دعا رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، السياسيين إلى فهم رسالة التونسيين التي قدّموها من خلال نسب المشاركة الضعيفة في الانتخابات البلدية، وطالبهم بالعمل على تطوير خطابهم واستعادة ثقة المواطنين وهي أسس مواصلة البناء الديمقراطي، وأضاف "يجب أن يكون الهدف في المرحلة القادمة إيلاء الأهمية لمشاغل التونسيين والقيام بالإصلاحات الضرورية".
وأكد يوسف الشاهد أنّ كلّ أجهزة الدولة التونسية حرصت على أن تكون الانتخابات البلدية التي أجريت اليوم حرة ونزيهة وشفافة تعكس إرادة التونسيين رغم الخروقات والصعوبات التي تم تسجيلها.
جاء ذلك في كلمة متلفزة توجّه بها رئيس الحكومة يوسف الشاهد للشعب التونسي مساء اليوم الأحد بعد انتهاء عملية التصويت للانتخابات البلدية وغلق مكاتب الاقتراع.
وقال "اليوم .. الشعب التونسي انتخب الآلاف من أعضاء المجالس البلدية لتسيير أول مجالس محلية منتخبة بعد الثورة في مواصلة لمسار الانتقال الديمقراطي".
وأشار إلى أنّه ولأوّل مرّة في تونس، جرت الانتخابات في 350 دائرة، مشدّدا على أنّه "مهما كانت النتائج فلا رجوع عن الديمقراطية خاصّة أن البلاد قطعت الطريق على مشاريع الاستبداد والعودة إلى الوراء".
وأضاف: "نجاح بلادنا في عقد انتخابات حرة ونزيهة رسالة إلى العالم بأن النموذج التونسي ما زال ناجحا ومتواصلا وما زال محتاجا إلى دعم أكبر، لكن لا يمكننا أن نتجاهل أن نسبة المشاركة أقل بكثير من المرات السابقة، وهذا مؤشر سلبي ورسالة قوية لا بد من التوقف عندها واستخلاص العبر، فاليوم عدد كبير من الناخبين عزفوا عن التصويت، ما يؤكد ظاهرة العزوف عن الشأن السياسي".
وطالب رئيس الحكومة أعضاء المجالس البلدية المنتخبين إلى أن يكونوا في خدمة جميع المواطنين في بلدياتها دون استثناء، واصفا المرحلة المقبلة بأنها مرحلة العمل لأعضاء المجالس البلدية المنتخبة، مطالبا إياهم بأن يضعوا مصلحة بلدياتها ومواطنيهم ومصلحة تونس فوق كل اعتبار.
في سياق متصل، دعا رئيس الحكومة هيئة الانتخابات إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة إزاء الخروقات المسجلة بما في ذلك الإجراءات القضائية ومعاقبة كل من حاول المساس بحسن سير العملية الانتخابية.