حل يوم تاريخي جديد على مصر عقب انطلاق الولاية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب أمس، واستأثر هذا الحدث على صدر اهتمامات صحف القاهرة الصادرة اليوم /الأحد/، التي أبرزت الخطاب المهم الذي ألقاه الرئيس إلى الأمة عقب أداء اليمين ، ورصدت الصحف أصداء هذه الجلسة والأجواء الاحتفالية التي اكتنفت مراسم أداء اليمين.وعلى الصعيد العربي، تابعت صحف القاهرة ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية المنددة باستخدام الولايات المتحدة مساء أمس الأول حق النقض (الفيتو) أمام مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار دولي قدمته الكويت باسم الدول العربية يدعو إلى حماية الفلسطينيين، إلى جانب اهتمام الصحف بتطورات الأوضاع في سوريا.أما الصعيد الدولي، نالت التحضيرات اللوجيستية التي تجرى على قدم وساق في منتجع جزيرة سنتوسا قبالة سواحل سنغافورة لعقد قمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، تغطيات الصحف التي ركزت أيضا على تخلي أسواق المال العالمية والمستثمرين الأجانب عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعدما انتابهم الخوف والقلق جراء إصراره على خفض معدلات الفائدة وإعلانه أنه سيتولى الإشراف على البنك المركزي بعد الانتخابات.محليا، أفردت صحف (الأهرام) و(الأخبار) و(الجمهورية) صفحاتها الأولى والداخلية لتوثيق أهم لحظات الوطن وتجديد الرئيس السيسي للعقد والعهد أمام نواب الأمة، كاشفا مفردات المرحلة التي تواجهها مصر، وما قام ويقوم به الرئيس في سبيل رفعة مكانة وشأن هذا الوطن.
ونقلت الصحف مراسم أداء الرئيس السيسي لليمين الدستورية، حيث أدى القسم لفترة رئاسته الثانية أمام مجلس النواب في جلسة تاريخية حضرها جميع أعضاء المجلس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء و11 وزيرا.
ونقلت الصحف الرسائل التي بعث بها الرئيس إلى الأمة في خطابه عقب التنصيب، حيث تعهد بأن يضع بناء الإنسان المصري على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة القادمة؛ يقينا منه بأن كنز الأمة الحقيقي هو الإنسان الذي يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنيا وعقليا وثقافيا بحيث يعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعـد محاولات العبث بها.
ونشرت الصحف نص الخطاب المهم للرئيس وتأكيده بأن الدولة المصرية ستمضى قدما وبثبات نحو تعزيز علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية في إطار من الشراكات وتبادل المصالح دون الانزلاق إلى نزاعات أو صراعات لا طائل منها تعتمد في ذلك على إعلاء مصالح الوطن العليا واحترام مصالح الآخرين والتأكيد على مبدأ الحفاظ على السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في شئونها بالإضافة إلى تدعيم دور مصر التاريخي بالنسبة للقضايا المصيرية بالمنطقة.
وذكرت صحيفة (الأهرام) أن الرئيس عاهد الله والشعب، عقب أداء اليمين الدستورية، بأن يظل مخلصا في عمله مقاتلا من أجل الشعب لتظل مصر في مقدمة الأمم، متعهدا بأن تكون ملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة في مقدمة اهتماماته، وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومى التي من شأنها الارتقاء بالإنسان في كل هذه المجالات استنادا على نظم شاملة وعلمية لتطوير منظومتي التعليم والصحة لما يمثلانه من أهمية بالغة في بقاء المجتمع قويا ومتماسكا.
في حين أوردت (الأخبار) أن الرئيس السيسي أكد أن اصطفاف الشعب المصري هو ضمانة الانتصار والعبور نحو المستقبل، مضيفا أن شاغله الأكبر خلال المرحلة المقبلة سيكون تحقيق التوافق والسلام المجتمعي وتحقيق تنمية سياسية حقيقية بجانب ما تحقق من تنمية اقتصادية، وأنه لن يستثني من تلك المساحات المشتركة إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلا لفرض إرادته وسطوته.
