مرة أخرى يثير مونديال روسيا 2018 الجدل
حول أفضل لاعب في العالم خلال الوقت الحالي في ظل الانقسام المستمر منذ عقد من الزمان
بين كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال ونجم ريال مدريد وغريمه الأزلي ليونيل ميسي
قائد منتخب الأرجنتين ونادي برشلونة.
وأي فرد من عشاق الساحرة المستديرة في العالم
حاليا إما من محبي ميسي أو رونالدو، كما أن جائزة الكرة الذهبية ذهبت على مدى العقد
الأخير بالتساوي بين النجمين الكبيرين حيث فاز كل منهما بها خمس مرات، ولم يتمكن أي
لاعب كرة على مدار التاريخ من الاقتراب من المستوى الذي قدمه اللاعبان على مدى هذه
الفترة الطويلة من عمر لاعبي كرة القدم، حيث نجحا في تحطيم كافة الأرقام القياسية.
وبالنظر للأرقام التي حققها كل منهما فإن
رونالدو حقق الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات والدوري الإسباني مرتين ودوري
الأبطال الأوروبي 5 مرات بواقع مرة مع مانشستر يونايتد وأربع مرات مع ريال مدريد.
من جانبه ربما يكون سجل ميسي المحلى أفضل
حيث فاز بالليجا الإسبانية 9 مرات ولكنه يتخلف عن رونالدو في البطولة الأوروبية حيث
حققها مع برشلونة 4 مرات.
وعلى المستوى الدولي يتفوق كريستيانو رونالدو
حيث سجل 85 هدفا لمنتخب بلاده على مدى السنوات العشر الأخيرة بينما سجل ميسي 64 هدفا
فقط.
وعلى مستوى البطولات القارية حقق رونالدو
لقب يورو 2016 لمنتخب البرتغال وكان ضمن الفريق الذي تأهل للمباراة النهائية في بطولة
2004 وخسرها منتخب البرتغال على أرضه وبين جماهيره أمام اليونان.
ولكن يعانى ميسي مع منتخب الأرجنتين حيث
إنه أخفق في قيادة منتخب "التانجو" للفوز باللقب القاري كوبا أمريكا حيث
خسر النهائي مرتين متتاليتين أمام تشيلي، كما أخفق في قيادة منتخب الأرجنتين للفوز
بالمونديال وخسر النهائي قبل 4 سنوات أمام ألمانيا في مونديال البرازيل 2014.
ومن هنا تأتي أهمية مونديال روسيا بالنسبة
للنجمين الكبيرين فرونالدو بوسعه أن يقود البرتغال للمضي بعيدا في هذا المونديال من
خلال المستوى الفني والبدني الذي ظهر به في البطولة حتى الآن حيث نجح في تسجيل أربعة
أهداف هي كل ما سجله منتخب "برازيل أوروبا" حقق بها أربع نقاط من تعادل مع
إسبانيا 3/3 وفوز على المغرب بهدف نظيف.
وحال استمرار التألق الذي يعيشه رونالدو
فبوسعه أن يقود البرتغال للمربع الذهبي وهو إنجاز لو حققه فإنه سيكتب له في تاريخ الكرة
البرتغالية حيث لم تصل البرتغال لهذا الدور منذ عام 1966 بقيادة إيزيبيو.
وعلى العكس لم يقدم ميسي ما يشفع له حتى
الآن في المونديال ففي المباراة الأولى أمام أيسلندا أضاع ركلة جزاء كانت كفيلة بضمان
النقاط الثلاث لمنتخب "التانجو" ليكتفي بنقطة التعادل، وفي المباراة الثانية
أمام كرواتيا أمس فشل في إنقاذ الأرجنتين من هزيمة مذلة بثلاثية نظيفة ليتجمد رصيدها
عند نقطة واحدة وتصبح قاب قوسين أو أدنى من توديع المونديال مبكرا خاصة وأن مصيرها
لم يعد بيدها ولكن يعتمد على نتائج مباريات الفرق الأخرى في المجموعة التي تضم بجانب
كرواتيا وأيسلندا المنتخب النيجيري، إذ من المرجح أن يفجر مونديال روسيا الكثير من
الجدل ضد ميسي.
وهناك فارق آخر يصب لصالح رونالدو وهو أنه
على الرغم من تسليط الأضواء على ميسي فإنه لم يقدم يد العون للمنتخب الأرجنتيني الذي
بدوره عجز لاعبوه على مساعدته على التألق رغم أنهم جميعا من النجوم المتألقة في أكبر
الفرق الأوروبية.
وعلى العكس فإن لاعبي منتخب البرتغال، رغم
أنهم قد يكونون أقل من الناحية الفنية والمهارية، فجميعهم تكاتفوا لمساعدة "الدون"
رونالدو على الإبداع وتقديم أقصى ما عنده لصالح المجموعة ومنتخب بلاده.
ومن المؤكد أن قيادة رونالدو لمنتخب البرتغال
للفوز ببطولة يورو 2016 نقطة تحقق الفارق لصالح رونالدو، وفي العام الحالي فإنه رغم
النتائج المخيبة لريال مدريد في "الليجا" فإن الفوز بدوري الأبطال وما يقدمه
رونالدو حتى الآن في المونديال يكاد يضمن له الفوز بالكرة الذهبية للمرة السادسة في
تاريخه ليكون أكثر من حقق الفوز بالجائزة العالمية.