فور نزولك من محطة مترو الدمرداش ستجد ممراً طويلا حافلا بالأسواق الشعبية التى تبيع كافة السلع والمستلزمات المنزلية وسط زحام شديد، لكون تلك المنطقة الأكثر حيوية حيث يتوافد اليها المواطنون من كل حد وصوب، ويعتبر السوق الشعبي هو قبلة محدودي الدخل لكون أسعاره فى متناول اليد، ولكن خلال الفترة الأخيرة عزف الكثيرون عن الشراء من السوق لتضاعف الأسعار مما جعل أكثر الأسواق نشاطاً فى كساد يرثى له.
زحام وركود
أمام نصبة خشبية يضع " عماد علي" ذو 26 عاماً مجموعة من الاحذية لبيعها بالسوق محاولا أن يجذب المارة ، والذيٍ حدثنا قائلاً" السوق زحمة بس مفيش حد بيشترى كله بيجي يتفرج ويمشي، لأن الأسعار بقت الضعف بالرغم أن كل البضاعة مصرية مش مستوردة"، لافتا الى ان ارتفاع قيمة الخامات الصناعية زاد من سعر الحذاء، وحالة الركود سائدة بالرغم من أن تلك البضاعة شعبية و أسعارها فى متناول الجميع الا أن أغلب المشترين من محدودي الدخل عزفوا عن الشراء لتضاعف الأسعار.
أسعار الأحذية
ويوضح أن سعر الحذاء الحريمي يصل الى 50 جنيها بعد أن كان 35 جنيها، ويتراوح سعر حذاء الأطفال ما بين 40 الى 60 جنيها، والاحذية التقفيل المصري يصل سعرها من 100 الى 150 جنيها بعد ان كانت 60 جنيها ، مشيراً الى انه امتنع عن بيع الاحذية المستوردة لارتفاع سعرها عن الأحذية المصرية حيث يصل سعر الحذاء المستورد الى 130 جنيها بعد ان كان 60 جنيها للحذاء الواحد.
مستلزمات المنزلية تتضاعف
وعلى الجانب الآخر من السوق يعرض "محمد اشرف" بضاعته من اطقم صينى و اطقم الكاسات على المارة املاً ان يبيع جزءا من بضاعته المركونة منذ اشهر، مبادلنا الحديث قائلاً" الدنيا غالية كل حاجة زادت الضعف واللى مكنش ليه ثمن بقى ليه ثمن، والبضاعة كلها مستوردة مرتبطة بالدولار زى أغلب البضايع اللى فى السوق"، مشيراً الى أن سعر طقم الكاسات الصيني يصل الى 150 جنيها بعد ان كان سعره 70 جنيها، و الطقم السعودي يصل سعره الى 210 جنيهات بعد ان كان 110 جنيهات، اما بالنسبة الى الأطباق فيصل سعرها الى 10 جنيهات و الطفيات 7 جنيهات بعد ان كانت بـ5 جنيهات زيادة تصل الى الضعفين مما كانت عليه.
التوقف عن بيع المستورد
ولم يختلف الامر عن " وليد هاشم" بائع ملابس بسوق الدمرداش، حيث أشار الى أن سعر التيشرت المصري يصل الى 45 جنيها بعد ان كان 35 جنيها، و انه لم يقم بشراء ملابس مستوردة خلال هذا الموسم لتضاعف اسعارها وقلة الاقبال عليها حيث يصل ثمن التيشرت الواحد الى 100 جنيه بعد ان كان سعره 55 جنيها خلال الاشهر الماضية، مؤكدا ان حالة السوق باتت اكثر صعوبة لعدم قدرته على تحصيل ثمن البضاعة وشراء غيرها لبيعها فى اكثر الأسواق شعبية.
الذهب الصيني
فيما يضع "خليل محمود" مجموعة من السلاسل والخواتم الذهب الصينى منادياً " اللي عاوز يهادي واللى عاوز يراضي يجي يتفرج" لاستقطاب الذبائن" والذي حدثنا قائلاً" البضاعة مش لاقي اللي يشتريها بعد ما كان الزباين بتتزاحم على البضاعة الشعبي ، الناس بطلت تصيغ نفسها زى الاول لأن الاسعار غالية عليهم"، لافتاً الى ان سعر الخاتم الصيني يترواح من 17 الى 20 جنيها، والحلق يصل سعره الى 15 جنيها و السلسلة الى 35 جنيها، والغويشة بيدأ سعرها من 50 جنيها الى 100 جنيه، مما دفع العديد من السيدات الى العزوف عن الشراء لارتفاع الأسعار التى لا تتمشى مع دخلهم المادي.
معاناة ربة منزل
وفى خطوات متباطئه تمشى "لطيفة يوسف" ربة منزل، لتتعرف على الاسعار داخل السوق قائلة " انا متعودة انزل سوق الدمرداش لأن اسعاره رخيصة وعلى قد الايد بس بعد الاسعار اللى سمعتها وشفتها هرجع البيت ايد ورا وايد قدام لأن الفلوس اللى معايا مش هتكفي اجيب اى حاجة بيهم"، لافتة الى ان الميزانية التى كانت تضعها فى السابق لشراء المستلزمات المنزلية لم تعد كافية حيث كانت تقوم باستقطاع 200 جنيه من مصروف البيت لشراء كافة اللوازم المطلوبة أما الآن فتحتاج الى ضعفي هذا الملبغ لتقضي حاجتها المنزلية.