أما صحيفة (الجمهورية) فأبرزت كلمات الرئيس للشعب المصري، والتي شدد خلالها الرئيس "بلسان الصدق المبين" على عزمه استكمال المسيرة "متجردا من أي هوى إلا هوى الوطن"، وقال الرئيس "لا أخشى سوى الله - جل في علاه - متيقنا بأن أروع أيام هذا الوطن ستأتي قريبا بلا أدنى شك بإذن الله ما دامت النيات خالصة والجهود حثيثة والقلوب صامدة".
وتناقلت الصحف كلمة رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال - إلى الرئيس السيسي - (والتي سبقت كلمة الرئيس) ، والتي قال فيها "إن الشعب أدرك بوعيه وحسه أن تجديد الثقة في قيادتكم صار ضرورة ملحة للعبور بمصر إلى مرفأ الأمن والأمان..إن شعب مصر العظيم أثبت جسارته وقدرته على التماسك وتجاوز الآلام والمحن التي لا تزيد نسيجه إلا تماسكا وتشابكا، فهو شعب تمتد جذور حضارته لآلاف السنين وعرف التوحيد قبل نزول الرسالات".
وفي شأن محلي يشغل بيوت المصريين كل عام في هذا التوقيت، اهتمت الصحف ببدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة، حيث يؤدي 656 ألف طالب وطالبة اليوم امتحاناتهم في مادتي اللغة العربية والتربية الدينية في 1777 لجنة سير على مستوى الجمهورية.
وركزت الصحف على استعدادات المحافظات لاستقبال الطلاب في مقار اللجان والملاحظين وتوفير الهدوء الكامل، وما قامت به مديريات الأمن بتأمين اللجان ومقار الامتحانات، لعدم إتاحة الفرصة لإثارة الشغب، وأوضحت الصحف أن نقل ورق الأسئلة سيتم من المركز في القاهرة إلى المحافظات البعيدة بالطائرة.
ونقلت الصحف تأكيد رئيس قطاع التعليم العام، ورئيس عام امتحانات الثانوية العامة الدكتور رضا حجازي بأن اللجان جاهزة لاستقبال الطلاب، موضحًا أن المهمة الرئيسية هي توفير الجو المناسب للطلاب لأداء الامتحانات دون حدوث أي مشكلات خلال فترة عقد الامتحانات، مشيرًا إلى أن اللجان المصنفة بالغش سيتم تشديد الرقابة عليها بشكل لا يمثل أي "شوشرة" على الطلاب.
وفي الشأن العربي، واصلت الصحف المصرية متابعتها لردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية المنددة باستخدام الولايات المتحدة مساء أمس الأول حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار دولي أمام مجلس الأمن قدمته الكويت باسم الدول العربية يدعو إلى حماية الفلسطينيين.
ونقلت (الأهرام) عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط استنكاره الشديد لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض لإعاقة صدور قرار عن مجلس الأمن لتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، مؤكداً تقديره الكبير للجهود والمساعي المكثفة التي بذلتها كل من دولة الكويت، باعتبارها العضو العربي الحالي في مجلس الأمن، والمجموعة العربية في نيويورك، لاستصدار القرار، معرباً عن خيبة أمله نتيجة امتناع كل من بريطانيا وهولندا وبولندا وإثيوبيا عن التصويت على مشروع القرار.
ميدانيا، أبرزت صحيفة (الأهرام) نبأ استشهاد المسعفة الفلسطينية رزان النجار أمس برصاص قناص إسرائيلي عند حدود مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذكرت أن الشعب الفلسطيني ودع الشهيدة، في موكب جنائزي مهيب بقطاع غزة، واحتشد المئات من الفلسطينيين أمام منزل الشهيدة، مرددين هتافات النصر والشهادة، ومنددين بجريمة الاحتلال الإسرائيلي باغتيالها.
وذكرت صحيفة (الأخبار) أن شابا فلسطينيا آخر استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وأوردت أن الناطق باسم جيش الاحتلال زعم أن فلسطينيا حاول دهس جنود في الخليل قبل إطلاق النار عليه، ما أدى إلى استشهاده، دون وقوع إصابات في صفوف الجنود، بينما تحدثت معلومات سابقة أن مستوطنًا هو من أطلق النار تجاه الشاب الفلسطيني.
