلح ليسقطوا متفحمين في الحال ، منهم من توفي علي الفور من بينهم المقاول ، ومنهم من يعيش عاجزا، لتتشرد أسرهم جميعا، ولم يلبث أن تكرر الحادث بوفاة الحاج لطفي  (يقطن بشارع الجامع مدينه الامل ) وذلك في صباح اول ايام عيد الاضحي  أثناء توصيله الكهرباء الي مأذنه الجامع، وبمجرد ملامسه سلك سماعه الماذنه لاسلاك الضغط العالي التي تلاصق سطح المنزل المجاور للجامع  صعقته الكهرباء وسقط متفحما في الحال .

إلتقينا بالاهالي

 قالت زوجه المقاول المتوفي وهي في حاله إنهيار تام - بعد ان كانت ترفض الحديث- ان ماحدث كان كارثه بكل المقاييس ،لا أستطيع الحديث عنها لأنها تذكرني بأحداث مؤلمة، مضيفه لاأنسي شكل النيران التي أمتدت في ثواني من العقار رقم 7 لتصل إلي منزلنا، والذي يفصله عنا عده بيوت .

وقال الأبن الأكبر ان هناك 11 أسره أصبحوا مدمرين بسبب الحادث ،ومن الضحايا علي حد ذكره جمال عبد الحليم من بني سويف عامل، فتحي حموده من المرج القديمه شارع عاشورحماده ، ربيع هاشم من بني سويف، لطفي الصمتي من بني سويف وآخرين من العمال المغتربين.

وقال محمد عبد الخالق 40 سنه: كنت شاهد علي الحادث، ورأيت أنه بمجرد لمس"سيخ الخرسانه" بسلك الضغط العالي تطايرت أجساد العمال من فوق المنزل ،في أماكن متفرقة من قوه الكهرباء السارية بالأسلاك.

وقالت نجلاء عبد الحميد 24 سنه دبلوم تجاره : نحيا حياه مهدده بالخطر من حصار أسلاك الكهرباء لمنازلنا، تتكررالحوادث ، نغشي الموت في أي لحظهن لكن ليس لنا ملجأ آخرولايسمع أحد لندائنا.

وأكد جلال عبد السلام أنهم قد قاموا بتقديم شكوي لوزاره الكهرباء لإزالة الأسلاك ،وذلك بعد تكرار الحوادث ، وذكر تتضررهم من عدم إستطاعتهم الإرتفاع بالبناء أكثر من طابقين ، وذلك لأن قدرتنا المالية لا تسمح بشراء سكن في مناطق أخري ، مضيفا أنه لم يتم وقف الكهرباء إلافي طرف واحد من السلك في جزء من الحي ، ولا تزال المشكلة قائمة.

طالب الدكتور صلاح الحجار أستاذ الطاقه والبيئه بالجامعه الأمريكيه بمحاكمه المسؤلين عن توصيل الماء والكهرباء لمثل تلك الأماكن التي وصفتها وزاره الكهرباء بأنها تعديات ، موجها التهمه في ذلك إلي المحليات ، متسائلا "بما أنها تعديات كيف تم توصيل المياة والكهرباء إلي المنازل ، والذي يعني إقرارا ضمنيا بشرعية تواجدهم بالمنطقة .

وأشار الحجارإلي ان حل المشكلة لا يتأتي بمجرد الرؤية ، أو من قبل جهه واحده فحسب ، وإنما بعمل دراسة جدوي بيئية وإقتصادية لحل المشكلة ،وذلك بالإشتراك بين وزارة الاسكان والصحة ووزاره الحكم المحلي ،وتقوم وزاره البيئه بدور المنسق بينهم جميعا ليتوصلوا إلي القرار الأمثل.