في شهر رمضان تحلو الحكايات وسرد
الذكريات مع الحلوى والمكسرات.. كل عام ومصر والعالم كله بخير .. نعود في شهر الخير والبركة إلى الزمن الجميل
لنأتي منه بأجمل الذكريات الرمضانية لنجوم الفن والمشاهير، وستكون وجبة الهلال
اليوم الثقافية دسمة ومتنوعة، تحمل الطرائف وأغرب المواقف مع المعلومات الشيقة
والصور النادرة.
نبدأ رحلتنا مع الموسيقار محمد الموجي الذي روى بنفسه ذكرياته الرمضانية عام 1961
لمجلة الكواكب فقال:
كان ذلك في عام 1946 وكنت قد خرجت أنا وزوجتي من إحدى دور السينما في حفلة
الثالثة، وركبا ترام 3 لنعود إلى منزلنا في العباسية والوقت رمضان وأنا صائم والترام
مزدحم جداً ، وسبب ازدحامه هذه الوجوه الحمراء للإنجليز الذين يلوثون أرض الوطن في
هذه الفترة.
وصل بنا الترام إلى ميدان الجيش ، وفجأة سمعت صراخاً صادراً من ديوان السيدات ،
وكان الصراخ يحمل صوت زوجتي قائلة : الحقني يا سي محمد .. حوش جوني يا سي محمد .. وأسرعت
في لمح البصر إلى مصدر الصوت ، إلى زوجتي فوجدتها منزوية تحتمي بركن العربة، وأحد
الجنود الإنجليز يمسك بخناق الكمساري ويحاول انتزاع حقيبة الإيراد منه.
فرحت أفرق بينهما ولكن الإنجليزي كان بارد جداً بطبيعته لدرجة "التلامة"
، فناضل كثيراً من أجل الحقيبة وفجا’ وجدت عدداً آخر من الجنود الحمر يتدخلون من
أجل لصوصية زميلهم، فضربني أحدهم لكمة أطارت صوابي، وبعدها فقدت صوابي فعلاً .. رحت
بلا وعي أضرب الجندي الإنجليزي بكل ما أوتيت من حقد المواطن المصري المغلوب على
وطنه.
وتدخل بقية المصريين فأشبعنا الإنجليز ضرباً ، وفي زحمة الضرب أشرت إلى زوجتي أن
ترحل وتذهب إلى البيت، وبالفعل ذهبت وبعد قليل جاء البوليس واقتادنا جميعاً إلى
القسم، وهناك ظل التحقيق حتى انطلق مدفع الإفطار ، وتناولت الإفطار في القسم .. ورغم
مضي مايقرب من 15 عاماً على تلك الحادثة إلا أنني لازلت أستشعر حلاوة اللقمة التي أكلتها
يومها .. فقد كانت ممزوجة بطعم الإنتصار على مجموعة من اللصوص الحمر.