أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن دبلوماسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير التقليدية بشأن روسيا تفزع حلفاءه في حلف الناتو، والذين يتخوفون من تقديمه تنازلات لموسكو، مؤكدة أن مستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر تضرر من اعتقاد ترامب بأنه من الممكن أن يكون "صديقا" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، إن ثمة مخاوف من إفشال ترامب قمة الناتو المقرر عقدها، هذا الأسبوع، في العاصمة البلجيكية بروكسل، ومن ثم تقديم تنازلات لبوتين الذي يراه الحلف عدوّه الأول.

وأوضح التقرير أن مخاوف حلفاء واشنطن تأتي من المنهاج "المشاكس" للرئيس الأمريكي في السياسية الخارجية، مشيرا، على لسان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية - لم تذكر اسمه - إلى أن ترامب أبلغ بعض مستشاريه البارزين خلال الأيام الأخيرة برغبته في خفض الإنفاق الأمريكي على مجال الدفاع في أوروبا حال عدم مساهمة حلفائه بشكل أكبر في موازنة الحلف.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين حاليين وسابقين أن ذلك الحديث غير المعلن من جانب ترامب يعكس ميول رئيس يُظهر القليل من الاهتمام بتاريخ طويل من الارتكاز على التحالفات الأمريكية أو خبرة الحكومة الأمريكية في تبني سياسة خارجية جماعية.

ويرى أولئك المسئولون أن ترامب يعتمد في المقابل على فطرته وقدرته على إقامة علاقات شخصية مع قادة العالم، فيما يتحدث مسئولون بالبيت الأبيض عن رغبة ترامب في التشكيك في الافتراضات التي جرى العمل بموجبها لفترة طويلة وتحدي حلفاء الولايات المتحدة للمساهمة بشكل أكبر في الإنفاق على موازنتهم الدفاعية الخاصة.

ويقول المسئولون إن ذلك المنهاج يشجع بعض القادة من أمثال بوتين، الذي يرى في ترامب شخصا قادرا على التسامح مع أخطاء الماضي من أجل الوصول لاتفاق، الأمر الذي يقلق حلفاء الولايات المتحدة وبعض المستشارين القريبين من ترامب، والذين يتخوفون من تنازل ترامب فيما يتعلق بضم روسيا للقرم وما يصفونه بزعزعة الاستقرار المتواصلة في أوكرانيا من جانب موسكو.

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أنه رغم فرض الإدارة الأمريكية عقوبات قوية على روسيا، وطردها عددا كبيرا من الدبلوماسيين الروس، إلا أن ترامب يتجنب انتقاد نظيره الروسي. ومن المفترض أن يلتقي الرئيسان في هلسنكي بفنلندا يوم 17 يوليو الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم إن مستشار ترامب للأمن القومي هربرت ماكماستر، اشتكى في محض حديث له في البيت الأبيض، من أن "الرئيس يعتقد أنه من الممكن أن يكون صديقا لبوتين"، مضيفا: "لا أعلم لماذا، أو لماذا يريد أن يكون صديقا له."