في شهر رمضان تكثر الصدقات والزكاة
وهناك من يستغل هذا الشهر الكريم ليستدر عطف الناس ويحتال عليهم ليجمع أكبر قدر من
المال، وهذه الظاهرة ليست جديدة، وما نسرده اليوم يؤكد قدم هذه الظاهرة والتي يروي
واقعة منها الفنان القدير حسين رياض.
فعن ذكرياته الرمضانية روى الفنان حسين رياض هذه الواقعة لمجلة الكواكب عام
1958 وبطلها أحد المتسولين الذي لم يكن يراه رياض إلا في شهر رمضان فقط، فقد كان
متسولاً يجيد التنكر وكل عام كان يراه حسين رياض في ثوب وشكل مختلف، ولأن رياض كان
ممثلا بارعا وقادرا على تجسيد كل الشخصيات فكان من السهل عليه أن يتذكر وجه ذلك المتسول
الذي يتخذ من شارع عماد الدين ومسارحه ميداناً خصباً للحصول على الصدقات ببراعة.
فرغم تنكر المتسول إلا أن حسين رياض كان يعرفه جيداً، خصوصاً عندما تنكر مرة في ثياب أحد
المجاذيب وأتى بحركاتهم وهم ببساطة يستدرون عطف الصائمين في رمضان، ومرة أخرى رآه
يجمع التبرعات لبناء مسجد، ومن غير المعقول ألا يساهم الناس في ذلك، خاصة في شهر
رمضان، ومرة ثالثة وجده يمثل دور الكسيح في أحد الشوارع الجانبية لعماد الدين،
والناس محسنون مع ذوي العاهات في شهر الحسنات، ومرة رابعة رآه يسير مصطحباً عدة
أطفال يستجدي بهم الناس ليجمع الصدقات، والأعجب كما روى حسين رياض أنه يراه في
المسجد بعد أن تنتهي الصلاة يقف يحث المصلين ويخاطبهم لجمع التبرعات منهم لرجل
كسيح يقف بجواره.
تعجب حسين رياض من ذلك الرجل الذي لم
يكن يراه إلا في شهر رمضان فقط بصوره المتعددة ، وكأنه يتخذ من رمضان موسماً
للاحتيال على الناس .. وقد تفاجأ رياض بصورة هذا الرجل في الجريدة مع تعليق يقول :
تم القبض على ملك المتسولين، وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي يرى فيها صورته،
وأصبح السجن هو المأوى لذلك المحتال.