«خضر»: كثير من المصريين بحاجة إلى العودة للسلوكيات
الجميلة وأخلاقياته الراسخة
خبيرة تنمية بشرية: الكرة «غالب ومغلوب» ويجب
التعامل مع خسارة المنتخب بأخلاق رياضية
خبير تنمية
بشرية يوضح كيفية الخروج من حالة الإحباط
أزمة أخلاقية
كشف عنها خروج المنتخب المصري من مونديال روسيا 2018، وهي غياب الروح الرياضية
وتغير سلوكيات المصريين، حسبما أكد خبراء تنمية بشرية واجتماع بعد انتشار مقطع
فيديو مصور لبعض المشجعين يهاجمون لاعبي المنتخب بالسباب والشتائم، موضحين أن هذا الأمر
يتنافى مع الروح الرياضية، وحقيقة أن الكرة مكسب وخسارة.
وأوضحوا أن
الأمر لا يقتصر على كرة القدم فقط إنما في شتى المجالات وأنه يجب إعادة التمسك
بالسلوكيات الجميلة والأخلاقيات الراسخة، مع النظر إلى القادم وأن يبحث كل فرد عن
مدى قيام كل فرد لدوره.
«غالب ومغلوب»
الدكتورة بسمة سليم، خبيرة التنمية البشرية، قالت إن
عدم توفيق منتخب مصر في كأس العالم روسيا 2018 لا يبرر توجيه الشتائم والسباب للاعبين
وخاصة أنهم بالتأكيد متأثرين نفسيا بالخسارة، مضيفة أن الرياضة مكسب وخسارة ودائما
هناك طرف غالب وآخر مغلوب ويجب امتلاك أخلاق رياضية لتقبل الخسائر في كرة القدم.
وأكدت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك
النفس البشرية دائما ما تركز على النقطة السوداء في الفراغ الأبيض فتترك كل الأمور
الإيجابية وتنظر فقط للنقطة السلبية، مضيفة أنه يجب التركيز على جوانب أخرى للنجاح
كالتي حققها اللاعبين المصريين في الألعاب الفردية.
وأوضحت أن لاعبي الألعاب الفردية نجحوا في حصد مراكز
متقدمة ورفعوا علم مصر نحو 15 مرة وكذلك كانوا سببا في ترديد النشيد الوطني المصري
يوميا وهم في حاجة للدعم، مضيفة أن الأخوة والإنسانية يجب الحفاظ عليها وعدم
التعميم في الخسارة والتأكد من أنه لا يوجد فشل مطلق إنما هي خبرات نتعلم منها
جميعا.
وأشارت إلى أن غياب الأداء الجيد في كأس العالم ليس
النهاية وعدم التوفيق لا يعني الفشل إنما هو تجربة دخلها الجميع وخرجوا منها وقد
تعلموا دروسا وأخذوا خبرات يجب الاستفادة منها في القادم ليكون أفضل.
العودة للسلوكيات الأصيلة
فيما قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع
جامعة عين شمس، إن الشعب المصري خسر كثير من سلوكياته الحقيقية الرزينة خلال
السنوات الثلاثين الماضية فبدأ منحنى الأخلاقيات في الهبوط بشكل خطيرة وهي خسارة
عظمى في الأخلاقيات والسلوكيات، مضيفة أن مشهد المنتخب أمس وشباب بعض الجماهير له
هو تأكيد لهذه الأزمة التي نعيشها منذ فترة طويلة.
وأكدت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
الشعب دائما ما يتحدث عن الدين لكنه يقول ذلك بالقول وليس بالفعل فالجميع يفتقد
للكلمة الطيبة والقيادة والمثل العليا، مضيفة أنه يجب إعادة سلوكياتنا وقيمنا
المصرية الأصيلة مرة أخرى من خلال وسائل عديدة كالجامعة والمدرسة والأسرة والمسجد
والكنيسة.
وأشارت خضر إلى دور الإعلام والدراما والفن في تقديم
القيم والحفاظ عليها لأن الوضع الحالي في مصر لا يعبر عنها، مضيفة أن الأخلاق
المصرية تغيرت وبعدما كان الرقي في التعامل والذوق ومراعاة الآخرين والحفاظ على
تماسك الدولة هو الأساس أصبح هناك هبوط وتدني في التعامل الإنساني وبلطجة من
البعض.
وأوضحت أن الهجوم على المنتخب المصري لخسارته في
المونديال هو تأكيد لهذه الحالة فهو رد فعل لم يحدث لأي من المنتخبات الخاسرة، وأن
الحرب التي تواجهها مصر ليست فقط بالإرهاب والسلاح إنما حرب فكرية وأول خطوات
الهزيمة غياب السلوكيات وآداب المعاملات التي نص عليها الدين الإسلامي والمسيحي
وكانت تميز الشعب المصري قديما والتي يجب إعادة غرسها في الأجيال الحالية
والجديدة.
روشتة للخروج
من الإحباط
قال الدكتور وائل الكميلي، خبير التنمية البشرية، إن
الشعب المصري ينتظر دائما فرحة سواء في حياته الشخصية أو في الشأن العام، لذلك كان
الوصول لكأس العالم فرحة كبيرة، مضيفا إن سقف الطموحات ارتفع بعد الوصول للمونديال،
وبعد التحليلات التي كانت تؤكد الوصول للأدوار المتقدمة، بل والإيحاء بإمكانية
الحصول على كأس العالم.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن
ارتفاع سقف الطموحات أكبر من الإمكانيات أدى للخذلان والشعور بالإحباط بعد
الخسارة، مضيفا إنه يجب الوقوف ووضع الأمور في نصابها وتحديد المخطئ ومحاسبته وعدم
توجيه اللوم للاعبين ومحاسبة الجهاز الفني والإداري.
وأكد الكميلي، أن توجيه فئة من الجمهور السباب
والشتائم للاعبين سواء أمام الاستاد أو فندق الإقامة لا يعبر عن الجمهور المصري كله
الذي شارك بعشرات الآلاف وأحدث حراكا في الشارع الروسي وتحدث الإعلام الروسي عنه
سواء من المسافرين للتشجيع أو الجالية المصرية هناك.
وأوضح، أن هناك فئة عددها عشرات لا يمثلون كل
الجمهور وجهوا الشتائم للاعبين، مضيفا إن الجمهور الحقيقي وجه التحية لكل اللاعبين
بعد نهاية مباراة منتخبي مصر والسعودية أمس، وينبغي عدم الاستسلام للإحباط والأزمة
والاستعداد للقادم.
وطالب بضرورة عدم رفع سقف التوقعات أكثر من المتاح
والتأكد من أن الخسارة ليست النهاية فخروج منتخب مصر من كأس العالم 2010 بعد
الخسارة أمام الجزائر تبعه الفوز بكأس الأمم الأفريقية، ويجب أن نكون على قدر عالي
من المسئولية ونساند الفريق في القادم كما نساند البلاد وأن ينظر كل شخص لحياته،
ومدى ما يحققه من إنجاز وهل يؤدي دوره بشكل كامل أم به قصور.