الثلاثاء 2 يوليو 2024

الغموض يحيط بالمستقبل السياسي لرئيس الوزراء الصيني

19-3-2017 | 10:38

غادر رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ مؤتمره الصحفي السنوي الأربعاء الماضي بالتلويح بيده، وبابتسامة عريضة وبرسالة وداع غير متوقعة.
وقال لي للصحفيين الذين اجتمعوا في مبنى " جريت هول اوف ذا بيبول " الفاخر في ختام الاجتماع السنوي للجنة المركزية للحزب الشيوعي " سوف نرى إذا كانت لدينا الفرصة للقاء مجددا".
وما قد يعتبر زلة لسان يمكن أن يظهر أنه تصريح كاشف بالنسبة لثاني أبرز سياسي في الصين.ويقول المراقبون إنه في ظل نمو اقتصاد البلاد بأبطأ وتيرة منذ عقود، وفى ظل سعي الرئيس شي جين بينج لتدعيم سلطته، يواجه لي كيه مستقبلا غامضا. ويترأس لي / 61 عاما/ مجلس وزراء الصين. وكان مؤتمر الشعب الوطني، البرلمان الصيني ، هو الذي عين لي كيه والرئيس شي جين بينج عام .2013
ولكن المفاوضات الصعبة خلف الكواليس حدثت الخريف الماضي، خلال المؤتمر العام للحزب الشيوعي، الذي يقام مرة واحدة كل خمسة أعوام لاختيار القيادة العليا للبلاد.
ويقول المحللون إنه خلال المؤتمر المقبل للحزب هذا الخريف، ربما يتم تهميش رئيس الوزراء، وربما يتم تعيينه في منصب شرفي بصورة كبيرة مثل رئيس البرلمان.
وقال وو قيانج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة تسينج-هوا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) " بالتأكيد لي كيه تشيانغ سوف يترك منصبه " مضيفا " هو رئيس وزراء ضعيف".
وظاهريا، يبدو أن تباطؤ الاقتصاد الصيني هو سبب الموقف الذي يواجهه لي كيه. فقد قال رئيس الوزراء للصحفيين في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي إن تحقيق هدف نمو اقتصادي سنوي بنسبة 5ر6%، فيما يعد أقل معدل تشهده الصين منذ 25 عاما، "لن يكون من السهل تحقيقه".
وتهدف الصين للحفاظ على معدل نمو قوي، مع تغيير نموذجها الاقتصادي للاعتماد بصورة أكبر على الخدمات والاستهلاك المحلي.
وقد اعتبر لي كيه مسؤولا عن عدة عثرات مثل انهيار البورصة الصينية العام الماضي. ولكن في واقع الأمر، بحسب ما قاله المحللون ، كان يفقد السيطرة على اقتصاد الصين تدريجيا لصالح الرئيس الصيني، الذي ترأس اجتماعات مختلفة للمسؤولين عن صنع القرار ، وعين أصدقاءه في مناصب اقتصادية بارزة.
وقال زهاو سوشينج، أستاذ العلوم السياسية الصينية في جامعة دنفر " لي كيه اقتصادي وتكنوقراطي، ولكنه لم يحظ بفرص لإظهار كفاءته ومقدرته " مضيفا "لذلك بالطبع هو يريد البقاء".
وربما يحظى الرئيس بالرصيد اللازم للإطاحة بلي كيه.وقال زهاو إن تعيين لي كيه كرئيس وزراء كان من البداية نتاج تسوية بين فصائل سياسية مختلفة.
و يتمتع رئيس الوزراء بحماية الرئيس السابق هو جينتاو، الذي صعد عبر المراتب السياسية من رابطة الشباب الشيوعي الصينية، الجناح الشبابي للحزب.
وقال وو إنه بما أن شي جين بينج يقوم بإحكام قبضته على السلطة، وخلق إعجاب بشخصيته يذكرنا بالزعيم ماو تسي تونج، فانه في حاجة " لمدير تنفيذي / موال له-/ وليس مجرد شخصية بيروقراطية أخرى من جماعة نفوذ مختلفة ".
وأصبح المفهوم كله الخاص بوجود رابطة للشباب غير ذي صلة بالنسبة للرئيس الصيني، الذي يبحث عن مسؤولين متخصصين موالين له.
ويشار إلى أن الخليفة المحتمل للي كيه ربما يكون وانج قيشان، وهو عضو آخر في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي المؤلفة من سبعة أعضاء، وهي أعلى كيان في الحزب بالنسبة لإتخاذ القرار ، والتي تضم أيضا شي جين بينج ولي كيه.
ويبلغ وانج، الذي يقود حاليا وكالة مكافحة الفساد ذات النفوذ في الصين، 68 عاما، وعليه أن يستقبل هذا العام وفقا للنظام المتبع.
ومع ذلك ، يبدو أنه قد يستمر، حيث أن شي جين بينج لا يهتم بقواعد التقاعد غير الرسمية التي وضعها أسلافه لمنع المسؤولين السياسيين من التمتع بسلطة وقوة شخصية أكثر من اللازم .
وقال ويلي لام، الاستاذ بجماعة هونج كونج الصيني " قاعد التقاعد عند عمر 68، التي كان يتم العمل بها ، أصبحت بلا معنى " مضيفا " شي جين بينج إمبراطور، هو الذي يضع ويلغي ما يشاء من القواعد ". ويتردد أن شي جين بينج نفسه يريد البقاء في السلطة لأجل غير مسمى. وقد منح الرئيس الصيني الخريف الماضي لقب " قلب " اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي، وهو لقب شرفي ربما يتيح له فرص البقاء رئيسا لما بعد فترتي الرئاسة الاعتياديتين .
وقال المحللون إنه حتى إذا ترك منصبه كرئيس للصين، ربما يبقى شي جين بينج مسؤولا عن اللجنة العسكرية المركزية ويحكم البلاد بصورة غير مباشرة.
وقال دينيس ويلدر، الاستاذ بجامعة جورج تاون والمسؤول السابق بالاستخبارات الأمريكية المركزية " هناك تقليد قائم منذ فترة طويلة في الصين الحديثة يبقى بمقتضاه نفوذ المسؤ كبار القادة حتى بعد أن يتركوا المنصب العام".
وأضاف " لأعوام كثيرة بقى دينج شياو بينج زعيما بارزا حتى بعدما أصبح يترأس فقطالاتحاد الصيني للعبة البريدج.
ويقول المحللون إن العامل الرئيسي الذي قد يقف فى وجه خطط شي جين بينج يمكن أن يكون هو المجتمع الصيني، الذي ينفصل بصورة متزايدة عن الدعاية السياسية، ولكن يمكن أن يتأثر بالتباطؤ الاقتصادي.
وقال زهاو من جامعة دنفر إن "السياسة الخاصة بالسلطة مفصورة فقط على النخبة، وهم سوف يعملون معا للحفاظ على سلطتهم "مضيفا " لكن الصراع على السلطة أصبح الآن متفاقما للغاية ".