بقلم : إيمان الدربى
حكايتى عن بهية المصرية التي تفاءلت خيرا بتعيين داعيات ومرشدات أزهريات أملا منها أن يكون هذا هو طريق تغيير الخطاب الدينى ونشر الوسطية والاعتدال لمواجهة الداعيات ذات التوجه الإسلامى المتطرف، ومحاربة الأفكار المشوهة عن
الإسلام. الحكاية من بدايتها هو طلب من المجلس القومى للمرأة لوزير الأوقاف بوجود داعيات إسلاميات، لتعلن الوزارة على موقعها بفتح الباب لداعيات إسلاميات أزهريات يرغبن العمل فى مجال الدعوة على أن يحملن مؤهلا أزهريا من إحدى كليات الأزهر وكلية الدراسات الإسلامية.
ليتم بعدها اختيار العديد من الداعيات اللائي يعد عملهن تطوعيا، ومهمتهن إلقاء الدروس للسيدات فى المساجد، وتم الاستغناء عن المرشدات والداعيات غير خريجات الأزهر ومنعهن من ممارسة أى نشاط دعوى بالمساجد. وما أريد أن أتحدث عنه أننا في هذا التوقيت تحديدا أصبحنا فى احتياج حقيقى وملح لوجود هذا العدد الكبير من الداعيات لمواجهة الأفكار المتطرفة وفتح النقاش وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومحاولة الوصول لنقطة التقاء وسطية وخاصة وأن هؤلاء الداعيات مؤهلات دينيا ولديهن شغف لممارسة العمل الدعوى ورغبة فى نشر ما تعلمنه داخل منارة الأزهر الشريف. المهم من وجهة نظري هو التأكيد على وجود هؤلاء الداعيات فعليا بالمساجد وتفعيل دورهن لتعليم النساء أمور دينهن، ومنع ترهيب بعض الأئمة لذهاب النساء للمساجد حتى يستطعن الالتقاء بهؤلاء الداعيات وتغيير صيغة الخطاب الدينى الذى يسمعنه والذى يتصف أحيانا بالتخلف والمعلومات المغلوطة، خاصة وأن كثيرا من النساء يكن فى أشد الحاجة لمعرفة تفسير القرآن وشرح الأحاديث وتعلم فقه العبادات وأحكامها. أما الأهم هو متابعة هؤلاء الداعيات الأزهريات من قبل وزارة الأوقاف ليس فقط بمعرفة عناوين وموضوعات ما يقمن بتدريسه للنساء ولكن بإقامة امتحانات دورية ودورات تدريبية للتأكيد على معلوماتهن وقراءتهن المستجدة.
أخيرا.. فكرة أن تجد المرأة فى المسجد من يقدم لها الموعظة والفتوى ويجيبها على أسئلة كثيرة تدور بذهنها - قد يكون منها المحرج والذى لا تستطيع قوله لداعى من الرجال - أمر ضرورى ولكن علينا التأكيد على أهمية السواء النفسى لهؤلاء الداعيات وأن تكون لهن سمات شخصية تؤهلهن لنقل تعاليم ديننا الحنيف، فأى قضية أو نقاش يحتاجا إلى داعية لديها قدرة على الحوار والمناقشة وتنوع فى العلم والمعرفة وقوة فى الشخصية.
وأعتقد أن هذه التجربة لو نجحت كما ينبغى سيكون لها مردود قوى فى تغيير الخطاب الدينى المتطرف ضد النساء خاصة فى النجوع والقرى التى يرسخ لتقاليدها الجدات والأمهات بل وستؤثر تأثيرا جيدا فى نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة.