الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

كاتبة تركية: "محرم إنجيه" الرجل الذي قد يطيح بأردوغان

23-6-2018 | 01:59

رصدت الكاتبة التركية حَنّه لوسِنده سميث، زخما انتخابيا يحظى به محرّم إنجه، المنافس الأبرز للرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية المزمعة الأحد.

 

ونوهت سميث، في مقال بصحيفة التايمز البريطانية، عن أنه وفي غضون أقل من شهرين أصبح إنجه، مدرس الفيزياء السابق، قائدا شهيرا أقام الآمال المُقعَدة منذ زمن بشأن المعارضة التركية المنقسمة على ذاتها؛ ويمثل إنجه، 54 عاما، حزب الشعب الجمهوري الذي لا يزال كمال أتاتورك "قائده الخالد".

 

ورصدت الكاتبة ما أشارت إليه استطلاعات الرأي مؤخرا من حصول إنجه على نسبة 30 بالمئة من أصوات الناخبين، مقارنة بنسبة الـ 20 بالمئة التي طالما اعتاد حزب الشعب الجمهوري على إحرازها في مثل تلك الاستطلاعات.

 

ورأت سميث أن هذه المستجدات أثارت توّتر أردوغان الذي يستعد لانتخابات هي الأهم في تاريخ تركيا الحديث؛ وإذا فاز أردوغان، 64 عاما، بالرئاسة يوم الأحد فسوف يجمع في يديه سلطات هائلة بموجب الدستور المعدل؛ ولكن إذا لم ينجح من الجولة الأولى، كما تشير نتائج استطلاعات الرأي من ارتفاع حظوظ إنجيه، فإنهما سيلجآن إلى الجولة الثانية.

 

ورصدت الكاتبة قول البعض، حتى من أنصار أردوغان ، إن ثمة فرصة قوية أمام إنجه قد يتمكن عبرها من جمع الزخم الكافي للفوز بالرئاسة.

 

وقالت سميث إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في ظل أروغان بات فارغا إلا من المتملقين والمتزلفين؛ وتشير تقارير بأن الحاضرين من الجمهور في فعاليات الحزب الجماهيرية تأييدا للرئيس اردوغان هم موظفون عاملون بالدولة تمّ إجبارهم على الحضور وهم يتناقصون من حول المنصّة؛ ولكن على النقيض، وفي مدينة إزمير، حيث يحتشد أنصار إنجيه، فإن الأعداد تتزايد بمرور الوقت.

 

واستدركت الكاتبة قائلة: إن إنجيه حتى لو لم يفز في انتخابات الرئاسة هذه، فسيتم تذّكره باعتباره الرجل الذي جابه اردوغان مستخدما كافة تكتيكاته الشعبوية الذي أتقن الأخير استخدامها على مدى عقدين من الزمان؛ وقد تحدث إنجه إلى أكثر من 100 تجمّع على مدى ستة أسابيع فقط فيما لم يستطع اردوغان القيام بثلث ذلك المجهود في نفس الفترة.

ونقلت سميث قول إنجيه مبستما للجماهير المحتشدة في وسط إزمير الساحلية الشهيرة بكونها معقلا للعلمانية، "اردوغان يعاني الوحدة وشدة التعب.. هذا البلد يحتاج إلى دماء جديدة.. نحن اليوم نكتب تاريخا في إزمير".

 

ونبهت صاحبة المقال إلى أن قليلين هم الذين تجرأوا على السخرية العلنية هكذا من اردوغان؛ وقد حوكم الآلاف لإهانته منذ أن بات رئيسا عام 2014 ودخل السجن كثيرون، وأُغلقت مجلات وصحف وأوقف العشرات من الصحفيين وزُجّ بهم في السجن جراء السخرية من اردوغان؛ لكنّ إنجه قد قلب الطاولة؛ ففي حشوده الانتخابية يتم السخرية من كلمات اردوغان علانية.

 

ورصدت سميث كيف تناول إنجيه موضوعات لم يلتفت إليها أحد منذ زمان طويل، بما في ذلك الأسئلة حول الدرجة الجامعية التي حصل عليها أردوغان والتي يشكك البعض في صحّتها.

 

ولفتت الكاتبة إلى إصرار اردوغان على رفض طلبات متكررة من جانب إنجه بعمل مناظرة تلفزيونية على الهواء مباشرة.