محاولات الدوحة إثارة الفتن مستمرة.. خبراء: التقارب القطري مع الخرطوم يثير مخاوف إحياء النبرة الانفصالية لدى "نوبة" السودان لكنها أضعف من القيام بدور..وهدفها الإضرار بمصالح مصر

يعقوب: التقارب القطري مع الخرطوم يثير مخاوف إحياء النبرة الانفصالية لدى نوبة السودان

خبير إستراتيجي: التحركات القطرية في السودان تهدف للإضرار بمصالح مصر

محاولات قطرية مستمرة للتقارب مع الدول المجاورة لمصر وخاصة السودان التي تعتبر عمق استراتيجي لمصر، وهي محاولات وصفها خبراء سياسيون بأن الهدف منها الإضرار بمصالح مصر ومناكفتها سياسيا، فيما حذروا من محاولات إحياء النبرة الانفصالية لدى نوبة السودان مؤكدين في الوقت نفسه أنها أضعف من التأثير والقيام بدور إلا أن التوعية والحذر ضرورة، وذلك بعد زيارات قام بها أمير قطر ومسئولين قطريين إلى السودان في الفترة الأخيرة، .

مخاوف إحياء النبرة الانفصالية

اللواء رضا يعقوب، خبير مكافحة الإرهاب، قال إن التقارب السوداني مع قطر أوجد بؤرة غير سليمة من التواجد التركي القطري فيه عبر منح الأتراك أحد موانيه في شكل احتلال عثماني سيستغله أسوأ استغلال وخاصة في ظل التمويل القطري للإرهاب وسيرها ومخاوف تدخلها لزعزعة الاستقرار في السودان وإعلاء النبرة الانفصالية لدى نوبة السودان.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك تأثيرات وتوجيهات خارجية لإحداث فتنة وتمزيق الوطن العربي، مضيفا أن الوطن العربي يحتاج إلى الوحدة والنهضة ويكفي انفصال جنوب السودان عن الشمال وما جره للوطن العربي من تمزق والسير في هذا التوجه سيودي به كما انهارت دول كسوريا والعراق وليبيا.

وأكد يعقوب أن السير في توجه الانفصال والتمزيق يخلق بيئة حاضنة للإرهاب لذلك يجب التوعية والتأكيد على المضي نحو الوحدة، مضيفا أن قطر تريد حصار مصر عبر التقارب مع السودان كما تعادي دول الخليج أيضا، ومصر هي حاضنة الدول العربية ويجب الحذر والتوعية من خطورة التصرفات القطرية لدى كل الشعوب والرأي العام العربي.

وأضاف أن الوطن العربي يمر بأزمات كبيرة ورغبات خارجية في إحداث مزيد من التمزقات والصراعات في الداخل وقطر دولة شاردة عن الوطن العربي تسير في نهج معادي وتمول الإرهاب.

أضعف من القيام بدور

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن القطريين أضعف من أن يكون لهم دور في نوبة السودان لأن هذا الملف شائك ومعقد، مضيفا أن قطر ليس لها تأثير مباشر في النوبة ودبلوماسية الدولار التي تعتمدها في الملف النوبي ليست مجدية لأن الامتدادات المجتمعية في السودان ومصر مختلفة وأكبر من إمكانيات الجانب القطري.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن موضوع النوبة تاريخي ووصل في بعض الأحيان إلى الأمم المتحدة وهناك أجهزة استخبارات دولية تلوح بتوظيفه من حين لآخر وإحياء مشروعات تقسيم مملكة النوبة عبر محاولات ماضية لسنوات طويلة، مضيفا أن النوبة ملف له أبعاد اجتماعية واقتصادية.

وأكد فهمي أن النزعة الانفصالية غير واردة ولم ينجز فيها شيء على أرض الواقع وخاصة أن فكرة الدولة النوبية الواحدة التي تجمع بين نوبة السودان ونوبة مصر لم تعد مطروحة، مضيفا أن قطر تعمل على استثمار أجواء العلاقات المصرية السودانية التي تتوتر أحيانا فتكثف زياراتها كلما رأت توترا بين القاهرة والخرطوم وتتدخل تأسيا بالدبلوماسية التركية التي تعمق علاقاتها بالسودان.

وأشار إلى أن التحرك القطري في السودان يعتمد على استراتيجية محاولة مناكفة مصر في مناطق نفوذها ولا يقتصر على السودان فقط إنما دول حوض النيل وهي محاولات ترصد مصر باستمرار، مضيفا أن الأمر يشمل أيضا دول أوغندا وكينيا وجنوب السودان وتنزانيا وهدفها من ذلك محاولة امتلاك ورقة ضغط ضد الأمن القومي المصري.

إضرار بمصالح مصر

فيما قال اللواء علاء عز الدين، مدير مركز القوات المسلحة للدراسات الإستراتيجية سابقا، إن التحركات القطرية توطيد علاقتها بالدول المجاورة ترصدها مصر، مضيفا أن الهدف من تلك المحاولات هو الإضرار بمصالح مصر بعد فشل محاولتها لدعم الإرهاب في مصر بعد الضربات التي وجهتها مصر للقضاء على الإرهاب في العملية الشاملة سيناء 2018.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن السودان دولة شقيقة وامتداد لمصر في الجنوب وفي بعض الأحيان تحدث ردود فعل من القيادة السودانية غير متوافقة مع مصر، مضيفا أن قطر يهمها إثارة القلاقل بين مصر والسودان بما يضر بالمصالح المصرية خاصة في ملف مفاوضات سد النهضة لأن توافق موقف الدولتين يعزز من قوة كل منهما.

وأضاف عز الدين أن حدوث زوبعة دبلوماسية بين مصر والسودان أمر لا يطول وينتهي للصالح العام لكلا البلدين وشعوبهما.