الجمعة 28 يونيو 2024

مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بسبب شرطيات «الهوت شورت»

تحقيقات18-6-2018 | 11:16

أثار البيان عن مشاركة فتيات فى ضبط الحركة المرورية لمدينة برمانا السياحية  الذى نشره الموقع الإلكترونى لشبكة قنوات "إم تى فى " اللبنانية جدلا واسعا بين الجميع حيث جاء فى نص البيان " تزامنا مع الزحمة السياحية التى تشهدها مدينة برمانا , خصوصا مع ازدهار وتطور قطاع المطاعم فيها بشكل لافت , استقدمت شرطة البلدية عناصر جددا من الشرطة لمواكبة توافد المواطنيين والسياح بشكل كبير ككل صيف , لكن المفارقة اللافتة هذا الصيف كانت بالاستعانة بالعنصر النسائى ضمن عديد شرطة البلدية , وعلى هذا الأساس كانت المفاجأة بشابات جميلات ورشيقات بال " الشورت " لتنظيم حركة السير وتسهيل مرور المواطنين , ما أذهل رواد المدينة الذين رحبوا بالفكرة الجديدة , فهل تحذو باقى البلديات حذو برمانا ؟ 

مع إشفاع الخبر بمجموعة من الصور التى تظهر بها مجموعة من الفتيات الصغيرات وقد ارتدت كل منهن هوت شورت فيما وقفن لاتقدمن على فعل أى شىء على الإطلاق  إلى جانب رجال الشرطة الذين ينظمون هم حركة المرور وهم يرتدون الزى التقليدى لشرطة المرور ,  وقد أثارت هذه اللقطات عاصفة من الإنتقاد على منصات التواصل الإجتماعى حيث اعتبر العديدون أن هذه إهانة كبيرة للمرأة اللبنانية باعتبارها سلعة لتنشيط السياحة  وإهانة للقطاع الشرطى نفسه .

حيث استنكر الكثيرون اختيار فتيات صغيرات السن مع اجبارهن على ارتداء مثل هذا الزى العارى دون أى مراعاة للحفاظ على أمن الفتيات أنفسهن بحجه الجذب السياحى  . 

كما أعترض الكثيرون على كون الشرطة بكافة قطاعاتها هى وسيلة من وسائل الضبط الإجتماعى الرسمية وهى مخولة بحفظ النظام والأمن بين الناس فلماذا يكون زيها الرسمى مثيرا للجدل بهذا الشكل بل هو أقرب لكونه مدعاة للسخرية بسبب عدم ملائمته لطبيعة العمل . 

مؤكدين إن الأمر سوف يكون غير مقبول على الإطلاق إذا كان من يرتدى مثل هذا الزى رجل فلماذا يتم اختصاص النساء به  وعرضهن كسلعة بهذا الشكل , معتقدين أن ذلك سوف يكون محل ترحيب بين الناس .

فيما أكد الكثيرون أن لبنان ليست فى حاجة إلى انتهاج مثل هذا الإسلوب للجذب السياحى فهى تضم العديد من الوجهات السياحية , كالسياحة التاريخية والسياحة العلاجية والسياحة الدينية والسياحة الثقافية إلى غير ذلك من الوجهات السياحية فلماذا يعمد المسئولون إلى انتهاج مثل هذا النهج  للجذب السياحى . 

ومع الهجوم الشرس الذى طال الجهات الحكومية التى أقدمت على ذلك خرج رئيس بلدية برمانا بيار الأشقر ليدافع عن هذا الإجراء الذى اتخذه مؤكدا أن البلدية تعمد إلى التعاقد مع أفراد جدد مع بداية الموسم الصيفى ولكنه قرر هذا العام التعاقد مع فتيات كتجربة لتنويع السياحة ولجذب السائح الغربى معللا بأن الدول العربية تنصح رعاياها بعدم زيارة لبنان لذلك نحاول أرسال رسالة للمرأة الغربية خاصة وللغرب عموما بأن لبنان يشبهها وأن النظرة الإعلامية التى تصل للغرب عن لبنان خاطئة وإن لبنان بلد الحريات والأمن ويمكن زيارته وإن المرأة فى لبنان يمكنها العمل فى السلك العسكرى   و أكد على أن العديد من ممثلى الدول والمكاتب السياحية فى الخارج ابلغوا وزارة السياحة بأن هناك صورة قاتمة عن لبنان فى الخارج . ورفض تماما أى إتهام له بمحاولة جعل المرأة سلعة للجذب السياحى مؤكدا أن النساء اللبنانيات ترتدين مثل ذلك فى حياتهن اليومية  وإن لبنان بلد سياحى على البحر المتوسط وهناك نسبة ضخمة من السكان يرتدون الشورت وليس النساء فقط  وأضاف بأنه عمد إلى اختيار الهوت شورت كزى للفتيات متعمدا ذلك لعمل صدمه ليؤكد للغرب أن لبنان تشبههم , كما أكد على أن الفتيات اللاتى تم التعاقد معهن فوق السن القانونى للعمل . 

جاءت هذه التصريحات لتزيد الأمور اشتعالا حيث لاقت عاصفة ضخمة من الإنتقادات حيث رفض الكثيرون هذه التصريحات  واعتبروا أن مثل هذا الإجراء الغريب هو أسلوب عنصرى ضد المرأة اللبنانية رافضين مقارنتها بالمرأة الغربية مؤكدين أن مقارنة المرأة اللبنانية بالمرأة الغربية أمرا لا أساس له من الصحة فلايجب مقارنة المرأة بالزى فقط وإنما بالحقوق أيضا وإن المرأة اللبنانية على عكس الغربية لاتتساوى مع الرجل بالحقوق المدنية فعلى سبيل المثال تحرم المرأة من حقها بمنح جنسيتها لأولادها إذا تزوجت غير لبنانى, بالإضافة أن الشرطة النسائية فى الغرب ترتدى زيا ملائما لطبيعة عملها ولا يتم إختصاصها بزيا دون غيره ويكون بمثل هذا الإبتذال  . 

فيما رأى الكثيرون أن المواطن الغربى يتمتع بعقليه عمليه سوف تستنكر مثل هذا الزى الغريب للعمل بالشرطة وسوف يعتبره قبل غيره استغلالا لجسد لمرأة و ليس انصافا لها  , كما أن الفتيات تبدو بالفعل كأنهن دون السن القانونية للعمل  والسائح له مايراه بغض النظر عن حقيقة الأمر مما سوف يجعله يأخذ انطباعا عن ممارسات غير قانونية ضد حقوق الأطفال واستغلالهن الجسدى , وهو ما ستيسبب فى رد فعل عكسى على عكس ما ينتظره المسئولون .

كما هاجمت العديد من النساء التصريحات المعللة بأن اللبنانيات ترتيدن الشورت  خلال الصيف فلاضير أن ترتديه لتنظيم حركة المرور , مؤكدات على أن الحرية الشخصية شىء وإجبار فتاة صغيره أو أمرأة على ارتداء زيا مكشوفا نظير أجر شىء آخر.