وفي الشأن السوري، أبرزت صحيفة (الأخبار) مطالبة وزير الخارجية السوري وليد المعلم - خلال مؤتمر صحفي - الولايات المتحدة بضرورة سحب قواتها من قاعدة (التنف)، جنوب البلاد، نافيا في الوقت ذاته التوصل إلى أي اتفاقات بشأن جبهة الجنوب.
وذكرت الصحيفة أن المعلم قال إن الحكومة تواصلت مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، ولكن عملية التفاوض لم تبدأ، مضيفا "إن الرقة ما زالت في قلوبنا ويجب إعادة إعمارها وتحريرها من أي وجود غريب عن سكانها"، في إشارة إلى مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
دوليا، تابعت الصحف التحضيرات اللوجيستية لقمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، وأفادت صحيفة (الأهرام) بأن التحضيرات تجرى على قدم وساق في منتجع جزيرة (سنتوسا)، قبالة سواحل سنغافورة، وأن الفريقين الأمريكي والكوري المتواجدين هناك للإعداد للقمة يحاولان التغلب على بعض العقبات، وأن سنغافورة أكدت تحملها جزءا من تكاليف هذا الحدث التاريخي.
وأوردت الصحيفة أن ثمة عقبة تقف أمام القمة تتمثل في تكاليف إقامة الرئيس الكوري الشمالي والوفد المرافق له في أحد فنادق سنغافورة، حيث من المتوقع أن ينزل كيم في فندق (فولرتن) ذي الخمس نجوم، ويكلف الجناح الرئاسي فيه 6 آلاف دولار أمريكي لليلة الواحدة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة "منفتحة" على خيار دفع تكاليف إقامة كيم، لكن ذلك قد ينظر إليه على أنه إهانة لكوريا الشمالية، لذلك يدرس المخططون الأمريكيون الطلب من الدولة المستضيفة للقمة سنغافورة دفع تكاليف إقامة كيم والوفد المرافق له.
وأوضحت الصحيفة أن مشكلة أخرى تواجه القمة، هي الطائرة التي ستقل الفريق الكوري الشمالي إلى سنغافورة، إذ تستخدم بيونج يانج طائرة قديمة تعود إلى الحقبة السوفييتية، الأمر الذي قد يشكل مجازفة بسبب طول الرحلة، وللعثور على مخرج من هذه العقبة، قد يطلب من الكوريين أن يستخدموا الطائرة القديمة للسفر إلى الصين، ومن هناك يستقلون طائرة تقدمها دولة ثالثة، ذلك أن المسافة بين بيونج يانج وسنغافورة تبلغ 4 آلاف و800 كيلو متر.
إلى ذلك ذكرت صحيفة (الأخبار)، نقلا عن تقارير، أن البيت الأبيض يجري محادثات أولية بشأن عقد اجتماع محتمل بين الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أن السفير الأمريكي في روسيا جون هانتسمان، متواجد حاليا في الولايات المتحدة للمساعدة في الترتيب لهذا الاجتماع، مضيفة أن الإعداد لهذا اللقاء مازال في مرحلة مبكرة، حيث لم يتحدد بعد مكان أو تاريخ هذه القمة.
وقبل أسابيع قليلة من الانتخابات العامة المبكرة في تركيا، نقلت صحيفة (الأهرام) عن تقارير تركية أن أسواق المال العالمية والمستثمرين الأجانب تخلوا عن الرئيس رجب طيب أردوغان، محذرة من أن الأزمة الراهنة ستستمر حتى في حالة فوزه في الانتخابات الرئاسية المقرر لها 24 يونيو الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات الاقتصادية - التي يتخذها أردوغان - تثير قلق وخوف المستثمرين الأجانب، خاصة بعد إصراره على خفض معدلات الفائدة وإعلانه أنه سيتولى الإشراف على البنك المركزي بعد الانتخابات، وهو ما تسبب في انهيار العملة المحلية مقابل أسعار العملات الأجنبية.