الخميس 6 يونيو 2024

العنوسة اختيار لا إجبار

18-3-2017 | 23:46

بقلم : ماجدة محود

لم يعد لقب «عانس » يزعج الفتيات هذه الأيام، فالفتاة هى من تحدد متى تتزوج، ومن تختاره زوجا، ثم هل سيضيف هذا الزواج لها جديدا أم سيكون عائقا أمام نجاحاتها فى العمل والحياة ؟

مبدأ«ضل راجل ولا ضل حيطة » صار غير ذى قيمة، لأن الرجل إن لم يتحمل المسئولية ويكون ظهرا وسندا فلا داعى لزواج محكوم عليه بالفشل مسبقا، والجريمة الكبرى فى هذا النوع من الزواج إذا أثمر أطفالا تعانى أمراضا نفسية

واجتماعية لأنه غير متكافئ أو لمجرد التخلص من لقب عانس أو خوفا من كلام الناس وفى كل الأحوال الناس تتهامس وتثرثر حتى وإن كانت الزيجة متكاملة «عيلة وحسب ونسب وإمكانات مادية و.. و.. » أما إذا ابتليت الفتاة بزوج غير مسئول لمجرد التخلص من شبح العنوسة فهنا يكون مضمون المثل الشائع «قعدة الخزانة ولا جواز الندامة » هو الأفضل لمصلحة البنت وأسرتها.

ولهذا لم أنزعج من الإعلان الذى شاهدته يتصدر الطريق الدائرى «انتي عانس » عكس الكثير ممن أزعجهن هذا الموضوع وخاصة الناشطات فى حقوق المرأة حيث أوضحن أن العنوسة مشكلة اجتماعية واقتصادية لا دخل للمرأة بها، واختلف معهن فى الرأى حيث أعتقد أن جزءا كبيرا من المشكلة يكمن فى مغالاة الأهل والشباب فى طلبات وتكاليف الزواج ورغبة الشابين فى بدء حياتهما الزوجية من حيث انتهى

الأهل، إضافة إلى ذلك أنه وبنظرة سريعة إلى تقاليد الزواج فى الريف والصعيد نجد أن أسر الفتيات تصر على طلب عدد من الأجهزة الكهربائية وكمية من الذهب وأطقم الصينى وما إلى ذلك من طلبات تفوق إمكانات الشاب وأهله.

على الجانب الآخر هناك عدد كبير من الفتيات ينظرن للعنوسة على أنها لم تعد إجبارا بل اختيار إرادى لصاحبته، فهى من تحدد أولويات حياتها التي قد تكون فى الدراسات العليا أو العمل أما الزواج فقد يأتى فى الترتيب الأخير أو لا يكون ضمن أولوياتها على الإطاق وأن نجاحها المهنى أو الدراسى يشبعها ويمأ عليها حياتها وهذا رأيها وعلينا احترامه، أما أن نضع إعلانات تسفه من العازفات عن الزواج  وتقلل من أهميتهن فى الحياة فهذا ما لا يجب أن يكون.

ثم دعونا نتحدث عما يتضمنه هذا الإعلان من انتهاك صارخ لبناتنا وتمييز غير مقبول بين الإناث والذكور فإذا  كانت هناك عنوسة بين الفتيات وأعود وأؤكد من خال حالات أعرفها جيدا وجمعنى بها أكثر من حديث حول هذا الموضوع أن الأمر بالنسبة لهن عزوف اختيارى وليس قلة حيلة أو إجبار، ثم لماذا لانتحدث عن عنوسة الرجال، ولماذا هذا اللقب والتوصيف غير اللائق يلحق بالفتيات وحدهن دون الشبان، وهم أيضا تنطبق عليهم نفس الحالة؟؟ ثم ما علاقة الإعلان عن منتج زيت طعام بالعنوسة من عدمها، قد يكون أكثر إيجابيا إذا خاطب الزوجات والأمهات المهتمات بصحة أزواجهن وأولادهن أما الزج بأمور لا علاقة لها بالموضوع اللهم إلا بغرض الدعاية فقط ولفت الأنظار فهذا ما لانقبله جميعا رجالا ونساء وكفانا استخداما للمرأة فى الإعلانات والإساءة لصورتها، ولهذا أثمن الاستجابة السريعة من اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك لنداء د. مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة بإيقاف الإعلان وتحويل المسئولين عنه للمساءلة القانونية حيث يعد انتهاكاصارخا وتمييزا غير مقبول ضد المرأة وبالفعل تم رفع 4 إعلانات، هى: «ضل راجل ولا ضل حيطة »، و «اكسر للبنت ضلع يطلع لها »24 ، و «انتى عانس »، والتى كانت منتشرة على كوبرى أكتوبر وطريق المحور.

« - ما كان من الأول نلتزم ونعرف إن المصرية لا يمكن انتهاك خصوصيتها وحرمتها .- »

ولمن لا يعرف قدر بناتنا أود أن أطمئنه بأن لديهن من الاستقلالية وعدم التواكل ما يجعل الواحدة منهن تردد «عانس وافتخر » لأن لديها من النجاحات والتميز ما يؤهلها لهذا التفاخر وارجعوا إلى القرآن والسنة النبوية الشريفة وكيف أجلت المرأة وأعلت من قدرها وراجعوا نتائج الثانوية العامة لتعرفوا من يتصدر قائمة الأوائل فيها كل عام ؟، وراقبوا إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لتعرفوا كم نسبة عمالة النساء إلى الرجال فى سوق العمل إلخ. لتتأكدوا من ذلك.