الإثنين 25 نوفمبر 2024

السعودية تطلق مشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن

  • 25-6-2018 | 22:19

طباعة

أعلن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية د.عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة عن تفاصيل المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام"، لإزالة الألغام بكافة أشكالها وصورها التي زرعتها الميليشيات المسلحة بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية، الذي تنفذه كوادر سعودية وخبرات عالمية ويهدف إلى مساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام، وتمكينه لتحمل المسئولية على المدى الطويل.


وقال د.عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، خلال حفل تدشين المشروع، اليوم الاثنين، إن دعم أشقائنا في اليمن في مقدمة أولويات المملكة عبر عقود من الزمن، تأكيد على روابط الجوار، والدين، واللغة، والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني.


وأضاف، أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قام بدور كبير لمساعدة الأشقاء في اليمن، تمثّل في تقديم (262) مشروعاً، تعدّت كلفتها الإجمالية مليار و600 مليون دولار أمريكي، توزعت على مشاريع الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والتعليم وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة والضرورية، ولا يزال المركز يعمل بكل جهد وحيادية لرفع المعاناة عن كافة المحافظات اليمنية".


وتابع د. الربيعة: "تقوم القوى الانقلابية في اليمن بتدمير البنية التحتية، بالإضافة إلى صناعة الألغام وزراعتها بطريقة عشوائية غير مسبوقة في أماكن تستهدف المدنيين العُزل، مما تتسبب في إصابات مستديمة وخسائر بشرية عديدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن، وغير ذلك من أعمال مهدّدة للأمن والحياة.


وقال: لقد تم حتى الآن حصر ما تعداده أكثر من ٦٠٠ ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية، بالإضافة إلى ١٣٠ ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن وهي من الألغام المحرمة دولياً، و٤٠ ألف لغم في محافظة مأرب، و١٦ ألف لغم في جزيرة مي".


ولفت د.الربيعة إلى، أنه وبحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية منذ شهر ديسمبر عام ٢٠١٤م، وحتى شهر ديسمبر لعام ٢٠١٦م، فقد تم تسجيل ما مجموعه ١٥٣٩ قتيلاً، وإصابات جراء ما تمت زراعته من ألغام لأكثر من ثلاثة آلاف من العسكريين، ومن المدنيين والنساء والأطفال، تسببت بإعاقات دائمة وكلية لأكثر من ٩٠٠ شخص، وكذلك تم تسجيل أكثر من ٦١٥ قتيلا منهم ١٠١ من الأطفال و٢٦ امرأة، فيما بلغت الإصابات ٩٢٤ إصابة بينهم ١٠ أطفال و٣٦ امرأة، بينما ما تم تسجيله بمحافظة تعز وحدها ٢٧٤ حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة منهم ١٨ حالة لفقدان البصر.


وبين أنه خلال عام واحد وصل عدد ضحايا الألغام في كل من محافظات عدن، ولحج، وأبين، وتعز ٤١٨ ضحية، في حين أنه تم في نفس الفترة تسجيل ١٧٧٥ إصابة، وفي كل من محافظتي الجوف ومآرب ٣٨٠ ضحية و٥١٢ إصابة، ومما يؤسف له أن هذه الأرقام المسجلة تعتبر أقل بكثير من الحوادث التي وقعت فعلياً ولم يتسنَ للبرنامج الوطني لنزع الألغام مباشرتها أو تسجيلها.


وأوضح أن مركز الأطراف الصناعية بمحافظة مآرب التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة، قام بتركيب ٣٠٥ أطراف صناعية لأكثر من ١٩٥ ضحية تعرضت لبتر بأحد الأطراف بسبب هذه الألغام التي لا تفرق بين ضحاياه، فهي تستهدف النساء والأطفال الذين يشكلون أغلب ضحاياها، وقد قام المركز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لعدد كبير من المصابين الذين تراوحت أعماهم ما بين ١٢ و٧٢ عاماً.


وأضاف: "بلغ عدد المصابين الذين تلقوا علاجا في مركز الأطراف بمأرب خلال المرحلتين الأولى والثانية حتى تاريخ ٢٠١٨/٦/٢٤م ١١ سيدة، و١٢ طفلاً و٣٤٦ رجلاً، حيث ما زالت المرحلة الثانية مستمرة إلى هذا اليوم، بالإضافة إلى تلقي عدد من الحالات للرعاية الطبية بالمراكز الطبية العامة والخاصة باليمن، وداخل المملكة العربية السعودية على حساب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما أن هناك أيضاً عدداً من الحالات التي تم علاجها خارج اليمن، ومنها ١٣حالة في جمهورية السودان، و٤٥ حالة في الأردن، و١٠٦ حالات في مدينة جدة منهم طفلان، ليصل الإجمالي إلى ٥٣٣ حالة".


وأكد أن المملكة العربية السعودية قدّمت خلال السنوات الثلاث الماضية مساعدات لليمن بقيمة تجاوزت 11 مليار دولار أمريكي، تنوّعت بين مساعدات إنسانية وأخرى لدعم اللاجئين، ومساعدات تنموية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي اليمني وغيرها من المساعدات.

 

من جانبه، وصف وزير الخارجية اليمني، خالد حسين اليماني خلال كلمته، مشروع "مسام" بأنه مشروع الحياة في مواجهة مشروع الموت، وقال إن زراعة الألغام هي إحدى الوسائل التي انتهجتها المليشيات الانقلابية لمعاقبة الشعب اليمني وزيادة معاناته بالانتهاكات المجرمة في القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المرتبطة به، ومنها اتفاقية اوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، مضيفًا أنه مع ذلك فقد ابتكرت المليشيات الانقلابية طرقا جديدة لاستخدام الألغام المضادة للمركبات وتحويل استخدامها ضد الأفراد، وذلك بغرض إحداث أكبر قدر من الضحايا والذين هم في الغالب من المدنيين الأطفال والنساء وحتى الحيوانات لم تسلم من ذلك.


وجدد اليماني التذكير بدعوة الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة لمساعدة الحكومة اليمنية في التخلص من الألغام من خلال تبني مشاريع مماثلة وبصورة خاصة مسح الألغام التي زرعها الانقلابيون في الممرات المائية الدولية جنوب البحر الأحمر، داعيا المجتمع الدولي لإدانة الميليشيات الانقلابية لانتهاكها القانون الدولي الإنساني واستمرارها في زراعة الألغام العشوائية ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات والجرائم.


وقال الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني د.فلاديمير كلاشينكوف: لقد شكلت الألغام منذ إنشائها خطراً كبيراً وتهديداً خطراً على حياة البشر، ليس فقط على الأفراد العسكريين، بل أيضاً على المدنيين، وبشكل مأساوي، وفي بعض الأحيان تسلب الألغام المدنيين أجزاء من أجسادهم، لذلك يجب علينا نحن المؤسسات المكلفة بتقديم المساعدة والحماية للمدنيين أن نلبي توقعات العالم وأن نأتي بنتائج واستنتاجات ملموسة بشأن كيفية تحسين آليات مكافحة الألغام.


وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية ومن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، قد ساهمت بشكل كبير في الجهود التي تركز على حماية المدنيين اليمنيين وتخفيف المعاناة الجسدية والنفسية الناتجة عن الألغام، معرباً عن استعدادهم للمشاركة في هذه الجهود أيضا لتحسين حماية المدنيين.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة