أصيبت الجماهير المصرية بالذعر، يوم السبت الماضي، فور سقوط النجم فريق
ليفربول محمد صلاح على أرض الملعب وهو يتألم بشدة، خلال لقاء نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول وريال مدريد على ملعب الأولمبي بكييف العاصمة الأوكرنية، أثر
تدخل قوي من المدافع الدولي الإسباني سيرجيو راموس الذي أسقط صلاح أرضا، مما أسفر
عن إصابة قوية في الكتف جعلته لا يستكمل المباراة، ليخرج من الملعب باكيا في
الدقيقة 30 من الشوط الأول.
وضع الشارع المصري بأكمله يده على قلبه وفي مقدمتهم الجهاز الفني بقيادة
الأرجنتيني هيكتور كوبر خوفا من أن تكون إصابة صلاح قوية تستلزم وقتا طويلا للعلاج،
وبالتالي غياب صلاح عن كأس العالم، والذي يعد ضربة قاتلة لأحلام الفراعنة في
مونديال روسيا عام 2018.
جاءت الأقدار رحمية بالمصريين بعدما أثبتت الأشعة إصابة صلاح بالتواء في
الكتف، سيغيب على إثرها لمدة تتراوح من أسبوعين إلى 3 أسابييع، وبالتالي سيلحق
صلاح بمونديال كأس العالم، ولكن قد يغيب عن أولى مباريات منتخب مصر في المونديال أمام منتخب الأوروجواى يوم 15 يونيو المقبل، أى بعد 18 يوما، في أصعب وأهم مباريات
المنتخب في المجموعة الأولى التي تضم مستضيف البطولة منتخب روسيا والمنتخب العربي
السعودي.
وفي هذا التقرير نستعرض موقفا تاريخيا مشابها حدث من قبل مع محمد صلاح قبل
بطولة مهمة:
صلاح وأولمبياد لندن 2012:
خلال شهر ديسمبر عام 2011 قاد محمد صلاح منتخب مصر الأولمبي لبلوغ دورة الألعاب
الأولمبية في لندن عام 2012 بعد غياب دام 20 عاما منذ أولمبياد برشلونة 1992، بعد
احتلال الفراعنة المركز الثالث في بطولة أمم أفريقيا تحت 23 عاما التي أقيمت في
المغرب، ولكن قبل بدء البطولة بثلاثة أسابيع تعرض محمد صلاح لإصابة في الكتف خلال
مباراة منتخب مصر الأول وأفريقيا الوسطى ضمن منافسات تصفيات أمم أفريقيا 2013، قبل تجدد الإصابة خلال مباراة ودية مع فريقه بازل السويسري لتؤكد التقارير الأولية
غياب محمد صلاح أولمبياد لندن 2012.
وكان هذا الخبر بمثابة ضربة قوية للمنتخب
الأولمبي رغم وجود عناصر خبرة في ذلك الوقت أمثال محمد أبو تريكة وأحمد فتحي وعماد
متعب، الذي ضمهم هاني رمزي بصفة لاعبين فوق السن كما تسمح اللوائح، ولكن في اليوم
التالي أكد جورج هيتز المدير الرياضي لفريق بازل أن إصابة صلاح بسيطة وسيشارك في
الأولمبياد، ولكن في الوقت ذاته أكد صعوبة لحاق صلاح بلقاء البرازيل يوم 26 يوليو
في افتتاح مباريات المنتخب الأولمبي في الاولمبياد إن لم يكن الأمر مستحيل.
وكان منتخب البرازيل يضم في ذلك الوقت النجم الصاعد بقوة
نيمار دي سيلفا، وظهير ريال مدريد مارسيلو والمدافع المخضرم تياجو سيلفا، ولكن
صلاح لم يستسلم وكافح وقاوم إصابته، ليصبح جاهزا لمباراة البرزايل، ولكن المدير
الفني هاني رمزي رفض المجازفة وأبقى صلاح كورقة رابحة على دكة البدلاء، وفي الشوط
الأول استقبلت شباك المنتخب الأولمبي 3 أهداف من رفقاء نيمار والأخير سجل الهدف
الثالث في الدقيقة 30، لينتهي الشوط الأول بتقدم السامبا بثلاثية.
وتوقع الجميع أن سيتلقى المنتخب الأولمبي هزيمة تاريخية قد تصل إلى نصف دستة من الأهداف في الشوط
الثاني، في ذلك الوقت قرر هاني رمزي الدفع بالسلاح السري محمد صلاح بدلا من مروان
محسن، لتنقلب الأمور رأسا على عقب في الشوط الثاني، حيث تلاعب صلاح بالدفاع
البرازيلي بالكامل على رأسهم مارسيلو لتكون النتيجة تسجيل منتخب مصر الوطني هدفين
عن طريق محمد أبو تريكة في الدقيقة 52 ومحمد صلاح في الدقيقة 76، بل كاد يضيف
المنتخب الأولمبي هدف التعادل ويحقق نتيجة تاريخية أمام أقوى منتخبات المسابقة.
بعد ذلك واصل صلاح التألق، حيث سجل هدف التعادل في شباك منتخب نيوزيلندا، في
اللقاء الذي انتهى بالتعادل 1-1، ثم افتتح التسجيل في شباك بلا روسيا في لقاء
الحسم في الجولة الأخيرة، ليكون هدف صلاح سببا مباشرا في تأهل المنتخب الأولمبي لدور
الـ 16 للمرة الأولى منذ أولمبياد لوس
أنجلوس عام 1984 بعدما فاز المنتخب
الأولمبي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، فهل يعيد التاريخ نفسة ويتغلب صلاح على
الإصابة، ويعود أقوى لقيادة المنتخب الوطني لبلوغ دور الـ 16 في مونديال كأس العالم
للكبار للمرة الأولى في التاريخ.
صلاح قدم موسما استثنائيا مع فريق ليفربول هذا الموسم حيث خاض 51 مباراة في جميع
البطولات سجل 44 هدفا وصنع 18 هدف، وحصد لقبي الهداف وأفضل لاعب في بطولة الدوري
الإنجليزي الممتاز موسم 2017-2018.