عادت شعلة الثقافة العربية، لتحط رحالها بمصر، بعد مرور 21 عاما، على آخر وجود لها، وذلك بعدما تم اختيار مدينة الأقصر، عاصمة للثقافة العربية لمدة عام.
وتسلم الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، الشعلة قادمة من مدينة صفاقس التونسية، لتضيء بها الأقصر العالم، كما كانت تضيئه منذ فجر التاريخ.
وتنطلق الإثنين المقبل، فعاليات الاحتفال باختيار محافظة الأقصر عاصمة للثقافة العربية، لعام 2017، ولمدة سنة كاملة، تشمل عددا هائلا من الأنشطة الهادفة، والتي تعمل على النهوض بالثقافة العربية، وإبراز تنوعها الفكري، والإبداعي؛ تأكيدا لدورها في خدمة التنوير، والتنمية.
تلاقي الحضارات
وتسعى وزارة الثقافة، بقطاعاتها المختلفة، وبالتعاون مع محافظة الأقصر، بقيادة المحافظ محمد بدر، خلال هذا العام، لتفعيل عدد من المبادرات الثقافية، والفنية الخلاقة، وتنمية الإبداع من خلال المشاركة المجتمعية، في الحياة الثقافيّة، جنبا إلى جنب، مع تعزيز التعاون الإقليمي، والدولي؛ لمواصلة حوار الثقافات، وتلاقي، الحضارات؛ بهدف نشر المفاهيم والقيم السامية، التي تحث على التآخي، والتسامح.
فعاليات ومبادرات متنوعة
وتم اختيار مجموعة من المواقع الهامة بالأقصر؛ لتحتضن الفعاليات التي تبدأ بعد غد، وتشمل إقامة حفلات فنية خلال شهر مارس بساحة معبد الكرنك، الذي سجل التاريخ على جدرانه نقوشا، شاهدة على عظمة، وعراقة العلوم، والفنون، المصرية، لأقدم شعوب الأرض، وتحييها فرق ومطربي الموسيقى العربية، بدار الأوبرا المصرية، بمشاركة نخبة من نجوم الطرب، في مصر والوطن العربي، أمثال: مدحت صالح، محمد الحلو (مصر)، محمد الجبالى (تونس)، كريمة الصقلي (المغرب).
معارض للحرف التراثية
كما تشمل الفعاليات معارض للحرف التراثية في منطقة البازارات، التي كانت مغلقة منذ أكثر من خمس سنوات، مع مجموعة من العروض الفلكلورية، والفنون الشعبية، بالشوارع، والساحات المفتوحة، بين جموع المواطنين، وزوار المدينة، وتقدمها فرقة رضا، بالتزامن مع فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.
وفي شهر أبريل المقبل، تقام احتفالية عيد الربيع، التي يحييها أمير الغناء العربي، هاني شاكر، مع المطربة الشابة ريهام عبد الحكيم، بالإضافة للمهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية، وندوات عن تاريخ الأقصر وواقع الثقافة بها.
ويتم تنظيم معرض وثائقي، وآخر للفنون التشكيلية، فيما تواصل هيئة قصور الثقافة دورها التنويرى، من خلال مجموعة عروض مسرحية للطفل، تقدمها فرق تجسد إبداعات فناني الجنوب، بقصري ثقافة الأقصر، وبهاء طاهر، وبيت ثقافة الطارف، ومنها مسرحية «هفتان وريان» (أسيوط)، «أراجوز الكسلان» (قنا)، «بنت السيرك» (أسوان)، بالإضافة إلى مهرجان التحطيب، وحفل أوركسترا بيت العود العربي.
رواد العواصم
كما يحتفي المجلس الأعلى للثقافة، في أمسيات شهرية، بعنوان «رواد العواصم»، بالشخصيات الثقافية البارزة من العواصم العربية، مثل: أبوظبي، الرياض، الرباط، بغداد، دمشق، الخرطوم، بيروت، عَمّان، الكويت، الجزائر، رام الله.
