في 18 مارس عام 1993, توفى الفنان الكبير "يحيى شاهين" صاحب الشخصية الأكثر تأثيرا في تاريخ الفن المصري " السيد أحمد عبد الجواد" في ثلاثية أديبنا العالمي نجيب محفوظ".
ولد " يحيى يحيى حسن شاهين" في 28 سبتمبر عام 1971, في "ميت عقبة" بمحافظة الجيزة, وتلقى دراسته في مدرسة "عابدين" والتحق بفريق التمثيل في المدرسة وحصل على شهادة الدبلوم في الفنون التطبيقية بقسم النسيج من مدرسة العباسية ومن ثم حصل على بكالوريوس في النسيج وتم تعيينه في شركة مصر للغزل والنسيج ولكن حبه للتمثيل جعله يعزف عن العمل ليلتحق بجمعية "هواة" للتمثيل حتى لقاءه الفنان "بشارة واكيم" ودخوله عالم المسرح.
في وقت لاحق انضم "شاهين" إلى فرقة "فاطمة رشدي" والتي أعجبت جدا بتمثيله فاختارته لدور الفتى الأول في فرقتها خليفة لفتاها الأول "أحمد علام" الذي انضم إلى الفرقة القومية والتي تركها "شاهين" ومن هنا بدأت رحلة الفنان.
إختتم "شاهين" حياته المسرحية بمسرحية "مرتفعات ويذيرينج" ليتفرغ لحياته السينيمائية بعد أن نادته السينما فاتحة له صدرها ليحقق فيها أضعاف أمجاده المسرحية، ويعتلي فيها أدوار الفتى الأول.
حصل "شاهين" على عدد كبير من الجوائز منها الجائزة الأولى عن دوره في فيلم "أرحم دموعي" والثانية عن فيلم "جعلوني مجرما" وشهادة تقدير عن فيلم "نساء في حياتي" في مؤتمر فينيسيا الدولي والجائزة التقديريه الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينيما المصرية.
فاز أيضا بوسام العلوم والفنوم من الدرجة الأولى كمهندس تطبيقي عام 1980 وحصل على شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي سنة 1987 , وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي وجائزة غرف السينما سنة 1989 ووسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر". كما أنه حصل على درع السويس ودرع أسوان وشهادة تقدير وتفوق الرواد السينمائيين سنة 1993 من جريدة الأهرام المسائي.
توفي "شاهين" وله حصيلة أفلام تقدر ب 98 فيلما كان من أبرزها "مذبحة الشرفاء" و"دموع صاحبة الجلالة" و"الإخوة الأعداء" و"شئ من العذاب" و"شئ من الخوف" و"رجل وإمرأتان" و"لا أنام" و"جعلوني مجرما" و"سيدة القطار" و"محطة الأنس" إلى جانب أعماله المسرحية والتليفزيونية مثل "ومازال النيل يجري" و"الأب العادل" و"القضاء في الإسلام" و"أولاد ضرغام" و"الأيام" و"شارع المواردي"، والتي كان من أشهرها "ثلاثية" نجيب محفوظ (بين القصرين وقصر الشوق والسكرية) كما تألق في الأدوار الدينية والتاريخية والتي كان من أهمها ( بلال مؤذن الرسول و فجر الإسلام ورسول الإنسانية).
تزوج "شاهين" عام 1959 من سيدة مجرية وبعد أن أنجب منها ابنتين، قررا الإنفصال بعد ست سنوات من الزواج , بعد أن أخذت طليقته إبنتيه وسافرت بهما إلى المجر، أصيب "شاهين" بإحباط شديد وعاش في عزلة كبيرة لمدة عامين، ثم تزوج مرة أخرى من السيدة "مشيرة عبدالمنعم" والذي دام زواجه بها حتى وفاته عن 78 عاما.