كتب : محمد الشريف
فراشة تتمايل على أنغام الموسيقى،ملامح وجهها تشع بهجة ومرحا، على المسرح تصبح عفريته هانم، هى إحدى العلامات الفارقة فى مسيرة الرقص الشرقى ومن أوائل الفنانات اللاتي مزجن بين التمثيل والرقص .. سامية جمال.. فراشة السينما المصرية وأبرز راقصات خمسينيات القرن الماضى التى احتفل محرك البحث الأشهر "جوجل" بذكرى ميلادها الـثالث والتسعين الذي يوافق الخامس من مارس.
ولدت زينب خليل إبراهيم محفوظ الشهيرة بسامية جمال، بمحافظة بني سويف 1924، عاشت طفولتها البريئة بين والدها ووالدتها حتى توفيت الثانية وهي بنت الثامنة من عمرها لتعيش مع زوجة أبيهاوتبدأ رحلة معاناتها الحقيقية حيث تحولت الى مجرد خادمة تؤدي أعمال البيت وبعد أربع سنوات قررت أن تهرب للعيش في بيت شقيقتها مع أبنائها لكنها سرعان ما اكتشفت أن الوضع لا يختلف كثيرا عن بيت زوجة أبيها .
وفى سن الرابعة عشر من عمرها تعرفت على أحد العاملين بفرقة الراقصة بديعة مصابني مشوارها مع الرقص الشرقى وتتخلى عن اسمها الحقيقي وتبدأ سامية أولى خطواتها نحو الشهرة والنجومية.
مشوارها السينمائى
بعد النجاح الكبير الذي حققته سامية في الرقص بفرقة بديعة فتحت لها السينما ذراعيها فشاركت في عدد من الأفام ضمن مجموعة من الراقصات، إلى أن جاءتها الفرصة مع الفنان فريد الأطرش بفيلم «انتصار الشباب » حيث ظهرت في استعراض غنائي راقص لفت الأنظار إليها لتحظى بعده بأدوار البطولة وتكون مع
الفنان فريد الأطرش ثنائيا فنيا ناجحا بدأ بفيلم «حبيب العمر » واستمر لخمسة أفلام هي: «أحبك إنت، وعفريته هانم، وآخر كدبة، وتعالى سلم، وما تقولش لحد
حياتها الخاصة
جمعت سامية جمال في بداية حياتها قصة حب عنيفة بالفنان فريد الأطرش لكنها لم تكتمل، تزوجت بعدها من متعهد حفلات أمريكي كان يعمل في باريس ويدعى شبرد كينج الذي أعلن إسلامه قبل أن يتزوجها وسمى نفسه عبد الله، ولم يدم هذا الزواج إلا فترة قصيرة جدا.
وكان "الرجل الثاني" سببا في تكون علاقة صداقة قوية بين رشدى أباظة وسامية، وسرعان ما تطورت لعلاقة حب ليتزوجا عام 1949، لم تكن علاقتها برشدي على وفاق فقد كان شخصية صعبة ومتقلبة المزاج، رغم أنها تغاضت كثيرا عن علاقاته النسائية المتكررة ونزواته وصل الخلاف بينهما إلى نقطة اللا عودة حيث أصرت على الطلاق فتم الانفصال.
جوانب إنسانية
كانت سامية جمال شخصية عاطفية تحب من حولها وتسعى لإسعادهم أيا كانت الظروف، ساهمت في الإنفاق على أسرتها وأشقائها وأبنائهم وتعليمهم، كما كانت لها علاقات اجتماعية متعددة وكثير من الأصدقاء الذين كانت تحرص على زيارتهمو كانت دائمة العطاء بلا حدود مع كل من حولها.
اللحظات الأخيرة
وصل حرص سامية في المحافظة على رشاقتها وقوامها إلى البعد عن الطعام والاكتفاء بالخضراوات والزبادي ما تسبب فى إصابتها بالأنيميا ودخولها المستشفى
قبل أربعة أشهر من وفاتها ونصحها الأطباء بالابتعاد عن النظام الغذائى القاسي الذى تعيش عليه، لكنها رفضت وتسبب ذلك في إصابتها بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء ولم تتحسن حالتها وبدأت تفقد الوعى تدريجيا حتى توفيت في الأول من ديسمبر 1994.