وخلال شهر مايو تقام بعض فعاليات الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي، والتي تحمل عنوان «هوية عربية.. إبداع بلا قيود»، وذلك بتقديم العرض المسرحي «خريف»، الفائز بجائزة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بالإضافة إلى ندوة مسرحية، يتحدث فيها نخبة من كبار المسرحيين العرب.
ندوات ثقافية
وتناقش ندوة ثقافية التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين العربية، والإفريقية، وينظم المركز القومي للسينما أسبوعا للأفلام التسجيلية، عن مدينة الأقصر.
وتقام ندوة بعنوان الأقصر في عيون الرحالة، وتستضيف ساحة أبو الحجاج، مهرجان الألعاب الشعبية، بمشاركة باحثين من أطلس الفلكلور، وعرضين أحدهما لفرقة أسوان للفنون لشعبية، والأخر لفرقة القوصية للإنشاد الديني.
ومع شهر يونيو، وخلال شهر رمضان المبارك، تُنظم مسابقة آثار الأقصر للشباب، وحفل لفرقة المولوية المصرية، بقيادة المنشد عامر التوني، وابتهالات وتواشيح دينية للشيخ محمود التهامي، بالإضافة إلى عروض فنية لفرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية، والفرقة القومية للموسيقى، والآلات الشعبية، وفرقة أنغام الشباب، وفرقة أسيوط للموسيقى العربية، وفرقة الوادي الجديد للفنون الشعبية، بالإضافة إلى ورشة للفنون التراثية والمرأة، بالأقصر، وندوة بعنوان إرهاصات لعلم النفس في الثقافة المصرية القديمة والحديثة.
القدس النابضة
وفي شهر يوليو يتأكد أن القدس لا تزال تنبض بالحياة، في قلب الثقافة المصرية والعربية، من خلال إقامة أسبوع للأفلام التسجيلية، وندوة عن كتاب سياحة أثرية من الأقصر إلى أسوان، وعروض لفرقتي سوهاج، والأقصر للفنون الشعبية.
وتستضيف عاصمة الثقافة العربية، في شهر أغسطس معرضا، لأعمال الملتقى الدولي للخط العربي، وتقام ندوة يعنوان الأقصر في عيون الصحافة والإعلام، بالإضافة إلى عروض فنية لفرقة الأقصر للآلات الشعبية، وقنا للإنشاد الدينى.
وخلال شهر سبتمبر، تقام حفلات لفرق الموسيقى العربية، وبعض الفرق الشابة، التي تقدم تجارب فنية متفردة، ومعرضين للكتاب، والصور.
سماع الدولي
وتنتقل بعض فعاليات مهرجان سماع الدولي للإنشاد الديني، والموسيقى الروحية، إلى ساحة معبد الأقصر ليقدم رسالة سلام للعالم من الحضارة المصرية القديمة، وتقام عروض لفرق قصور الثقافة، لأغاني الشباب، وفرقة قنا للفنون الشعبية.
وتتواصل الفعاليات في شهر أكتوبر بإقامة الدورة الـ21 للمهرجان القومي للسينما المصرية، وملتقى القاهرة الدولي السادس للمأثورات الشعبية، والمؤتمر الدولي للتراث الثقافي، بالإضافة إلى حفلات لفرق الموسيقى العربية وأسيوط للفنون الشعبية، والنيل للآلات الشعبية، كما يتم الاحتفال بمرور 200 عام، على اكتشاف مقبرة سيتى الأول.
العيد القومي للأقصر
وفي شهر نوفمبر، تحتفل الأقصر بعيدها القومي، الذي يتواكب مع الاحتفال بمرور 95 عاما، على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، و113 سنة على اكتشاف مقبرة نفرتاري، وتقدم فرق التنورة التراثية، والحرية للفنون الشعبية، وعرض غناء مصري، لفريق مركز الإبداع الفني.
وتتوالى الاحتفالات خلال شهر ديسمبر بملتقى الاقصر الادولى للتصوير الذى يشارك فيه عدد كبير من فنانى الدول العربية ويحتفل بمرور 42 عام على افتتاح متحف الاقصر وتقام عروض للفنون الشعبية ولفرقة توشكى التلقائية .