أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أنه لا يزال متفائلا بقرب الانتهاء من تشكيل الحكومة وتجاوز العقبات التي تؤخر تأليفها، مؤكدا أن الأمور تتجه نحو "الحلحلة" وأن كل فريق سياسي سيأخذ حصته المناسبة في الحكومة.

وأشار الحريري –في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم بقصر بعبدا عقب لقاء جمعه بالرئيس اللبناني ميشال عون– إلى أن بعض الأمور (العقبات) في حاجة إلى المزيد من العمل والجهد لتجاوزها.. لافتا إلى أن "البعض" يحاول التضخيم من حجم العقبات أمام ولادة الحكومة والقول "إننا لن نصل إلى حل.. وهذا أمر غير صحيح لأننا سنصل إلى الحلول".

وأضاف أن كل الأطراف السياسية على قناعة بأهمية سرعة تشكيل الحكومة، وجميع الفرقاء السياسيين أظهروا تعاونا في هذا الصدد "ونحن قادرون على الوصول إلى الحلول مع جميع الفرقاء".

وأكد الحريري عدم صحة التكهنات التي تتداولها وسائل الإعلام في شأن تشكيل الحكومة وارتباطها بمستوى علاقته مع رئيس الجمهورية، مشددا على أن الدستور واضح في شأن آلية التشكيل وكذلك دور وصلاحات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء "وأنا ورئيس الجمهورية دائما متفاهمان على كل كبيرة وصغيرة".

وقال إن الخلافات والمواجهات الإعلامية لن تقدم أو تؤخر في تشكيل الحكومة، وأن الأمور تحتاج إلى الهدوء حتى يتم التوصل إلى حلول للعقد والعقبات.. مؤكدا أن "التشنج السياسي لن يفضي إلى حلول ونحن نريد تهدئة الأجواء"، مشيرا إلى أن اجتماعه مع رئيس الجمهورية تناول أيضا التحديات المتعددة التي تواجه لبنان، والنتائج الأخيرة لزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأزمة النازحين اللبنانيين، وأنه تم الاتفاق على التواصل المستمر لمواجهة هذه التحديات، خاصة في ظل وضع اقتصادي صعب حيث يبلغ معدل النمو أقل من 2%، لافتا إلى أن الإسراع في تشكيل الحكومة سينعكس إيجابيا على الاقتصاد اللبناني.

ووصف الحريري الأوضاع الأمنية في لبنان بأنها جيدة، مشددا على أنه كلما اتسع الوفاق السياسي انعكس هذا بصورة جيدة على الأحوال العامة للبلاد، وأن التوافق بين الفرقاء السياسيين في السابق هو الذي أسس لمرحلة الاستقرار الأمني التي يعيشها لبنان، ونجاح مؤتمرات دعم لبنان في باريس وروما.

وأكد أن التسوية السياسية التي أجريت (قبل نحو عامين) بينه وبين العماد ميشال عون، لا تزال قائمة، قبل إجراء الانتخابات النيابية وبعدها، وأنه يبذل كل جهده للحفاظ عليها، وأنه إذا أراد أحد اللعب في هذه التسوية "فسيواجه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.. فنحن متفقون أنا والرئيس على كل شيء".

وقال الحريري: "اتفقت على طريقة شغل مع فخامة الرئيس وسترونها خلال أيام".. مؤكدا أن الحكومة ستشكل من 30 وزيرا وأنه لم يسمع من قبل بالطرح القائل بجعلها حكومة من 24 حقيبة وزارية فقط، وأن عمله منصب على جعلها حكومة يرتاح الجميع (الفرقاء) إلى تمثيله فيها.