السبت 1 يونيو 2024

في ذكراه العشرين.. نزار قباني: سمعت «أيظن» في الصين

30-4-2018 | 20:11

تحل اليوم الذكرى العشرون لرحيل الشاعر الدبلوماسي نزار قباني، وفي ذكراه عدنا إلى أروقة الزمن الجميل لنأتي بحوار نادر عمره 57 عاماً، عندما حل نزار قباني ضيفاً على مصر في صيف عام 1961، فما كان من الكواكب إلا أن تقتنص الفرصة لتحاوره في أيامه القليلة التي قضاها بالقاهرة، حيث كان في طريقه من بكين إلى المكسيك ليتسلم عمله كسكرتير للسفارة المصرية هناك.

في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة التقت "الكواكب" بنزار قباني حيث قطعت عليه خلوته وتأملاته لتبادره بأول سؤال:

ــ متى بدأ قلمك يجري على الورق بهذا الفيض من الشعر وبأي شعراء العرب تأثرت؟
ــ كنت في السادسة عشرة  من عمري وتحديداً في عام 1939 كنت أزور روما في رحلة مدرسية، ولعل سحر روما وجمالها لهما دخل كبير في تفجر ينابيع الشعر في صدري، ولم أتأثر في مستهل حياتي الشعرية بأي من شعرائنا وعملت جاهداً أن تكون لي شخصية مميزة وأسلوب مستقل بين الشعراء.

ــ وما رأيك في بنات أفكارك "أيظن"؟
ــ أيظن هي ابنتي البكر في عالم الغناء، ولكنها ليست ابنتي الأولى في عالم الشعر، فقد خرجت منها والزهو يملؤني بما وجدته من حساسية الجمهور العربي تجاه تلك القصيدة التي اهتم بها الجميع رغم اختلاف أذواقهم.

ــ هل كنت تتوقع لـ"أيظن" هذا النجاح؟
ــ في الحقيقة لم أكن أتوقع لها كل هذا النجاح الذي جعلها في فترة وجيزة تشغل الأذهان، وقد دار حولها الجدل والنقاش ليجعلها عينا من عيون الشعر العربي الحديث.

ــ ومتى سمعت الأغنية لأول مرة؟
ــ تلقيت شريطاً مسجلاً من السيدة نجاة، وصلني بعد إذاعة الأغنية في القاهرة بشهرين، وفي دار السفارة ببكين جلست بين زملائي لنسمع الشريط، ولكن التسجيل تعثر فذهبت بسرعة إلى دار الإذاعة الصينية وسلمتهم التسجيل وطلبت منهم أن يسمعوني إياه .. وبعد دقائق كانت موسيقى عبد الوهاب وصوت نجاة يصافحان سمعي بوضوح ليحملا إلى ميلاد ابنتي البكر "أيظن".

ــ ولماذا اخترت نجاة بالذات لتغني لك تلك القصيدة؟
ــ لقد طلبت مني نجاة أن أكتب لها قصيدة، وحين خلوت إلى نفسي تخيلت نجاة الصغيرة، تخيلتها مطربة وامرأة، وراعيت أن تتميز بطلة القصيدة بملامح نجاة الصغيرة وتحمل رقتها وأنوثتها، ولعل هذا التجاوب كان سبباً كبيراً في نجاح الأغنية.

ــ وما رأيك في صانع اللحن الموسيقار عبد الوهاب؟
ــ كل الخلجات الصغيرة والخواطر الدفينة أظهرها عبد الوهاب في لحنه الكبير، حيث تفهم القصيدة وتناولها بعمق لتظهر بهذا الجمال.