الجمعة 7 يونيو 2024

بالصور.. بعد رحيلها عن 85 عاما.. جمالات شيحة علامة مصرية بلغت العالمية

فن3-5-2018 | 22:12

على ورق الفل دلعني.. محملش الذل يعني.. أنا لا حيلتي ولا معايا.. إلا الغوايش اللي معايا.. ما جولتلك يلا نـبـيـعهم واسهر وياك ودلعني...


هكذا كانت تشدو بسلطنة ودلع كعشرينية تغني لحبيبها رغم تجاوزها الثمانين، تخرج على المسرح في شموخ بفستانها المبهج وبكامل زينتها، كأن الغناء يعطيها مزيداً من الحياة والقوة، تنسى آلام جسدها الضعيف لتنطلق ساحرةً المئات من عشاقها.


الست جمالات شيحة، رائدة فن الموال والغناء الشعبي التي رحلت عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 85 عامًا إثر أزمة صحية مفاجئة  ومقرر أن يُدفن الجثمان فى مقابر العائلة بمنطقة السيدة عائشة وأن يقام العزاء غدًا فى شارع المطار بمنطقة إمبابة حيث كانت تسكن الفنانة جمالات شيحة رحمها الله .


 جمالات شيحة واحدة من أشهر المغنيات الشعبيات فى مصر ، دخلت المجال الفنى وهى فى السادسة عشرة من عمرها بعدما اكتشفها الفنان الراحل زكريا الحجاوى أحد رواد الفن الشعبي المصرى وقدمت أغانى ومواويل شعبية شهيرة من بينها على ورق الفل دلعنى، وأنا شرقاوية، ورسينى يا ساقية عذاب وغيرها من الأغانى التى ستظل عالقة فى أذهان الصغير قبل الكبير .


في أحد الشوارع الضيقة بحي امبابة الشعبي -جنوب الجيزة -، يقبع منزل الست جمالات، بين الزحام والناس التي التحمت بهم طوال عمرها، منزل بسيط كغالبية بيوت المصريين، الجميع في الحي يحبها .


"أنا شرقاوية يا ولا... سمرا وعفية يا ولا ".. تبدأ الحكاية في أحد بيوت الريف بقرية (كوم حلين) في محافظة الشرقية عام 1933، بميلاد طفلة صغيرة تلهو وسط عائلة تعشق الغناء. حققت نجاحاً ذائع الصيت، مكًنها من الوصول لمعظم شعوب العالم.


كان والدها يدلل والدتها بالغناء وكانت هي أيضاً ترد عليه بالأغاني الشعبية المنتشرة بين الفلاحين أثناء وجودها في المطبخ أو في المساء، ومن هنا عشقت الغناء وأصبحت تردد ما يقولانه لتنكشف موهبتها وعمرها 12 عاماً".


بدأت احتراف الغناء وعمرها 17 سنة في الأفراح بالقرى المجاورة ومحافظتي قبلي وبحري، ثم إحياء الموالد الدينية مثل مولد شيخ العرب السيد البدوي  بطنطا، والشيخ ابراهيم الدسوقي بكفر الشيخ، ومولد الشيخ أبو مسلم بالشرقية، وكان أول أجر تقاضته 60 قرشاً .


أبيها الروحي كان الأستاذ زكريا الحجاوي، أحد رواد الفن الشعبي المصري، استمع لصوتها بالصدفة عندما كانت في زيارة لأحد أقاربها بالقاهرة، وكانوا يعملون معه في مسرح البالون، وقالوا له إن صوتها حلو، وطلب منها الغناء أمامه على المسرح واندهش بصوتها جداً، وانصرفت، ولم تكن تعلم أن هذا الرجل سوف يفتح لها أبواب الشهرة بعد ذلك .


ثم أتت للقاهرة، وقام بتوظيفها في مسرح المقطم بالقلعة التابع للثقافة الجماهيرية، ثم أسسا فرقة الفلاحين للغناء الشعبي عام 1961، وقدمت معه للتليفزيون عدة أوبريتات مثل خيال المآتة، سعد اليتيم، بالإضافة للأغاني الشعبية والتراثية والمواويل .


وصل صوتها من خلال فرقة الفلاحين لكل العالم، اليابان، أمريكا، ألمانيا، فرنسا، لندن، والعالم العربي، من الأردن، لبنان، تونس، المغرب والجزائر وغيرها ، وكانت تشعر جمالات شيحة بالفخر لكونها فلاحة شرقاوية تغني على أكبر المسارح، وكان الجمهور يصفق طويلاً للفرقة ورغم عدم معرفته بالعربية الا إنه كان يرقص على النغم والإيقاع.. وكانت تقول دائما : "حفرنا اسم مصر في قلوب الملايين، كنت أحمل حضارة 7 آلاف سنة للعالم كله".


كان آخر ظهور لها قبل وفاتها مع النجم الكبير علي الحجار من خلال دويتو ضمن ألبومه الأخير " ما تاخدي بالك" يحمل عنوان "الهوي يبلي" .