الأحد 24 نوفمبر 2024

عن طلاق الأغنياء .. يداها لا تتحملان الطبيخ والغسيل! (1)

  • 17-3-2017 | 13:22

طباعة

بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدي تحدثت معك الأسبوع الماضى عن طلاق الفقراء وقلت لك أن طلاق الفقراء يفرق كثيرا عن طلاق الأغنياء! نعم هو طلاق وفراق فى النهاية لكن عندما يفكر الفقراء فى الطلاق وما يستتبعه من مشاكل وأزمات مالية ونفقة والتزامات بخلاف الأغنياء الذين لا يفكرون إلا فى مزاجهم وراحتهم, وعندما راجعت أسباب طلب بعض الزوجات للطلاق من سجلات إحدى محاكم الأسرة، لم أقتنع إلا بنسبة 20% فقط من الأسباب والباقى لا أراه مبررا لخراب البيت والفرقة وتشرد الأطفال بين الأبوين ومشاكل الرؤية وغيرها من المشاكل!  وعلى أى الأحوال والظروف فإن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله, ومن هنا أقول وأكرر إنه من الواجب التروى قبل اختيار الزوج أو الزوجة وعدم التسرع أو انتهاز الفرصة لأن النتائج دائما ما تكون وخيمة من كل النواحى الاجتماعية والنفسية والمالية والحياتية وهذا ما قالته لى قارئتى الحاجة مديحة عن قصة زواج وطلاق ابنها الوحيد!

***

الحاجة مديحة صديقة قديمة لى بل إنها تمت إلي بصلة القربى من بعيد وهى من الفرع الموسر الذين ورثوا عن والدهم التاجر ثروة كبيرة, وتعيش مع زوجها وابنها الوحيد (صاحب هذه الحكاية) وابنتها فى فيلا فاخرة بمدينة أكتوبر, ولديها السفرجى والسائق والطاهى والحديقة الجميلة والسيارة الفارهة !

قالت لى الحاجة مديحة: تعرفين عنا كل شىء فنحن فى نعمة من عند الله وعندما رزقنى الله بابنى الكبير أحمد كنت من بين من حضروا سبوعه وكان احتفالا بديعا تم منذ 27 سنة هى عمر ابنى الوحيد, وكذلك عندما رزقنى الله بأخته الوحيدة بسمة كنت موجودة أيضا, ومضت الأيام سريعة وكبر الابن وتخرج فى كلية التجارة إنجليزى وبتفوق والتحق بالعمل فى أحد البنوك المعروفة فى مصر بعد أن أتم دورة تدريبية فى علوم التكنولوجيا والتسويق وأعمال البنوك, فكان من السهل أن يلتحق ببنك كبير عالمى له عدة فروع فى القاهرة, وبحمد الله نجح فى عمله بفضل تفوقه والتزامه وأصبح عنصرا مهما فى عمله !

***

واستطردت الحاجة مديحة.. أما عن أخته بسمة فقد التحقت بكلية الفنون الجميلة ودرست الديكور وتفوقت أيضا بحمد الله وطلبت منى ومن والدها أن نفتح لها محلا صغيرا للديكور إلى جوار بيتنا ولله الحمد تمكنا من العثور على المحل المطلوب واشتريناه لها وأثثته بفن وجمال وذوق رفيع, وكانت المفاجأة لنا جميعا أن أهالى مدينة أكتوبر القادرين صاروا يلجأون لها لتأثيث وتجميل بيوتهم الجديدة والقديمة, ونجحت بحمد الله نجاحا كبيرا, وكانت فرحتنا شديدة بالابن والبنت اللذين وفقهما الله بفضل التزامهما وتدينهما وروحهما الطيبة التى تطل من وجهيهما !

وطبعا تعرفين أنه برغم وجود طاقم الخدمة فى بيتى منذ سنوات طويلة، فإننى أنا التى أحرص على أن أطبخ طعام الأسرة بنفسى بمساعدة إحدى الشغالات وفى وجود عم عثمان طباخ والدى رحمة الله عليه الذى أصررت ألا أقطع عيشه بعد وفاة والدى ووالدتى وطلبت منه أن يكون موجودا بالبيت حتى لا ينقطع أجره رغم بلوغه سن كبيرة لا تمكنه من العمل والنشاط اليومى.

***

واستطردت الحاجة مديحة.. تعود أولادى وهم صغار وهم كبار أن أكون موجودة بالبيت ساعة عودتهم من المدارس والجامعات والعمل بعدئذ, وأن أعد لهم الطعام بنفسى وأن أشرف على ملابسهم وأوفر لهم الملابس النظيفة (المكوية), وتعودوا ألا يسألوا أحدا من الخدم عن أى شىء بل دائما "ماما فين, كذا فين القميص الأبيض؟ مثلا.. أو عاوزين نأكل بكرة تورلى أو بصارة "المهم نشأوا على أن ماما هى الموجودة والمسئولة والخدم يتلقون الأوامر منها هى فقط!

***

واستطردت.. وكنت ألح على أحمد أن يتزوج حتى أستطيع أن أرى أولاده فى حياتى, أما بسمة فقد تقدم لها عشرات العرسان وأصرت على أن تؤجل زواجها حتى نفرح بأخيها الوحيد وتثبت قدميها فى عملها هكذا قررت !

وجاء أحمد ذات ليلة وقال لى:

-  أنا شفت النهاردة فى البنك بنت زى القمر ووالدها رجل الأعمال المعروف (أ.س) وكانت لطيفة جدا وكلامها عجبنى قوى واستلطفتها.. ادعى لى يا ماما يكون لى نصيب فيها !

تقول مديحة.. فرحت وكدت أزغرد لكن قال: استنى لما أعرف ظروفها, ومرت الأيام وفهمت أنهما يتقابلان وقال لى بعد شهر واحد:

-  خلاص يا ستى.. ياسمين كلمت أهلها ووافقوا مبدئيا وما علينا إلا أن نزورهم ونخطبها!

هذه المرة زغردت فعلا وبشرت زوجى وكان سعيدا جدا, وذهبنا إلى قصرهم الشاهق فى القطامية وقوبلنا أحسن استقبال من أهلها, ووجدتها جميلة فعلا ولطيفة وكل شيء فيها رائع, وكان الاتفاق وتأثيث شقة فاخرة فى المعادى على أعلى مستوى وكان أحلى فرح فى أكبر فندق فى مصر, وسافر العروسان لقضاء شهر العسل وعادا فى منتهى السعادة, وصليت لله شكرا وقلت لهما إننى فى انتظار الحفيد وذلك هو أقصى الأمانى !

وبدأنا نفكر فى زواج بسمة ابنتى التى كانت سعيدة بزواج أخيها الوحيد, ومرت عدة شهور كنت ألاحظ فيها أن ابنى يفقد وزنه وأنه دائما مكتئب وأسأله فلا يقول سوى إنه مرهق فى عمله, وذات ليلة سوداء دخل علي حاملا حقيبة صغيرة وقال إنه سوف يقضى معنا عدة أيام؟ وحزنت وأدركت أنه اختلف مع زوجته.

 الأسبوع القادم أحكى لك عن باقى الحكاية!

    الاكثر قراءة