الجمعة 27 سبتمبر 2024

وثيقة وطنية جديدة لترتيب البيت الحزبي في مصر.. القوى السياسية تجتمع الثلاثاء لمناقشة البنود.. ومراقبون: الوضع السياسي محرج ويحتاج إلى إعادة هيكلة.. والأحزاب فقدت مصداقيتها في الشارع

أخبار20-5-2018 | 16:47

راضي: مبادرة الوفد تحتاج إلى إرادة حقيقية

الشهابي: بث دماء جديدة تحريك للحياة الحزبية

غباشي: الوضع الحزبي محرج


اعتبر مراقبون وسياسيون، دعوة حزب الوفد للأحزاب والقوى السياسية في مصر، الثلاثاء المقبل، لفتح حوار حول إعداد وثيقة وطنية وحزبية متكاملة، تجتمع حولها الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، خطوة لإنقاذ الحياة السياسية في مصر وإعادة هيكلتها لإنقاذها من وضعها المتردي، مؤكدين أهمية توافق الأحزاب على صيغة توافقية توحد أعمالهم وتقضي على حالة الترهل والتراخي الموجودة بينهم في ظل تآكل شعبيتهم في الشارع المصري، لافتين إلى ضرورة  التخلي عن الأنانية والمصلحة الشخصية حتى يمكن إنقاذ الوضع الحزبي في مصر التي يصاب حالة اضمحلال وتراجع كبيرة.

أعلن حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، أمس، عقد اجتماع للأحزاب والقوى السياسية يوم الثلاثاء المقبل بمقر حزب الوفد الرئيسي بالدقي، لفتح حوار حول إعداد وثيقة وطنية وحزبية متكاملة، تجتمع حولها الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، لتفعيل المادة الخامسة من الدستور.

والاجتماع يأتي محاولة لإقامة حياة ديمقراطية سليمة تقوم على التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة.

 

إعادة الهيكلة وترتيب المشهد

قال مختار غباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إن وضع الأحزاب في مصر محرج للغاية، ولا يوجد لها أي ظهير شعبي حقيقي في الشارع، وتراجعت أدوراها بل أصبحت غير موجودة على أرض الواقع ولا يلمس المواطنين أعمالهم.

وأكد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية لـ«الهلال اليوم» أن دعوة حزب الوفد لعقد اجتماع للأحزاب والقوى السياسية الثلاثاء المقبل، لفتح حوار حول إعداد وثيقة وطنية وحزبية متكاملة، مهم جدا وربما تكون محاولة إنقاذ لشكل الحياة الحزبية في مصر، التي تحتاج أن تندمج في 10 أو 15 حزبا فقط، مشيرا إلى أهمية أن يكون هناك حزب مهتم بإعادة الحياة الحزبية وإعادة هيكلتها في مصر.

وشدد "غباشي" على ضرورة إعادة هيكلة الحياة الحزبية لأنها فقدت مصداقيتها في الشارع المصري وأصبحت وضعها محرج للغاية، ولا بد من إعادة الشكل الحزبي حاليا بما يليق بوضع وصورة مصر، مشيرا إلى أن الأحزاب لم تستطع أن تفرز مرشحا واحدا للانتخابات الرئاسية إلا قبل غلق الباب بساعات وهذا كارثة، ويؤكد وجود مشكلة رئيسية داخل الأحزاب السياسية وعليها أن ترتب أوراقها وتعيد حساباتها جيدا.

ولفت إلى أهمية إدراك الأحزاب للرصيد الشعبي والعمل بين الجماهير، وقدرتها على اللعبة السياسية "لعبة الكراسي الموسيقية"، من أجل تحقيق حراك سياسي حقيقي يخدم البلاد، فمصر منذ نشأت الأحزاب السياسية لم تخرج عن ثلاثة تيارات، تيار يميني إسلامي وهذا غير موجود على الساحة، وتيار يساري اشتراكي، والتيار المدني والأحزاب الليبرالية.

 

كسر الجمود الحزبي

قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن دعوة الوفد للأحزاب والقوى السياسية يوم الثلاثاء المقبل، لإعداد وثيقة تجتمع حولها الأحزاب عمل إيجابي يحاول به الوفد كسر حالة الجمود أو الاسترخاء التي تعيشها الحياة الحزبية في مصر.

وأضاف رئيس حزب الجيل لـ«الهلال اليوم» إن إعداد وثيقة حزبية وسياسية في مصر تتطلب مزيد من التحضير والإعداد القوى لها، حتى تخرج بنتيجة إيجابية.

وطالب الشهابي، حزب الوفد، بإعداد ورقة عمل تحدد ملامح تلك الوثيقة وإرسالها للأحزاب السياسية لمناقشتها على مستوياتها القيادية وإعداد رأى حولها بالموافقة أو التعديل لها بالحذف أو الإضافة.

وأكد أن دعوة الوفد ضرورية وفى كل الأحوال لبث دماء جديدة تحرك الحياة الحزبية بإيجابية، تتطلع تلك الأحزاب بمسئولياتها الدستورية كأساس النظام السياسي في البلاد.

 

«الأنا الحزبية»

أما اللواء أمين راضي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، فأكد أن مشكلة الأحزاب السياسية في مصر تكمن في حزب الذات وعدم النظر إلى مصلحة البلاد العليا، وهذا أكبر عائق أمام أي عملية توافقية أو اندماج بينهم، مشددا على ضرورة تخلي الأحزاب عن "الأنا" حتى تنجح مبادرات اندماج الأحزاب.

وعن دعوة حزب الوفد لعقد اجتماع للأحزاب والقوى السياسية الثلاثاء المقبل، لفتح حوار حول إعداد وثيقة وطنية وحزبية متكاملة، قال "راضي" لـ«الهلال اليوم» إن المبادرة مهمة جدا وتأتي في مرحلة خطيرة من عمر البلاد وسط تراجع كبير في دور الأحزاب في مصر وسط زخم حزبي كبير يصل إلى 106 أحزاب دون أي دور حقيقي أو فعلي.

وشدد على ضرورة فلترة الأحزاب السياسية الموجودة في مصر وخاصة أن أغلبهم لا يعلمهم المواطن في الشارع المصري، منها أحزاب قديمة تفوقت عليها أحزاب خرجت عقب 2011، ولكن الأنا الحزبية تظل العائق الوحيد أمام أي عملية إصلاح وإعادة هيكلة في مصر.

ولفت إلى أن مبادرة حزب الوفد، تصلح الوضع الحزبي في مصر ولكن تحتاج إلى إرادة حقيقية وتوافق كبير من جانب جميع التيارات والأقطاب السياسية.