تقرير: سارة حامد
فيما يبدو أنها خطوة إيجابية أقدمت الكنيسة على تنظيم دورات تثقيفية تحت مسمى «المشورة الزوجية» التى تعد شرطا إجباريا للزواج الكنسى، بهدف توعية الشباب بمفاهيم تأسيس الحياة الزوجية، وتغيير الانطباع الخاطئ الذى يعد أحد أسباب قضايا الأحوال الشخصية، وفشل الزواج وهدم الأسرة المصرية.
ثلاثة شهور هى فترة تلقين الدروس عن الجنس، تسبق إجراء مراسم الإكليل وأيضا للراغبين من الشباب الأعزب الحصول عليه بجرعات محدودة، وبحسب مينا عزت،٢٦ سنة، أحد المقبلين على الزواج، الحاصل على كورس المشورة، يقول: منذ عامين انتقدت قيام الكنيسة بتنظيم دورات المشورة التى تحوى دروسا عن الحب والجنس بين الزوجين، لكن مع مرور الوقت وإشادة الحاصلين عليها بمحتواها، قررت التقدم إلى أحد المعاهد الدينية فى شبرا للحصول عليه، رغم كونى أعزب، إلا أننى فوجئت بأنها تلقن دروسا عن الحياة الأسرية والعلاقة بين الزوجين بشكل علمى ومبسط ويصحح مفاهيم خاطئة لدى الشباب عن الزواج. ويتابع: «استفدت بنسبة لا تقل ٦٠ ٪ من كورس المشورة الذى أصقلنى بمعلومات جديدة أعتقد أنها ستقلل من نسب فشل الزيجات وأعداد متضررى الأحوال الشخصية المسيحية لأنه يعين الأزواج على تمرير مشاكل حياتية يومية، وذلك بمقابل مادى زهيد لا يتجاوز ٧٠ إلى ١٠٠ جنيه للفرد حسب عدد الحضور فى القاعة الذى لا يتجاوز ٣٠ شخصا».
«مينا» قال إن الكنيسة المصرية قررت تنظيم دورة المشورة التى قُسمت إلى مراحل تتناسب مع الحالة الاجتماعية لكل شخص، بمعنى أن الأعزب يحصل على عدد محدود من المادة العلمية للدورة الزوجية، تزيد تدريجيا للمخطوبين ثم المقبلين على الزواج، أما المتزوجون فيحصلون على المادة العلمية كاملة لأنها تشرح بشكل مبسط العلاقة بين الزوجين من نواح سيكولوجية كفن الحوار، واللاهوت الأدبى، والأبوة المسئولة، وسيكولوجية أوجه الشبه والاختلاف، والجنس والميول العاطفية، ومعنى وأبعاد الحب، والطرق الصناعية لمنع الحمل، وبيداجوجية استعادة العلاقات، وجوانب قانونية، وموانع الزواج، ونفليكتولوجية فن الخناقات، وبيداجوجية وأساسيات تربية الأبناء، وتنظيم الأسرة وقواعد طريقة بيلنجز، وسوسيولوجى وكيفية تجنُّب المشاكل، وإيكولوجى والمؤثرات البيئية والخصوبة، وبيوايتكس، وسيكسولوجى واضطراب العلاقة الحميمية.
من جانبها أكدت تاسونى نرمين، إيبارشية المعادى، أن دورات المشورة خفضت نسب متضررى الأحوال الشخصية وسيظهر ذلك جليا بعد مرور فترة زمنية من بدء تلقين تلك المحاضرات، خاصة أن عددا من المقبلين على الزواج والمخطوبين قرروا إنهاء الارتباط وهو ما يساعد على إنهاء فشل أسر جديدة كانت قد أوشكت على التكوين، مشددة على أن محتوى دورات المشورة تدرَس على أيدى متخصصين بشكل علمى وطبيعى لتلاشى الإحراج أثناء الحديث عن أمور جنسية، خاصة أن أولئك الشباب فى مراحل مابعد الجامعة أى لديهم نضج عقلى يتطلب دراسة وتنويرا قانونيا واجتماعيا.
أما القس لوقا راضى، أحد مدرسى مركز المشورة الزوجية بالقوصية، فيقول إن المشورة هى تنمية الموارد البشرية لدى الزوجين المقبلين على تكوين أسرة من خلال برنامج يحوى فصولا تبدأ بتعلم الرجل سيكولوجية المرأة وأيضا تعليم المرأة سيكولوجية الرجل وطرق حل المشكلات الأسرية ومفهوم ومهارات التواصل العائلى وأيضا مهارات إدارة المنزل واحترام وتقدير الرجل للمرأة، فضلا عن احترام المرأة للرجل، بالإضافة إلى العلاقات الخاصة بين الزوجين لكن فى الصعيد يتم فصل الذكور عن الإناث نظرا للثقافة الاجتماعية السائدة، ويقوم متخصص حسب النوع بتدريس ذلك المحتوى لكل من الطرفين على حدة.