الخميس 16 مايو 2024

وزير التموين يعترف بوجود قصور بالخدمات.. وبرلمانيون: نحتاج إنشاء قاعدة بيانات.. وعشوائية الدعم تنهك موازنة الدولة.. والعاملون بالقطاع يعرقلون خطوات الإصلاح الاقتصادي

تحقيقات7-7-2018 | 16:10

بدراوي: لا بديل عن إعادة توزيع الدعم

الشيخ: منظومة الدعم منهكة

عمارة: القيادة السياسية عازمة على الإصلاح

 

شدد برلمانيون على ضرورة إعادة توزيع الدعم التمويني لوصوله إلى مستحقيه مع إنشاء قاعدة بيانات بأسماء المسجلين بوزارة التموين للقضاء على الفساد المنتشر في مختلف القطاعات، مؤكدين أن الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية اعترف اليوم خلال لقائه بوكيلي مديريات التموين بمختلف المحافظات بالخلل والروتين الموجود داخل القطاع والذي يؤثر ويؤخر حصول المواطن على الدعم المستحق، كاشفا عن غضب نواب الشعب من تلك الإجراءات المتعثرة التي تعيق عملية الدعم ووصوله لمستحقيه.

وكان الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، عقد اليوم، اجتماعا مع مديري المديريات ورؤساء مكاتب التموين بالمحافظات للإعلان عن آلية إضافة المواليد الجدد لبطاقات التموين، مؤكدا ضرورة تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والقضاء على الروتين وتلافي السلبيات.

وقال أنه "يجب علينا أن نعترف بوجود قصور في الخدمات لكي نطور أنفسنا"، لافتا إلى أنه لا يهدف من هذا اللقاء إلى اتهام المديريات بالتقصير، وإنما الهدف هو التطوير وتحسين الخدمات.

وتساءل الوزير، هل عندما يذهب مواطن إلى مكتب التموين لاستخراج بطاقة بدل تالف أو بدل فاقد وينتظر أسابيع لا يتطلب ضرورة تحسين الخدمات؟، لافتا إلى أن اجتماعه اليوم بهدف العمل على تحسين الأداء والخدمات المقدمة للمواطنين.

 

إنهاك موازنة الدولة

وفي هذا السياق، أكد النائب ممدوح عمارة، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، أن الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، يبذل جهودا مضنية لضبط الأداء والعمل داخل وزارة التموين من أجل وصول الدعم إلى مستحقيه، مشيرا إلى أن وزير التموين لمس عددا من النقاط الهامة خلال لقائه مع وكيل مديريات التموين بالمحافظات منها تأخر الإجراءات الخاصة بتعديل البطاقات التموينية واستخراج بدل الفاقد وسرعة إنجاز عملية إضافة المواليد الجدد خلال الفترة المحددة.

وقال عمارة لـ«الهلال اليوم»، إن وزارة التموين تبذل مجهودا كبيرا لإصلاح منظومة الدعم والذي يصب مستقبلا في صالح مستحقي الدعم، مشيرا إلى أن الاتجاه الراجح والقوي لضمان سلامة وصول الدعم لمستحقيه هو تحويل الدعم العيني إلى دعم نقدي.

وأشار إلى أن إضافة المواليد الجدد يساهم رفع العبء عن كاهل الفقراء بعد توسعة حزم الحماية الاجتماعية التي تتماشى مع خطوات الإصلاح الاقتصادي التي تنتهجها الحكومة، مؤكدا أن الدولة عازمة على إصلاح المنظومة بشكل كامل.

وشدد على ضرورة إنشاء قاعدة بيانات كاملة للمستحقين لأن أغلب موازنة الدولة تذهب إلى الدعم الذي يعاني من فساد كبير يرهق وينهك موازنة الدولة وسط التحديات الكبيرة.



عرقلة الخطوات الإصلاحية

وقالت النائبة ثريا الشيخ، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن حديث الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية عن وجود خلل في منظومة التموين بمختلف محافظات الجمهورية خلال لقائه مع مديري المديريات ورؤساء مكاتب التموين بالأقاليم، يؤكد صحة ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي مسبقا، لافتا إلى أن إصلاح منظومة التموين مهم للغاية لأنه يمس احتياجات الفقراء ومحدودي الدخل في المقام الأول.

وأكدت الشيخ لـ«الهلال اليوم» ضرورة العمل على وصول الدعم لمستحقيه دون تعطل أو عرقلة إي إجراءات يحتاجها المواطن في منظومة الدعم، مشيرا إلى أن الدعم ما زال لا يصل إلى مستحقيه حتى الآن، فالمنظومة تحتاج إلى تعديل فعلي حتى يتم القضاء على السلبيات الموجودة.

ولفتت إلى أن القيادة السياسية يوجد لديها إرادة حقيقية للإصلاح ولكن العاملين في الوزارة ومختلف المديريات التموينية ليس لديهم إرادة حقيقية لأي إصلاح، فلا بد من تنقية بطاقات التموين وتغطية الخلل المتواجد في عملية التعامل وتقديم الدعم لمحدودي الدخل.


إعادة توزيع منظومة التموين

شدد النائب محمد بدراوي، عضو مجلس النواب، على ضرورة سرعة تنقية بطاقات التموين وإعداد قاعدة بيانات بمستحقي الدعم لتكون المنظومة صحيحة وفقا للموازنة العامة للدولة، لافتا إلى أن الدكتور علي المصيلحي أكد خلال لقائه مع مديري مديريات التموين بالمحافظات، وجود خلل بمنظومة الدعم وتأخر إجراءات المواطنين للحصول على الدعم، مرجعا ذلك إلى غياب قاعدة البيانات.

وقال النائب البرلماني لـ«الهلال اليوم» إن هناك موازنة خاصة بدعم 68 مليون مواطن مستحقين للدعم بالموازنة الجديدة ولكن نحن في حاجة لقاعدة بيانات.

ولفت إلى ضرورة إعادة توزيع الدعم مرة أخرى لاستبعاد غير المستحقين، وإضافة المستحقين، مؤكدا أن الحكومة عازمة على تنفيذ هذه الخطوة.