قال الكاتب الصحفي عبد الله حسن، وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة، إن هناك رسائل عديدة مهمة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه أمام مجلس النواب، بعد أن أدى اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية، وجاءت الرسائل محددة وواضحة ترسم خطوط المستقبل خلال السنوات الأربع المقبلة .
وأضاف حسن - في مقاله المنشور بمجلة "الأهرام العربي" تحت عنوان (الإنسان المصري في خطاب الرئيس) - إنه في الفترة الرئاسية الأولى على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تمر بها مصر بعد عام أسود استولت فيه جماعة الإخوان الإرهابية على حكم مصر، وكادت تذهب بها إلى المجهول، كانت وقفة الشعب المصري إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي وجيش مصر العظيم وشرطته الباسلة حائط الصد المنيع في وجه المؤامرات التي تعرضت لها مصر سواء من الداخل أم الخارج .
وأكد الكاتب أن الرئيس السيسي قاد سفينة الوطن وسط هذه الأعاصير والأمواج العاتية بحكمة واقتدار، بعد أن صارح الشعب المصري بحقيقة الأوضاع والتحديات التي تعيشها مصر خلال تلك المرحلة، ووعدهم بأنه سيبذل قصارى جهده، حتى تستعيد مصر مكانتها اللائقة بها بعد هذه الأحداث الجسام التي شهدتها، التي كانت تهدد مقدرات الأمة ومكتسباتها على مر السنين.
وتابع الكاتب قائلا:- سارت عجلة التنمية والإصلاح في جميع المجالات، تحققت العديد من الإنجازات والمشروعات العملاقة خلال فترة زمنية وجيزة، تحمل المصريون الكثير من المصاعب في سبيل الوطن والنهوض به، بعد أن أدركوا حجم المخاطر التي كانت محدقة به، وشاهدوا ما جرى في دول الجوار والتي تعرضت لكوارث ما زالت تعانى منها حتى الآن، وأدرك الجميع أن الوطن أغلى ما يمتلكه الإنسان في حياته حين يعيش على أرضه ووسط أهله آمنا مطمئنا على يومه وغده ومستقبله .
وأشار الكاتب إلى أنه على الرغم مما تحقق من إنجازات خلال السنوات الأربع الماضية على أرض مصر هي في عمر الأوطان، تعتبر فترة قصيرة لا تذكر فإن التحديات التي تتعرض لها مصر ما زالت قائمة وتستخدم فيها كل الوسائل من أجل كسر إرادة المواطن المصري وتحطيم معنوياته وهز ثقته في نفسه وفى قادته وفى وطنه حتى يسهل اختراقه والقضاء عليه وتنفيذ المخطط الإجرامي، الذي يستهدف مصر أولا وقبل كل شيء، ومن هنا كانت أهمية ما أعلنه الرئيس السيسي في خطابه المهم، الذي أكد فيه أن الإنسان المصري يأتي على رأس أولوياته في المرحلة المقبلة باعتباره الكنز الحقيقي للأمة يجب بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنيا وعقليا وثقافيا ويعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعد محاولات العبث بها .
ولفت إلى أن هذه تعتبر إشارة واضحة من الرئيس إلى أن الإنسان المصري وخصوصا فئة الشباب الذين يشكلون أكثر من ستين في المائة من سكان مصر تعرضوا خلال السنوات الأخيرة لحملة ممنهجة للتأثير عليه، وتزويده بأفكار وسلوكيات دخيلة على الإنسان المصري، وكانت الفرصة أمام قوى الإرهاب والتطرف للسيطرة على عقل الأمة وثروتها الحقيقية من الشباب، وانخرطوا في جماعات متطرفة باسم الدين كادت تهدم الوطن، وظهرت آفة الإرهاب الدخيلة على المجتمع المصري وانضم الشباب المغرر بهم، إلى هذه الجماعات الإرهابية باسم الدين والدين منهم براء.
وأوضح الكاتب أن مصر خاضت حربا شرسة ضد الإرهابيين ومن يمولونهم بالسلاح والمال، وكانت أرض سيناء التي ارتوت بدماء الشهداء في حروبها ضد الإسرائيليين خلال أكثر من نصف قرن، مسرحا للإرهابيين الذين اتخذوا من كهوفها وجبالها أوكارا لهم، وكانت شجاعة الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة لهم بالمرصاد وسقط الشهداء من خيرة شباب مصر في هذه المعارك الشرسة، وكانت ضريبة الدم أغلى ما قدمه أبناء مصر فداء للوطن .
واختتم الكاتب الصحفي عبد الله حسن مقاله بأنه لولا رعاية الله لمصر الكنانة ووعى السواد الأعظم للمصريين ووقوفهم صفا واحدا خلف الرئيس والجيش والشرطة في مواجهة قوى الشر والإرهاب لحدث ما لا تحمد عقباه، وها هي مصر تتجاوز المحن والعقبات وتتطلع للنهوض من كبوتها ويرتفع البنيان في كل مكان ويخطو بها الرئيس السيسي بخطى ثابتة وواثقة بعد أن أكد أنه رئيس لكل المصريين يعمل جاهدا حتى تتحقق طموحات المصريين في حياة كريمة، وينعم المصريون بالوطن عزيزا من أجل غد أفضل.