الرقب: نقل السفارة لن يسقط حق إقامة دولة
فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية
الفرا: تنفيذ أمريكا لقرار نقل سفارتها
للقدس استمرار لانتهاك الشرعية الدولية
الحرازين: غدا سيكون يوم غضب شعبي.. والفلسطينيون
متمسكون بأرضهم وحق العودة
ساعات حاسمة وحالة ترقب سادت الوسط السياسي
الفلسطيني في ظل اعتزام الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ قرارها بنقل سفارتها من تل
أبيب إلى القدس، فيما أكد سياسيون أن غدا هو يوم حاسم وتاريخي لدى الشعب الفلسطيني
وسيشهد مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي لأنه يجمع بين ذكرى النكبة الفلسطينية
الـ70 واحتفالات نقل السفارة، مؤكدين أن الأمر لن يغير من الواقع شيء والفلسطينيون
متمسكون بأرضهم وبحق العودة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
يذكر أنه يعقد غدا احتفالات بنقل السفارة
الأمريكية في القدس بحضور وفد أمريكي على رأسه إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب وزوجها جاريد كوشنر وزير الخزانة الأمريكي، فيما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي
من تواجدها في شوارع القدس وضواحيها، وفي الوقت نفسه أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين
الفلسطينية عن تحركات سياسية ودبلوماسية تجريها مع الأمم المتحدة ومجالسها ومنظماتها
المختصة وعواصم القرار فى العالم من أجل التصدي لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
ونتائجه.
يوم غضب شعبي
قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة
فتح، إن نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة غدا وهو استمرار للسياسة الأمريكية
في ضرب قرارات الشرعية الدولية عرض الحائط ووقوفها بجانب دولة الاحتلال بنقل السفارة
من تل أبيب إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، مضيفا أن هذا التعنت أفقد أمريكا دورها
كوسيط في عملية السلام لتجاوزها الخطوط الحمراء بشأن القدس.
وأوضح الحرازين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن اليوم شهد حالة من التوتر الكبير وخاصة في ظل اقتحام ألف مستوطن إسرائيلي لباحات
المسجد الأقصى لإقامة شعائر تلمودية وهو الاقتحام الأكبر منذ احتلال 1967، مضيفا أن
الاقتحام وقع تحت حماية جيش الاحتلال وقوات الشرطة الإسرائيلية، مضيفا أن ذلك رسالة
بأن إسرائيل ماضية في انتهاكاتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأضاف أن اختيار الولايات المتحدة لهذا
اليوم لنقل سفارتها الذي يوافق الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية هو حدث خطير يستوجب
الرد عليه من المجتمع الدولي سواء مجلس الأمن أو الأمم المتحدة فضلا عن الدول العربية
والإسلامية بما يتناسب مع هذا الحدث الجلل، مضيفا أن الشعب الفلسطيني في حالة استنفار
ومواجهة يوميا مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن غدا سيكون يوم غضب شعبي ضد تلك
الإجراءات وتأكيد للاحتلال أن الشعب متمسك بأرضه وبحق العودة سواء في الداخل الفلسطيني
أو من فلسطيني الشتات المطالبين بحق العودة لأراضيهم، مضيفا أن مقولة دولة الاحتلال
أن الكبار يموتون والصغار ينسون سقطت فجيل الصغار متمسك بأرضه وحقوقه.
وأشار القيادي بحركة فتح أن السلطة الفلسطينية
مستمرة في تحركاتها منذ صدور القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر
الماضي وتتحرك على كافة الأصعدة دوليا وعربيا وإسلاميا، مضيفا أن السفراء الفلسطينيين
في كل الدول ينقلون ما يجري في الداخل الفلسطيني للرأي العام الدولي لتوفير الحماية
الدولية للشعب الفلسطيني واستكمال حصول فلسطين على عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وألمح أن هناك مشاورات تجري مه المجموعة
العربية في الأمم المتحدة لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن تطورات الأوضاع في فلسطين
من خلال مندوب دولة الكويت، مضيفا أن هناك مشاورات لانعقاد شبه دائم وطارئ لأي حدث
قد يتشكل خلال الساعات القادمة.
استمرار لانتهاك الشرعية الدولية
وقال السفير بركات الفرا، السفير الفلسطيني
السابق بالقاهرة، إن تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية لقرارها باعتبار القدس عاصمة
لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس هو استمرار لمناقضة وانتهاك قرارات الشرعية
الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، مضيفا أن اختيار اليوم بالتزامن مع ذكرى النكبة
هو استفزاز للشعب الفلسطيني وليسجل التاريخ احتفالين لإسرائيل.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن ذكرى النكبة من كل عام تشهد مواجهات بين الشعب الفلسطيني من ناحية وقوات الاحتلال
الإسرائيلية، مضيفا أنه يتوقع أن يكون غدا يوما ساخنا ومواجهات بين الشباب وقوت الاحتلال
في كل الأرجاء الفلسطينية.
وأكد الفرا أن الجامعة العربية ومنظمة التعاون
الإسلامي والأنظمة العربية الحاكمة سجلت موقفا منذ قرار نقل السفارة الأمريكية في ديسمبر
الماضي، مضيفا أنه ينبغي أن تعيد تلك المؤسسات الاجتماع تماشيا مع المستجدات والتنفيذ
الفعلي لقرار نقل السفارة بالقدس.
لن يسقط حق إقامة دولة فلسطينية
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم
السياسية بجامعة القدس، إن غدا يوم حاسم وتاريخي في القضية الفلسطينية في ظل احتفال
الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس،
مضيفا أن غزة أعلنت الإضراب والتظاهر بالتزامن مع ذكرى النكبة الفلسطينية ونقل السفارة
كما سيحدث زحف باتجاه الشريط الشائك يستمر على يومين.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الشعب الفلسطيني يثمن موقف الاتحاد الأوروبي من مقاطعة الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية
في القدس، مضيفا إن الاحتفال من المتوقع أن يشارك فيه 600 شخصية دبلوماسية حسبما أعلنت
إسرائيل.
وأكد الرقب أن أي تغيير في ملامح القدس
لن يجعل الشعب الفلسطيني يتراجع ولن يسقط حقه في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية،
مضيفا أن يوم غد قد يشهد تصاعد التحرك الفلسطيني للوصول إلى فلسطين التاريخية على حدود
1948 وما ينتج عن ذلك من ارتقاء شهداء بين أبناء الشعب.