دبلوماسي:
مباحثات السيسي والرئيس الأوغندي مهمة شملت موضوعات متعددة
منى عمر:
أربعة ملفات هامة مطروحة على مائدة السيسي والرئيس الأوغندي
أكد دبلوماسيون أن مباحثات
الرئيسين المصري والأوغندي اليوم كانت مهمة وشملت مجموعة من الموضوعات المتعددة ز أن
مصر وأوغندا بينهما علاقات طيبة وتاريخية، موضحين أن ملفات التعاون الثنائي والتبادل
التجاري والقضايا الإقليمية منها الأوضاع في جنوب السودان والكونغو وليبيا.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل اليوم الرئيس
يورى موسيفينى رئيس جمهورية أوغندا، بمقر رئاسة الجمهورية بالاتحادية، لبحث سبل
تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، وذلك فى إطار انفتاح مصر على أشقائها
الأفارقة، وحرصها على تدعيم التعاون والتنسيق معهم فى جميع المجالات، كما ستتطرق
المباحثات إلى عدد من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك.
وشهد الرئيسان توقيع مذكرة تفاهم
بين البلدين في مجال إنشاء وإدارة المناطق الصناعية، وأكد الرئيس السيسي
أن هناك تعاونا مصريا أوغنديا، لتعزيز الاستقرار والأمن بجنوب السودان كأحد الأمثلة
للتعاون الأفريقى المشترك"، وأن المباحثات شملت التعاون بين البلدين فى
مكافحة الارهاب وقطع مصادر تمويله.
أربعة
ملفات هامة
السفيرة
منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، قالت زيارة الرئيس
الأوغندي يورى موسيفينى لمصر اليوم مهمة ليس لكون أوغندا واحدة من دول حوض النيل
فقط إنما لأنها دولة جوار وتقع في نطاق الأمن القومي المصري وواحدة من الدول التي
تجمعنا معها علاقات تاريخية عميقة وطيبة منذ فترة الاستقلال.
وأوضحت "عمر"، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الرئيس الأوغندي من الشخصيات التي تمتلك رؤية ويحظى بحضور واحترام
كل رؤساء القارة السمراء، مضيفة أن أبرز الملفات المطروحة في مباحثاته مع الرئيس
عبد الفتاح السيسي اليوم هي الاتفاق الإطاري عنتيبي الذي تقدمت به مصر منذ فترة
طويلة ولم يتم الاتفاق عليه حتى الآن.
وأضافت
أن الدول الأفريقية وافقت عليه ما عدا الكونغو والسودان ولم يدخل حيز التنفيذ بسبب
عدم حصوله على الموافقة اللازمة ومصر طلبت التدخل الأوغندي للوصول إلى حل توافقي عليه
لتحقيق التعاون بين دول حوض النيل، مشيرة إلى أن موسيفيني ربما يكون له اقتراح
ورؤية في هذا الملف.
وأكدت
أن الملف الثاني هو ملف سد النهضة وخاصة أن وزير الخارجية الأوغندي أبدى أمس تفهمه
للموقف المصري وأن الحفاظ على حقوقها المائية ضرورة، مضيفة أن هذا موقف مشجع ويعكس
تفهما للموقف المصري يمثل قاعدة للتفاوض مع الآخرين.
وأشارت
إلى أن الملف الثالث هو القضايا الإقليمية التي تهم البلدين وخاصة موضوع جنوب
السودان والصومال والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب والأوضاع في ليبيا والكونغو
التي تقع على الحدود مع أوغندا وتربطهما علاقات وثيقة ويهم مصر التعرف على رؤية
أوغندا بشأن الأوضاع بالكونغو.
وألمحت
إلى أن الملف الرابع هو القضايا الثنائية منها التبادل التجاري الذي يحتاج إلى
دفعة وخاصة أن السوق الأوغندي سوق واعد للسلع المصرية لأن الدولتين أعضاء في
الكوميسا ما يمنحهما مزايا في الإعفاءات الجمركية إلى جانب الاستثمارات المصرية في
أوغندا وملف الطاقة حيث دعا موسيفيني مصر للاستثمار في الطاقة في دولته فضلا إلى
التعاون في مجالات الري والزراعة والطب والتنمية.
التعاون
لمكافحة الإرهاب
وقال
السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن التعاون المصري مع
أوغندا يأخذ أشكال عديدة ومجالات متنوعة، مضيفا أن مباحثات الرئيس عبد الفتاح
السيسي ونظيره الأوغندي اليوم كانت مهمة وشملت موضوعات متعددة منها التعاون في
مشروعات تنموية واستغلال مياه النيل.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تصريحات كلا الرئيسين عكست قوة العلاقات
بين البلدين، مضيفا أن مصر تساعد أوغندا في مقاومة ورد النيل الذي يؤرقهم ويؤدي لانسداد
بمجرى النهر فضلا عن مشروعات أخرى تنموية وهندسية والتشاور في أزمات المنطقة
استراتيجيا منها أزمة جنوب السودان التي تهم كلا الدولتين.
وأضاف
حسن أن الوكالة المصرية من أجل الشراكة والتنمية التابعة لوزارة الخارجية تنفذ
مشروعات متعددة هناك، مضيفا أن التعاون المصري الأوغندي يهم الدولتين وخاصة أن
أوغندا تخشى من تداعيات الأزمات في الصومال على أمنها القومي.
وأكد
أن الأوضاع الليبية ودور مصر في التعامل مع أزمات القارة طرح أيضا خلال النقاش بين
الرئيسين المصري والأوغندي لأن مصر أصبحت عضوا في مجلس السلم والأمن الأفريقي وكيفية
تفعيل دوره لحل أزمات الدول، مضيفا أن موضوع اتفاق عنتيبي مرجح للنقاش لأن مصر لها
رؤية في تعديله ومن المهم التشاور مع أوغندا بشأنه لضمان حصة مصر من المياه.