السبت 1 يونيو 2024

«الفاو»: السلام الدائم أمر رئيسي للقضاء على الجوع

اقتصاد8-5-2018 | 15:08

قال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد السلام ولد أحمد، اليوم الثلاثاء، إن بناء الصمود وتحقيق السلام الدائم هما أمران رئيسيان للقضاء على الجوع وتحسين رفاهية الشعوب في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا..مشددا على أنه بدون ذلك لن تتمكن المنطقة من القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي والتغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، وهي أمور أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، فبوجود الجوع، لن يكون ممكنًا تلبية أي من الحاجات الإنسانية الأخرى.

جاء ذلك خلال الدورة الرابعة والثلاثين لمؤتمر الفاو الإقليمي للشرق الأدنى (#NERC34)، التي يشارك فيها 150 شخصًا من وزراء حكوميين ووفود الدول الأعضاء في المنطقة، إضافة إلى ممثلين من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص؛ لرسم خارطة طريق للعمل المستقبلي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي المشتركة.

وقال ولد أحمد - في كلمته الافتتاحية خلال المؤتمر - إن الفاو حافظت على وجودها وقدمت خدماتها في الدول التي شهدت نزاعات، فقد عملت فرقها دون كلل أو ملل لتعزيز الصمود وقدمت الدعم ليس فقط للعمليات الطارئة، ولكن أيضًا لسبل المعيشة المستدامة وبناء القدرات والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية.

وأضاف أن الفاو تعمل في الدول التي تشهد نزاعات وتلك التي لا تشهد نزاعات تحت مظلة مبادراتها الإقليمية الثلاث، وهي: ندرة المياه، والزراعة الأسرية صغيرة النطاق، وبناء القدرة على الصمود لتحسين الأمن الغذائي والتغذية.. لافتًا إلى أن المنظمة تسترشد بهذه المبادرات منذ إطلاقها، حيث تشكل هذه المبادرات المرجعية لأطر البرامج القُطرية، وتدعم الفاو الدول الأعضاء بطرق مختلفة، خاصة مناصرة وتطوير السياسات وبناء القدرات وتبادل المعارف والخبرات ودعم مشاريع وبرامج قطرية محددة.

وتابع ولد أحمد أن هذه قضايا مهمة على جدول الأعمال العالمي للفاو، لكنها تهم أيضًا على وجه الخصوص المنطقة وكل دولة من دولها.. منوهًا بأن التحديات الضخمة التي تواجهها المنطقة تقتضي بناء شراكات جريئة ومتعددة الأبعاد، وفي هذا السياق، تعمل مكاتب الفاو الإقليمية على توسيع وتعزيز شراكاتها مع المؤسسات الإقليمية والدولية.

وألمح إلى أنه في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة، تعمل الفاو حاليًا عن كثب مع جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة والمركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة والمركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في المتوسط والمركز الدولي للزراعة الملحية وجائزة خليفة التربوية وغيرها.

وتعقد الدورة الرابعة والثلاثون لمؤتمر الفاو الإقليمي للشرق الأدنى في إطار العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الثاني المتعلق بالقضاء على الجوع، ومن المقرر أن يشارك المدير العام للفاو جوزيه دا سيلفا وسفيرة النوايا الحسنة لدى الفاو للقضاء على الجوع دارين الخطيب في طاولة مستديرة للوزراء حول القضاء على الجوع تُعقد بعد غد الخميس، حيث تبحث التحديات الخاصة بالقضاء على الجوع في مناطق النزاع وتقديم توصيات لتعزيز العمل الجماعي.

وعلى هامش هذه الدورة ، ستحتفل الفاو بالذكرى الأربعين للهيئات التمثيلية القطرية في المنطقة من خلال تقديم معرض صور وتسليط الضوء على الإنجازات المهمة وقصص النجاح التي حققتها المنظمة مع الدول الأعضاء.

ويناقش المؤتمر التحول الزراعي في المنطقة وتحدي توظيف الشباب وهجرتهم، والزراعة الإيكولوجية والتكيّف مع تغير المناخ في المناطق شبه القاحلة من أجل تحقيق تنمية زراعية مستدامة، ومشكلة العواصف الرملية والترابية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتعاون الإقليمي لمعالجة الآفات والأمراض النباتية والحيوانية والسمكية العابرة للحدود من خلال مبادرة "صحة واحدة".

وتواجه دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تحديات مشتركة وكبيرة لتحسين الأمن الغذائي والتغذية وتحقيق تنمية زراعية شاملة ، وقد حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من أن النمو السريع للسكان، وزيادة التحضر، وانخفاض النمو في إنتاج الغذاء، وندرة وهشاشة الموارد الطبيعية، والتهديد الذي يطرحه تغير المناخ، من الأسباب التي تزيد من هذه التحديات.