يرجع تاريخ شجرة مريم أو الشجرة المقدسة إلى القرن الأول الميلادي، وتعتبر من أهم المزارات السياحية في المطرية بل وفي مصر، والشجرة الأصلية أدركها الوهن والضعف وسقطت عام1656 تقريبا، فقام جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروع هذه الشجرة وقاموا بزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماة بكنيسة العائلة المقدسة فنمت الشجرة وتفرعت، وتم وضع حوامل خشبية لرفع جذوع الشجرة الجافة من على الأرض لحمايتها من السوس، ومن أجل أن تظل واقفة في مكانها بعد أن أصابها الضعف والهزال والجفاف.
وأوضح وكيل عام الكاتدرائية بالقاهرة القمص سرجيوس سرجيوس، أن هذه الشجرة استظلت بها السيدة مريم والمسيح بعد هروبهما من أورشليم ـ فلسطين حاليًا ـ فيما يعرف في التاريخ برحلة العائلة المقدسة؛ خوفًا على ابنها من الملك هيرودس الذي رأى في منامه أن ملكه تحطم؛ فقام بإعطاء الأوامر بقتل كل الأطفال، وأضاف أن السيدة مريم العذراء ذهبت إلى مصر بأمر مقدس موجود في الإنجيل "من مصر دعوت ابني"، ولم تذهب من تلقاء نفسها وكانت هناك بلاد غير مصر أقرب لها مثل الأردن وسوريا، وعندما مات الملك هيرودس عادت مرة أخرى إلى أورشليم، ولم تدخل أي بلد من البلدان غير مصر في طريق عودتها أيضًا.
وقال خالد محمد أبو العلا مدير منطقة المطرية، إن الشجرة هي شجرة نبات الجميز الذي كان منتشرًا في منطقة المطرية، ويستخلص منها زيت أو عطر يسمى البلسان أو البلسم، ويستخدمه الأقباط في تعمير الكنائس الجديدة ويتطهر به الكهنة.
وأكد مدير المنطقة أنه يتم العمل بصفة مستمرة في ترميم الشجرة عن طريق فريق الترميم المختص بقسم الزراعة والأخشاب عن طريق تأليم بعض فروع الشجرة، والتي هي امتداد للشجرة الأولي بعد سقوطها، ويتم الإشراف عليها من قبل مفتشين الآثار الموجودين بالمتحف الخاص بها.
وأضاف أبو العلا أن متحف الشجرة المقدسة يتم الاعتناء به وحمايته من الداخل، إلا أن عنوان المتحف من الخارج يسيء للمزار السياحي من خلال تراكم صناديق القمامة أمام المدخل الرئيسي وتتم مخاطبة إدارة الحي في رفع القمامة من أمام المتحف إلا أن التباطؤ هو العنوان.
وقال ميشيل توفيق مفتش آثار بالمتحف، إن المزار يشهد إقبالا كبيرًا من المسلمين والمسيحيين لا المسيحيين وحدهم؛ باعتبار المكان رمزًا وأثرًا مصريًا ليس باعتباره دينيًا، ويقوم قسم الترميم وقسم الزراعة بالمحافظة عليه ويتم تغليف الشجرة في الشتاء بالبلاستيك؛ خوفًا عليها من مياه الأمطار ويتم بصفة دورية رش الشجرة بالكيماويات خوفًا عليها من تآكلها من الحشرات .
وأضاف أن هناك بئرًا أثريًا أيضا في المكان المقدس يرجع تاريخه إلى العصر اليوناني الروماني كانت تشرب منه العائلة المقدسة.
من جانب آخر قال خالد المحمدي رئيس الإدارة المحلية بالحي، إن صناديق القمامة الموجودة أمام المتحف ليست مناسبة بالمرة في هذا المكان، وأننا نواجه صعوبة من وضع تلك الصناديق أمام المحلات والمباني السكنية، إلا أننا نعمل حاليًا على تجهيز مكان مخصص لوضع صناديق القمامة به للمحافظة على الشكل الحضاري للمزار المقدس وسيتم الانتهاء منه الأسبوع القادم
وأضاف أيضًا أنه يتم العمل حاليا علي إنشاء أكشاك مخصصة لشراء القمامة من المواطنين وتحقيق عائد مادي لهم مما سيسهم بشكل إيجابي في الحث على المحافظة والنظافة، واستطرد أن المصريين يحتاجون لرفع الوعي لديهم من خلال الحرص والمحافظة على الأماكن بشكل عام .