الأربعاء 26 يونيو 2024

لافتات السفارة الأمريكية تنتشر في القدس.. وسياسيون: نقل أمريكا بعثتها الدبلوماسية أمر واقع وسيكون له تداعيات كبيرة.. والولايات المتحدة ماضية في خطتها لإخراج القدس من المفاوضات النهائية

تحقيقات7-5-2018 | 16:12

«الرقب»: نقل السفارة الأمريكية للقدس أمر واقع واختيار اليوم هدفه الاستفزاز

قيادي بـ«فتح»: الولايات المتحدة ماضية في خطتها لإخراج القدس من المفاوضات النهائية

«الفرا»: نقل السفارة الأمريكية للقدس سيكون له تداعيات شعبية كبيرة

 

أكد سياسيون فلسطينيون أن تعليق قوات الاحتلال الإسرائيلية للافتات السفارة الأمريكية في القدس واعتزام الإدارة الأمريكية نقل بعثتها الدبلوماسية من تل أبيب إلى القدس هو استمرار للتحدي الأمريكي لقرارات الشرعية الدولية وفرض سياسة الأمر الواقع وخاصة أنه لا مجال للتراجع بعد الآن، موضحين أن الهدف من ذلك هو إخراج القدس من المفاوضات النهائية مما سيكون له تداعيات شعبية كبيرة.

 

كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد نشرت اليوم الاثنين، لافتات بموقع السفارة الأمريكية الجديد فى القدس، وذلك قبيل أسبوع تقريبا من افتتاح السفارة في القدس وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في 6 ديسمبر الماضي، والمزمع تنفيذه في ذكرى النكبة في 14 مايو المقبل.

 

أمر واقع:

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال إن ما تقوم به الإدارة الأمريكية تجاه القدس من واتجاهها لإتمام نقل سفارتها إلى المدينة المحتلة في ذكرى النكبة في 14 مايو هو تأييد أمريكي لرؤية الاحتلال وبات النقل أمرا واقعا ولم يعد هناك مجالا للتراجع، مضيفا أن جواتيمالا نقلت سفاراتها إلى القدس بالفعل قبل أيام.

 

وأوضح الرقب، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تعليق لافتات للسفارة الأمريكية في أحد شوارع القدس واعتزامها نقل السفارة في ذكرى النكبة هو استفزاز لمشاعر الأمة العربية والفلسطينية، مضيفا أن الولايات المتحدة الأمريكية ماضية في خطته لدعم الاحتلال وهو أمر قد يشجع دولا أخرى لنقل بعثاتها الدبلوماسية من تل أبيب إلى القدس.

 

وأضاف أن الشعب الفلسطيني أصحاب حق وهو لا يسقط بالتقادم ولا بنقل سفارات وسياسة الأمر الواقع ومستمر في نضاله منذ أكثر من 70 عاما ولديه استعداد يقاوم لأكثر من 70 عاما آخرين للحصول على حقه، مضيفا أن الإدارة الأمريكية أخرجت القدس من ملف المفاوضات وتريد الضغط أيضا لإخراج ملف اللاجئين وحق العودة.

 

وأكد أنه لا يمكن لأحد أن يمرر على الشعب الفلسطيني خططا لا تضمن حقوقه وكل محاولات الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي في إهدار حقوق الشعب الفلسطيني لن تنجح ولن تكسر عزيمته، مضيفا أن البيت الفلسطيني يجب أن يعاد ترتيبه من الداخل وإنهاء الانقسام الذي يزداد كل يوم وإن لم يكن حاليا فسيكون مستقبلا على يد أجيال تعيد ترتيب الأوراق ولن يمرر مشروع لا يعطي للشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية.

 

إخراج القدس من المفاوضات النهائية:

وقال الدكتور ياسر أبو سيدو، مسئول العلاقات الخارجية بحركة فتح، إن الولايات المتحدة تتحدى قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي والحرية والديمقراطية وتمضي في خطتها لإخراج القدس من المفاوضات النهائية في القضية الفلسطينية، مضيفا أن تعليق لافتات السفارة الأمريكية في القدس ونقل السفارة بالفعل إليها لن يغير من الواقع قيد أنملة.

 

وأكد أبو سيدو في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه في أرضه وكل المشروعات الهادفة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم ورفض حل الدولتين وإيجاد أوطان بديلة لن تمر وستبوء بالفشل، مضيفا أن التفكك الفلسطيني ساعد الإدارة الأمريكية للسير في سياساتها إلا أن الشعب الفلسطيني قادر على إفشال المشروعات.

 

وأضاف أن رد فعل الشباب الفلسطيني الغاضب على حدود غزة منذ بدء مسيرات العودة والتعامل العنيف من جنود الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص والقنابل والمدافع يؤكد أن إسرائيل خارج نطاق القانون الدولي، مشيرا إلى أن نقل السفارة الأمريكية للقدس سيتبعه حركات شعبية للاحتجاج ولن يغير من الواقع شيء.

 

تداعيات شعبية كبيرة:

فيما قال السفير بركات الفرا، السفير الفلسطيني سابقا في القاهرة، إن تعليق لافتات السفارة الأمريكية في شوارع القدس اليوم والتأكيد الأمريكي بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في 14 مايو هو إمعان في التهديد ومحاربة الشعب الفلسطيني في حقه ودولته وأرضه وانحياز كامل لإسرائيل واستمرار مساندة الباطل على حساب الحق ومناقضة المواثيق والقوانين الدولية.

 

وأوضح الفرا، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الولايات المتحدة تضرب بكل المواثيق والقرارات الدولية عرض الحائط لأجل إسرائيل، مضيفا أن المضي في تنفيذ هذا القرار سيكون له تداعيات عاجلا أم آجلا على المصالح الأمريكية في المنطقة والشرق الأوسط.


وأكد أن رد الفعل في الداخل الفلسطيني على قرار نقل السفارة سيكون عنيفا وله تداعيات كبيرة لا يتوقعها أحد، مضيفا أن الشعب الفلسطيني استطاع بصموده منع إسرائيل من تركيب بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى وأجبرها على إزالتها ولن يترك القدس ولن يمر القرار الأمريكي مرور الكرام.

    الاكثر قراءة