الإثنين 3 يونيو 2024

العاهل الأردني يزور مصر اليوم.. وخبراء: توقيتها مهم.. والقضية الفلسطينية وتداعيات نقل السفارة الأمريكية للقدس يتصدران مباحثات السيسي والملك عبد الله.. والرؤيتان المصرية والأردنية متطابقتان

تحقيقات23-5-2018 | 16:15

خبير سياسي: الرؤيتان المصرية والأردنية متطابقتان بشأن القضية الفلسطينية

الحلبي: لقاء السيسي والعاهل الأردني مهم لبحث تطورات القضية الفلسطينية

أستاذ علاقات دولية: القضية الفلسطينية تتصدر مباحثات السيسي والعاهل الأردني

 

أكد خبراء سياسيون أن الزيارة التي يجريها العاهل الأردني اليوم للقاهرة تأتي في توقيت مهم في ظل التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية وتداعيات تنفيذ القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، موضحين القضية الفلسطينية تتصدر مباحثات السيسي وعبد الله الثاني في ظل تطابق الرؤى المصرية والأردنية.

ومن المقرر أن يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن العاهل الأردني يقوم بزيارة للقاهرة لمدة يوم واحد ليحل ضيفا عزيزا على مصر.


القضية الفلسطينية تتصدر المباحثات

الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على تواصل دائم سواء عبر الاتصالات الهاتفية المشتركة أو باللقاءات المتبادلة، مضيفا أن زيارة العاهل الأردني اليوم للقاهرة مهمة وتأتي في مرحلة حرجة تمر بها القضية الفلسطينية.

وأوضح اللاوندي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القضية الفلسطينية على رأس مباحثات السيسي وعبد الله بعد تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل، مضيفا أن مصر والأردن لم تعترفا بالقرار الأمريكي وتؤكدان أن القدس عاصمة للدولتين.

وأكد خبير العلاقات الدولية أن الوضع الآن يحتاج إلى وقفة عربية واحد وقرار يوحد المنطقة والشعوب العربية وهذه الزيارة للعاهل الأردني تأتي في هذا الاتجاه، مضيفا أن الزيارة اليوم مفاجئة لم يتم الإعلان عنها مسبقا مما يؤكد أهمية المباحثات التي لا يمكن مناقشة قضاياها عبر الهاتف.

وأشار اللاوندي إلى أن القضايا العربية بشكل عام والتدخلات العسكرية في سوريا واليمن والعلاقات الثنائية مطروحة أيضا خلال اللقاء المرتقب بين الرئيس والعاهل الأردني.

تداعيات نقل السفارة

قال اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة العاهل الأردني اليوم للقاهرة تأتي في إطار التشاور الثنائي المصري الأردني على أعلى مستوى، مضيفا أنها تناقش جملة من الملفات على الساحة العربية أولها نقل السفارة الأمريكية وتتابع نقل عدد من الدول سفاراتها إلى القدس.

وأكد الحلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الملف الثاني هو القضية الفلسطينية وتطوراتها والاحتقان داخل الشارع الفلسطيني وتصاعد الأحداث وسقوط شهداء في صفوف الفلسطينيين والمأساة الإنسانية التي يتعرضون لها بسبب الاستخدام المفرط للقوة ضدهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعدم اهتمام المجتمع الدولي.

وأكد الحلبي أن القضية الفلسطينية تهم الدولتين بشكل كبير لأنهما دولتا جوار لفلسطين لافتا إلى أن مصر قد فتحت معبر رفح طوال شهر رمضان لاستقبال الحالات الإنسانية والجرحى، ومضيفا إن الوضع الآن بالغ الحساسية وهناك تبعات لنقل السفارة الأمريكية للقدس من زيادة الاحتقان واستخدام مفرط للقوة والمتوقع استمراره.

وأشار إلى أن نقل السفارات جزء من ملف القدس والقضية الفلسطينية، وهناك مخططات بدايتها نقل السفارة الأمريكية ستتبعها خطوات أخرى قادمة في هذا الشأن، مؤكدا أن الزيارة تجيئ في توقيتها المناسب بسبب المتغيرات في الملف الفلسطيني وبحث الخطوات المحتملة القادمة وسيناريوهاتها وكيفية التعامل معها.

وأضاف المستشار بأكاديمية ناصر إن قضايا الإرهاب وأمن الخليج والتدخل الإيراني في المنطقة ودعمه للحوثيين مطروحة أيضا في مباحثات الزعيمين.

تطابق وجهات النظر

ومن جانبه، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم، في القاهرة مهم لبحث عدة ملفات منها العلاقات الثنائية المصرية الأردنية في كل المجالات سواء اقتصاديا أو سياسيا.

وأكد إسماعيل، في تصريح أدلى به لـ"الهلال اليوم"، أن هناك تطابقا في وجهات نظر البلدين حول القضايا المختلفة، أولها القضية الفلسطينية ورفضهما القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل، مضيفا أن هناك تنسيقا بين العواصم العربية في هذا الملف والذي سيأخذ الحيز الأكبر في مباحثات الزعيمين المصري والأردني.

وأضاف إسماعيل أن التنسيق حول القضايا العربية المختلفة منها الأزمة الليبية والسورية والأمن القومي العربي والتهديدات التي يتعرض لها سواء من إسرائيل أو تنامي النفوذ الإيراني، موضحا أن ملف الإرهاب أيضا مطروح في المباحثات المرتقبة بين السيسي وعبد الله الثاني، لأنه ملف يؤرق الدولتين، مشيرًا إلى أن التعاون الاقتصادي والشراكة بين البلدين والاستثمارات المشتركة أيضا مطروحة في اللقاء، مضيفا أن الرئيس السيسي قد يطرح الفرص الاستثمارية في مصر وهناك وفود متبادلة بين عمان والقاهرة مما يعمل على تنامي العلاقات المصرية الأردنية، خاصة أنها نموذج يحتذى به في العلاقات العربية العربية.