السبت 1 يونيو 2024

وزير الثقافة التونسي: مصر وتونس ركيزة أساسية لتطوير منظومة الثقافة العربية ومواجهة الإرهاب

29-6-2018 | 18:25

أكد الدكتور محمد زين العابدين، وزير الثقافة التونسية، أن "العلاقات الثقافية بين مصر وتونس علاقات تاريخية ونموذجية، تمتد لمئات السنين، وتشكلان ركيزة أساسية في تطوير فكر ومنظومة العمل الثقافي العربي، ومواجهة فكر الإرهاب والتطرف".

جاء ذلك خلال استقبال زين العابدين بمكتبه في تونس، اليوم الجمعة، لوفد اتحاد وكالات أنباء الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الذي يزور تونس حاليًا، برئاسة السيد زايد عبد الله مساعد رئيس الاتحاد، وبدعوة من وكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وأضاف وزير الثقافة التونسي، أن تونس سوف تسلم مصر رئاسة الدورة القادمة لمجلس وزراء الثقافة العرب خلال اجتماعه بالجامعة العربية في أكتوبر القادم، والتي تعقد كل عامين.

ونوه زين العابدين بما تشهده العلاقات الثقافية بين مصر وتونس حاليًا من ازدهار ونمو، حيث تشجع الدولتان الإبداع وتبادل الفرق والزيارات على مدار العام في مختلف مجالات الفنون، والسينما، والمسرح، والموسيقى والطرب، والأدب والشعر، كما تعتمدان على البرامج الثقافية وتنمية الوعي الثقافي كقوة ناعمة لمواجهة فكر التطرف والإرهاب.

وقال الوزير التونسي إن بلاده بدأت الاستعدادات من أجل تطبيق برنامج شامل لتفعيل قرار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) اختيار تونس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019، بالتعاون والتنسيق مع كافة الدول الأعضاء، من خلال إقامة المؤتمرات والمعارض والندوات وورش العمل والمهرجانات.

وشدد على ضرورة استعادة المراجع الإسلامية للتراث والقيم الثقافية بالتنسيق مع أيسيسكو ولدينا مقترحات وتصورات لتأصيل الهوية العربية والإسلامية وتحقيق التوازن الإيجابي بين الأصالة والمعاصرة دون افتئات إحداهما على الآخر أو محو أحدهما للآخر.

وفند الوزير التونسي مزاعم بعض المثقفين حول أن قيم التراث تعوق حركة التقدم والحداثة والإبداع، محذرًا من أن تفشى مثل هذه الأفكار بين كثير من الشباب يهدد الهوية العربية والإسلامية ولا يقل خطورة عن فكر التطرف والإرهاب.

وشدد على دور الثقافة كجبهة للدفاع عن هوية الدول العربية والإسلامية ومقوماتها الحضارية في مواجهة مخاطر العولمة والتغريب وتأثيراتها السلبية على المكونات الأساسية للثقافة العربية، معربًا عن استعداد بلاده للتعاون مع أشقائها في الدول الإسلامية من أجل صياغة برامج وأنشطة ثقافية تحفظ الهوية وتدعم التعاون وتحقق التآلف والانسجام مع احترام خصوصية كل دولة في إنتاج العمل الثقافي بما يلائم ظروفها.

وأشار إلى، أن تونس سوف تعمل من خلال اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية كذلك على تنفيذ سياسات تعرف بالمقومات الثقافية للبلدان الإسلامية وتدعم حضورها في الساحة الدولية، وأيضا تكثيف البرامج الثقافية للتصدي للتطرف ونشر قيم التسامح والحوار.

وحول علاقة الثقافة باستراتيجية الإصلاح في تونس، قال زين العابدين إنها منظومة شاملة لا تقتصر على مجرد تقديم الإنتاج السينمائى والمسرحي والموسيقى .. الخ، بل تمتد إلى كل مجالات الفكر السياسى والاقتصادي والاجتماعي من أجل تحقيق التقارب بين مختلف التيارات السياسية والاندماج السلمى في المجتمع على قاعدة التنوع والاختلاف ودعم مسيرة الحرية والديمقراطية والتنمية الشاملة.

وفي نهاية اللقاء، أعرب زايد عبد الله سلطان، رئيس الوفد، عن شكر اتحاد وكالات الأنباء الإسلامية للشقيقة تونس حكومة وشعبا على استضافتها لأول زيارة لوفد الاتحاد لدولة عضو، مشيرا إلى أن هذه المبادرة شجعت دولا عديدة (ممثلة في وكالة الأنباء الرسمية) على دعوة وفد من الاتحاد لزيارتها. وقدم وفد الاتحاد درع الاتحاد هدية تذكارية إلى وزير الشئون الثقافية التونسية.

كان وفد اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) قد وصل إلى تونس العاصمة يوم الثلاثاء، حيث تستضيفه وكالة تونس إفريقيا للأنباء، في زيارة تعد الأولى من نوعها ضمن برنامج الوفود الإعلامية الذي تشرف عليه الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد. والتقى الوفد مع عدد من القيادات الحكومية بقطاع الإعلام والسياحة والآثار والاستثمار حيث تم تبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز التعاون المشترك ودعم الإعلام السياحي والاقتصادي والثقافي وتبادل الخبرات والتقارير والمضامين المسموعة والمرئية والمقروءة فيما بين وكالات أنباء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد.

ويأتي تنظيم برنامج (يونا) للوفود الإعلامية تنفيذاً لقرار مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في دورته الرابعة والأربعين الذي عقد في أبيدجان بجمهورية كوت ديفوار يومي 10 و11 يوليو 2017، حول تنفيذ البرنامج الإعلامي الخاص بالقارة الأفريقية لإبراز مكانتها ودورها في العالم الإسلامي، وقرار الجمعية العامة لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في 15 أكتوبر 2017 وأوصت بتعزيز العلاقات والصلات المهنية والتدريبية، وتنمية التعاون وتعزيز أواصر التضامن وتسهيل تبادل الخبرات والتقارير والمعلومات والمضامين المسموعة والمرئية بين الوكالات الأعضاء.