خبير استراتيجي: «30 يونيو» ثورة شعبية أعادت بناء الدولة
خبير استراتيجي: مصر استعادت هويتها وريادتها الإقليمية خلال الخمس سنوات الماضية
فقبل هذا اليوم بخمس أعوام احتشد الملايين من المصريين في الميادين الرئيسية بكافة المحافظات رفضا لحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي وجماعته، مطالبين برحيله، وهو الأمر الذي تحقق بعد استجابة القوات المسلحة لنداء الشعب، في ثورة وصفها خبراء استراتيجيون بأنها علامة فاصلة في تاريخ مصر.
وأكد الخبراء أن ثورة 30 يونيو هي ثورة شعبية أعادت بناء الدولة، ونجحت خلالها مصر في استعادة ريادتها الإقليمية والدولية وذلك بعد أوضاع وتراكمات كانت مؤلمة، موضحين أن الخمس سنوات الماضية شهدت نجاحات على كافة الأصعدة سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو العلاقات الخارجية.
علامة فارقة
فقال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن ثورة 30 يونيو هي علامة فارقة في تاريخ الدولة المصرية التي استعادت خلالها الهوية المصرية، مضيفا إنها شهدت انحياز الجيش لمطالب الشعب وتلبية رغبتهم في إنقاذ الدولة من الانهيار، والسير بخطى ثابتة لتثبيت أركانها ودعائمها.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، خلال الخمس سنوات الماضية أنه تعاونت كل المؤسسات لاستعادة الهوية المصرية والريادة والزعامة الإقليمية والبريق الدولي داخل كافة المحافل الدولية على كل المستويات، مضيفا إنه مع الولاية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي ستستكمل مصر هذا المسار.
وأكد العمدة أن مصر حققت نجاحات في كافة المجالات ففي قطاع الطاقة تمتلك اكتشافات كبيرة كحقل "ظهر" ثم "نور" مؤخرا كركائز تنموية للدولة، فضلا عن مكافحة الإرهاب والعملية الشاملة سيناء 2018، وكذلك الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب التي اعتمدتها الأمم المتحدة كميثاق، فضلا عن استعانة دول عديدة بالتجربة المصرية في هذا الشأن.
وفيما يخص الشق التنموي والاقتصادي، فهناك خطط لتنمية محور قناة السويس وإنشاء 14 مدينة سكنية ونحو مليون وحدة سكنية يجري إنشاؤها ومشروعات القضاء على العشوائيات ومشروع تطوير التعليم المصري الجدد، مضيفا أن مصر تواجه كل التحديات والتهديدات عبر رؤية استراتيجية واضحة بناء على معلومات.
وأشار إلى أنه من الناحية الأمنية، كل المواطنين يمارسون أمورهم الحياتية العادية في ظل تنفيذ العملية الشاملة سيناء 2018 دون أن يتأثروا بسيرها، مضيفا إن حالة الاستقرار هي إحدى دلالات نجاح العملية الملموس.
أعادت بناء الدولة
قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، إن الفترة ما قبل 30 يونيو2013 شهدت حالة من عدم الاستقرار وغياب الأمن وتكرار الاعتداءات على المواطنين وأزمات طاحنة في مستلزمات الحياة اليومية كالبنزين والعيش والبوتاجاز وتراكمات مؤلمة، مضيفا إن هذه الأوضاع وأسباب أخرى دفعت الشعب للتحرك والثورة.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن 30 يونيو ثورة شعبية استجابت القوات المسلحة لمطالبها وأعادت اكتشاف وبناء الدولة مرة أخرى حتى وصلت لمرحلة من الاستقرار لم يكن أحد يتوقع حدوثها، مضيفا إنه خلال الخمس سنوات الماضية استكملت مؤسسات الدولة وتحققت نجاحات على مستوى العلاقات الخارجية لمصر بعدما كانت هذه العلاقات مضطربة.
وأضاف مظلوم إن العلاقات الخارجية المصرية الآن متميزة سواء مع الدول الأوروبية كألمانيا وفرنسا وإيطاليا أو دول آسيا كالصين واليابان وروسيا والهند، أو العلاقات المصرية الأمريكية، وكذلك مع الدول الإفريقية فهناك زيارات متبادلة ومستمرة مع قادة الدول الإفريقية ومشاركات مصرية في القمم والفعاليات الإفريقية.
وعلى مستوى الاقتصاد، أشار مظلوم إلى أن هناك إصلاحات اقتصادية ومشروعات في كافة المجالات الزراعية والصناعية والثروة الحيوانية والسمكية واستصلاح لأراضي ومشروعات غاز وطاقة كحقل ظهر ونور وغيرهم، مضيفا إن قطاع السياحة شهد أيضا تعافيا كبيرا مقارنة بالوضع قبل 5 سنوات.
وأكد الخبير الاستراتيجي، أنه أيضا على المستوى الاجتماعي هناك تطوير في الخدمات المقدمة للمواطنين كالصحة والتعليم والإسكان والقضاء على العشوائيات وإنشاء مدن جديدة، ومن الناحية الأمنية والعسكرية، فقد أعيد بناء جهاز الشرطة بأسس حديثة ما أدى إلى نقلة كبيرة في الأداء والنجاحات التي تحققها الأجهزة الأمنية في سيناء والحدود الغربية.
وأضاف، كذلك تم تحديث الجيش بأسلحة جديدة كالميسترال والغواصات وطائرات الرافال والفرقاطات البحرية من عدة دول، مؤكدا أن القادم أفضل وسيشعر المواطن بالتحسن الملموس في مستوى المعيشة.