لم تكن ثورة المصريين ضد حكم الإخوان في 30 يونيو 2013 تحركا من فراغ، فوابل
التصريحات والتهديدات التي أطلقها قيادات جماعة الإخوان وأنصارها خلال تلك الفترة
وما بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي المحفوظة في الذاكرة، تثبت أن الثورة الشعبية
ضد حكمهم كانت واجبة.
وبعد
مرور خمس سنوات تظل تهديداتهم ووعيدهم لمصر والمصريين بالقتل والتفجير في أذهان
المصريين، فما بين ربط عودة مرسي بتوقف الإرهاب في سيناء والتهديد بتفجير مصر، وإعلان
تشكيل ما أسموه بمجلس حرب داخل اعتصام رابعة، حتى التهديد من خارج مصر عبر الشاشات
والفضائيات.
البلتاجي
وعمليات سيناء
في
تصريح شهير لمحمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان، قال إن ما يحدث في سيناء
سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها مرسي إلى مهامه، وذلك بعد عزله في 3 يوليو بعد بيان
القوات المسلحة الذي ألقاه وقتها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان يشغل منصب
وزير الدفاع في ذلك الحين.
وعقب
عزل مرسي شهدت سيناء مجموعة من الهجمات الإرهابية التي استهدفت مقرات أمنية وكمائن
للشرطة، في مدينة العريش والشيخ زويد، وكذلك استهداف مطار العريش الدولي، حيث عربات
دفع رباعي تقل عدداً من المسلحين الملثمين، بعد أيام من عزل مرسي، خمس نقاط أمنية
ومطار العريش الدولي.
فضلا
عن استمرار تفجير خط الغاز المصري الموجه إلى الأردن في سيناء عدة مرات.
"لا سلمية بعد اليوم"
بعد عزل مرسي، أعلنت منصة اعتصام رابعة العدوية أنه
لا بد من تشكيل ما أسموه بـ«مجلس للحرب» واصفة الجيش المصري بأنه جيش انقلاب،
مؤكدين أنه "لا سلمية بعد اليوم".
"هنفجر مصر"
وفي تهديد صريح، خرج أحد المعتصمين
في ميدان رابعة العدوية، مخاطبا الرئيس السيسي، وزير الدفاع وقتها، قائلا "كل
الجموع -في إشارة للمعتصمين- هتتفرق لجماعات استشهادية وهيدمروك ويدمروا
مصر"، مضيفا "أنا بنذرك رجع الأمور لنصابها وإلا هتلاقي الجموع دي كلها
هتفجر مصر".
وكان هذا التصريح بعد عزل مرسي،
قائلا إن" أنا بنذرك يا سيسي احذر احذر"، واختتم حديثه قائلا "خذ الكلام
دا عبرة وبكرة تشوف".
وفي تصريح لمعتصم آخر قبل 30
يونيو، قال إنه إذا "سقطت شريعة مرسي، سيكون هناك دماء وسيارات مفخخة وهيبقى
في تفجير بالريموت كنترول".
"القرضاوي" والتحريض
وكان ليوسف القرضاوي، العديد من
الفتاوى التحريضية على العنف في مصر، فبجانب مطالبته للإخوان وأنصارهم بالنزول في
الميادين والشوارع ضد النظام وإحداث حالة من الفوضى والعنف وترويع المواطنين،
خرج في إحدى خطبه ليحرض على الهجوم على قوات الجيش والشرطة، وهو ما حدث بالفعل بعدها.
فخلال الفترة ما بعد عزل مرسي شهدت
البلاد عددا كبيرا من الهجمات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة باستهداف الكمائن
والنقاط الأمنية في محافظات مصر المختلفة.
كما انبثق عن الجماعة عدد من
التنظيمات الإرهابية المسلحة كحركة حسم ولواء الثورة، والتي نفذت مجموعة من
العمليات الإرهابية في مصر، منها استهداف خطوط الغاز، والبنية التحتية، خاصة أبراج
الكهرباء والضغط العالي، واغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، في يونيو 2015.