السبت 29 يونيو 2024

بالصور النادرة.. العلاقات المصرية الإثيوبية.. مودة أزلية

10-6-2018 | 23:00

صنع الأجداد والأباء طريقاً للمحبة والمودة والصداقة الأزلية مع دول الجوار، ليس فقط لأننا في قارة واحدة بل أيضاً يربطنا شريان واحد وهو نهر النيل مع بعض الدول الإفريقية الشقيقة.

باطلاعنا على التاريخ نعرف عمق العلاقة وما تم بناؤه من جسور الصداقة والمودة والمصالح المشتركة بين مصر ودول إفريقيا من قديم الأزل وخصوصاً إثيوبيا ، فأول جذور العلاقة كانت في السنة الخامسة للهجرة عندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من 80 مسلماً غير النساء والأطفال إلى الحبشة ليحتموا عند ملكلها العادل "أصحمة النجاشي" الذي لا يظلم عنده أحد.

رفض النجاشي ملك الحبشة تسليم المسلمون لمندوبي قريش وظلوا في حمايته ووفر لهم الأمان والحياة الكريمة حتى عودتهم إلى ديارهم، وعند وفاة النجاشي صلى عليه رسول الله صلاة الغائب في الصحراء وقال لأصاحبه "اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم"، ووقفوا صفوفاً وصلوا عليه صلاة الغائب.

وازدهرت العلاقة بين مصر وإثيوبيا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، الذي حرص على توطيد العلاقة بين البلدين، فاستقبل امبراطور إثيوبيا هيلا سيلاسي مرات عديدة طوال فترة حكمه ، وتثبت الوثائق والصور التي لدينا عمق تلك العلاقة التي بنيت على المودة والصداقة، وقد طاف سيلاسي بكل أرجاء مصر وشهد كل معالم الحضارة والتطور بها، وزار مصانعها وشهد تطورات وقدرات جيش مصر وزار الكلية الحربية المصرية.

وعند افتتاح الكاتدرائية العباسية حرص ناصر على دعوة هيلا سيلاسي ليكون مشاركاً في ذلك الحدث الكبير بمصر، غير أنه أدرج إثيوبيا لتكون ضمن منظمة الوحدة الإفريقية، وسافر الرئيس ناصر إلى إثيوبيا لحضور مؤتمر الوحدة الإفريقية وأيضاً امتدت العلاقات الطيبة بين البلدين بعد رحيل ناصر وتولي الرئيس السادات الحكم في مصر.

حافظ الرئيس السادات على عمق الصداقة والمودة التي بناها ناصر، واستكمل السادات مسيرة المودة واستقبل امبراطور الحبشة مرات عديدة في مصر، وسافر الرئيس السادات أيضاً إلى إثيوبيا لحضور احتفالات منظمة الوحدة الإفريقية وحظي السادات بحفاوة بالغة واستقبال رائع يليق بمصر ورئيسها ويدل ذلك على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.