أكد وزير خارجية أوكرانيا بافلو كليمكين، أن مصر دولة مهمة ومحورية، ولديها ثقل إقليمي يمكنها من حل أزمات المنطقة، وأن وضعها الاستراتيجي جعلها دولة كبيرة تمثل نقطة ارتكاز وثبات إقليمي وعالمي.

وقال الوزير الأوكراني - في حوار مع صحيفة (الأهرام) تنشره بعددها الصادر الخميس - إن التنسيق السياسي بين القاهرة وكييف كان على أعلى مستوى خلال فترة عضوية البلدين غير الدائمة بمجلس الأمن فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية، وأيضا القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن بلاده استفادت من التسهيلات والقوانين الاستثمارية الجديدة في مصر، ما يصب في صالح زيادة حجم التعاون والتبادل التجارى بين البلدين.

وعن رؤيته لآليات تطوير التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، قال كليمكين: "أعتقد أننا بحاجة لآلية عمل في المرحلة المقبلة، ليس لمجرد عقد اجتماعات بين المسئولين من الجانبين، ولكن لتحقيق إنجازات على أرض الواقع، وقد اتفقنا على أن يكون اجتماعنا القادم للجنة المشتركة المصرية - الأوكرانية في أقرب وقت، وفقا لما يتفق عليه الطرفان، وقد اتفقنا على تقديم تسهيلات خاصة في مجال الأعمال، وعقد مائدة مستديرة لبحث الأعمال التجارية التي تهم البلدين بمشاركة الأطراف المعنية بالتجارة والاستثمار من مصر وأوكرانيا".

وأوضح أن التعاون بين أوكرانيا ومصر يتجلى في عدد كبير من المشروعات التجارية المهمة، مضيفا: "لدينا نجاحات كبيرة في مجال الغاز والذي تبلغ استثماراته نحو 400 مليون دولار، إضافة إلى مشروعات مختلفة لشركات أوكرانية استفادت من التسهيلات والقوانين الاستثمارية الجديدة في مصر".

وفيما يتعلق بأهمية الشراكة بين مصر وأوكرانيا، قال وزير الخارجية: "إن مصر لها أهمية كبيرة كشريك لأوكرانيا، نظرا لوضعها الإستراتيجي كنقطة ارتكاز وثبات إقليمي وعالمي وسط تحديات وصراعات في المنطقة بأكملها، وهو ما جعلها تحتل أهمية إقليمية وعربية أكثر من السابق، وأتصور أنه يمكنا عمل الكثير مع مصر في الفترة المقبلة، لتحقيق أهداف أجندة 2030 التنموية في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والعلوم، حيث إن لدينا نحو 3 آلاف طالب مصري يدرسون في أوكرانيا، وهو عدد قابل للزيادة، ويمكن القول إنه توجد العديد من الفرص أمام الدولتين وعلينا الاستفادة منها من خلال خطوات عمل مدروسة ووفقا لجدول زمني بعيدا عن أي روتين أو بيروقراطية، بما يحقق التنمية والازدهار للدولتين وفقا لآليات عمل حديثة".

وتابع قائلا:- " إن مصر دولة مهمة وزعيمة إقليمية ولديها رصيد كبير ولذلك نعول عليها كثيرا لحل أزمات المنطقة، وهو ما حتم علينا التنسيق معها والتعاون على مستوى وزارتي الخارجية مع الوزير سامح شكري، وقد كان هذا التعاون على درجة عالية جدا من النجاح، وقد كانت لنا لقاءات متعددة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة السنوية في نيويورك".

وبشأن جهود مصر في محاربة الإرهاب، أكد أن مصر نجحت في حربها على الإرهاب، مضيفا: "نقف معها بقوة في هذا الأمر، لأنه تحد عالمي، وفي هذا الإطار نقدم كل الدعم لمصر في المحافل الدولية".