أكدت شيماء طايل، استشاري علم النفس وتعديل السلوك، إن ما حدث من اعتداء لفظي على لاعبي المنتخب المصري أمام مقر
إقامتهم بالعاصمة الشيشانية جروزني، أمس، عقب خسارتهم أمام المنتخب السعودي ضمن
مونديال كأس العالم المقام حاليا في روسيا، كشف عن أزمة أخلاق حقيقية يعاني منها
المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة.
وأرجعت خبيرة تعديل السلوك، أسباب إقدام المشجعين على التراشق بالألفاظ والتعديات وأخرها ما شهدته
الساحات الرياضية وصلت إلى غياب الجماهير نهائيا عن المدرجات، إلى تغير العادات والسلوكيات
في المجتمع، معتبرة ذلك السبب الرئيسي فيما وصل إليه الناس الآن.
وقالت شيماء سلامة
لـ«الهلال اليوم» إن تغير السلوك خلال الفترة الحالية يرجع إلى تأثره بعدة عوامل تؤثر
في سلوك الإنسان، وتجعله يسلكُ منحنيا معيّناً، ومن هذه العوامل: الجنس: فالذكر والأنثى
مختلفان بسلوكياتهم، فنرى الذكر أكثرَ جرأةً وخشونةً، بينما المرأة أكثر هدوءً ونعومةً
وليناً.
وأكد أن من العوامل أيضا العمر،
فالشباب هم الأكثر جرأةً وإقداما وتهوّرا في بعض الحالات، بينما يتّسمُ كبار السن
بالرزانة والهدوء، ويتّسم الأطفال بالخوف غالباً وعدم المخاطرة، مؤكدا أكثر الناس
اللي هاجمت لاعبي المنتخب ونقدتهم بشكل سيء وسبتهم هم فئة الشباب.
وأكدت أيضا أن العوامل التي غيرت سلوك الإنسان،
العوامل الاجتماعية، وهي عبارة عن الظروف الاجتماعية المحيطة بالشخص، مثل العادات والتقاليد،
والسلوكيات الثقافيّة المقبولة في المجتمع الذي يعيش بها، فكل مجتمع له سماتٌ واضحةٌ
تجبِرُ الإنسانَ الذي يعيش به أنْ يأخذَها باعتبارِه، وكان هناك تغير مؤثر في العادات
والتقاليد وطرق إبداء الرأي.
وأشارت إلى أن العوامل الدينية
أيضا من العوامل المهمة المؤثرة في سلوكيات الفرد، فالإيمان بالله تعالى والانصياع
لأوامره يجعل الإنسان يسلك سلوكَ المطمئن والواثق بعيداً عن الخوف والحزن، كما أنه
يعتقد بوجود الحساب والثواب والعقاب، مما يجعل سلوكه صحيحا، مضيفة أن قلة الإيمان أو
عدم وجوده يجعل الشخص يسلك منحنى المتخبّط الذي لا يعلمُ طريقَه، فيشعر بالخوف، وفقدان
الرغبة بالحياة.
ولفتت إلى أن العوامل الاقتصادية
تلعب أيضا دورا حيويا في تغيير سلوك الفرد، فالوضع الماديّ للشخص نفسه وللمجتمع الذي
يحيط به يؤثر في سلوكه الشرائي وطبيعة حياته، فيجعله يقبِلُ مثلاً على أنماطٍ من الحياة
تتناسبُ مع هذه المؤثّرات الاقتصاديّة.
وأكدت أن المصريين يحتاجون
إلى تعديل سلوك ونشر ثقافة التقبل، للقضاء على الأزمات العشوائية والأخلاقية التي
هيمنت على الإنسان وقادرة على تدمير المجتمع.