من منطلق الأمل وحس الشباب المصري على التفاؤل والرقى والخروج من دائرة الإحباط المؤثرة سلبا على الشباب الجامعي نتيجة ما يرونه من نقص فرص العمل عقب التخرج فطبقا لما أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء من أحدث ما صدر من نتائج بحث القوى العاملة للربع الأول لعام 2016 أن قد أرتفع معدل بطالة حملة المؤهل الجامعى وما يعلوه من نحو 20.9% فى الربع الرابع من عام 2015 إلى نحو 25.7%فى الربع الأول من عام 2016م .
لذلك فتحت جامعة القاهرة ذراعيها لتحتضن شبابها لتنير لهم طريق المستقبل وتأخذ بأيديهم إلى تشكيل حياتهم بأفضل مستوى سوء على الجانب العلمي أوالمهني وذلك من خلال فتح باب المشروعات الصغيرة وتنمية حركة الإبداع و الفكر والإنتاج لدى الطلاب بجانب دراستهم الجامعية وفي هذه الأجواء التنافسية شديدة الصعوبة، ترعى منظومة الجمعيات العلمية برعاية شباب الجامعة الطلاب و تسعى في تطوير وتحديث أنشطتها بكل ما هو مفيد للشباب من خلال دعم المشروعات الصغيرة الاقتصادية وإيجاد فرص عمل جديدة، ويحاضر هذه الورش متخصصين حيث حاضرت ورشة عمل المشروعات الصغيرة الكيميائية " رضا جمعة " والتي تخرجت في كلية العلوم جامعة القاهرة وتأثرت بما درسته في قسم الكيمياء كما أنها سعت للاستزادة بكسب الخبرة في الكيمياء وذلك من خلال بحثها المستمر في مجال الكيمياء وحضورها لكورسات متنوعة في مجالها مما كون لديها الخبرة الكيميائية التى ساعدتها أن تدمج ما بين ما دراسته وما اكتسبته من خبرات لكي تأخذ بأيدي الشباب وتساعدهم على تحريك عجلة الإنتاج بين الشباب الجامعي وتفعيل روح التعاون والتنافس بين الشباب "جمعة " بدأت عملها في مزاولة ورش عمل المشروعات الصغيرة من خلال ترشيحها من قبل بعض الزملاء الذين قرروا أن يشكلوا برنامج يحس الطلاب على الإبداع وتنشيط عملية الإنتاج بما جعل الفكرة تحتوى على " ورش عمل للمشروعات الصغيرة – وأخرى تختص بتعليم الطلاب علوم الحاسب الالى " رضا قررت أن تعلم الطلاب كيف يصنعون كل ما يحتاجون إليه من منظفات ملابس ومستحضرات تجميل ككريم الشعر والبشرة و منظفات شخصية كالبلسم والشامبو والشاور وغيرها من المنظفات غالية السعر في الأسواق كما أكدت رضا أن كل ما تنتجه من مستحضرات تجميل ومنظفات شخصية يصنع من مواد طبيعية يتم استحضارها من العطارين أما منظفات الملابس أو الأرضيات فقد يوضع بها بعض المواد الصناعية وذلك لطبيعة دورها كمنظف ملابس أو أرضيات كما أشارت رضا أن هناك بالفعل نماذج من الطلاب الذين تلقوا ورشة العمل وقاموا بتنفيذ ما درسوه بالفعل وقرروا ترويج منتجاتهم.
الطالب " محمود المنيسى " بكلية الإعلام جامعة القاهرة والذى بدأ في صناعة ما تعلمه وبدأ في التسويق لمنتجاته وبالفعل حدثنا محمود عن تجربته في الورشة قائلا " عندما سمعت عن كورس للصناعات الصغيرة فقررت أن استغل وقت الفراغ في الجامعة بشي قد يفيدني بجانب دراستي في مجال الإعلام من جانب التسويق والدعاية وبالفعل سجلت فيه فوجدت بابآ جديد تفتحه لنا جامعتنا من أجل توفير فرص لكسب المال حيث وجدت أنني بتعلم صناعة أكثر من منتج مثل الشاور والبلسم والكريمات في الأول قولت هحضره وهعمل المنتجات دى للبيت عندنا ولم يكن في بالى أنى أشتغل فيها بس لقيت أن ممكن دى تكون فكره مشروع فروحت جمعت مبلغ تكلفة الخامات و كل الحاجات اللي هاجييها لبداية المشروع مثل عبوات للمواد الخام والروايح والأستيكرات وبدأت أنفذ وصممت الأستيكر اللى هشتغل عليه وروحت نفذته وأستاذة رضا ساعدتني كتير أنا والكثير من الطلاب" وهو بالفعل عن تجربة شخصية قد رايتها في هذه الورشة مدى أعجاب الطلاب بنين وبنات بكل ما يتعلمونه في الورشة ومدى تفاعلهم بروح الفريق والمنافسة في تطبيق ما تعلموه بأيدهم ...
وبجانب ما تنظمه الجمعيات العلمية هناك مركز تراث إحياء الفنون التراثية والوعى الأثرى القابع خلف مبنى رعايه شباب الجامعة فعلى الرغم من موقعه الذى يبعد عن أنظار الطلاب إلا نتيجة ما ينتجه من أبداع أستطاع أن يخبر الجميع من الطلاب وكأنه يردد قائلا " أنا هنا .. يا شباب أقبلوا إلى " وبالفعل أثبت جدارة من خلال ما ينتجه من منتجات حرفية متنوعة بجانب تقديمه لرحلات أثرية مجاننا للطلاب لتعريفهم بأثار بلادهم وتاريخها العريق مثل عمل زيارات إلى مدينة سقارة بالجيزة ووادى الحيتان بالفيوم وقلعة قايتباى بالأسكندرية وشارع المعز والكنيسة المعلقة وغيرها من معالم مصر السياحية .
وفى لقائنا مع أحمد البربرى أخصائى الأنشطة الثقافية بالمركز أوضح لنا عن طبيعة الأنشطة التى يقدمها المركز قائلا " فى كل ترم بنقدم للطلاب حرفة أو اتنين خلال الترم وبيكون المدربين من المعلمين فى المدارس الصناعية وتقوم الجامعة بمراسلات جوابات لإدارتهم بعد حصولهم على الموافقة من قبل مدارسهم وذلك بيتم التعاقد معهم لمدة محددة تعقد بين الجامعة والمدربين ومن هذه الحرف منها النقش على النحاس والتطعيم بالصدف والخرط العربى الأرابيسك والخيامة والدق على الخشب وحرق الخشب وغيرهم من الدورات فى التراث العربى .. والخامات التى يحتاجها الطلاب تكون من موازنه الجامعة ولا نكلف الطلاب شئ ..فبمجرد انتهاء الترم نجلس مع مديرة النشاط ونقترح عليها أفكار ورش جديدة ومنها بعض الورش التى يقترحها علينا الطلاب وبنفذ رغبتهم فيما يريدون تعليمه وتعقد الورشة فى المواعيد العمل العادية وإذا رغب الطلاب أن يأخدوا وقت أكثر بعد مواعيد العمل الرسمية بنظل مستمرين معهم حتى انتهاء تصميم المنتج الذى بأيديهم وهنا نوفر لهم ماكينات خراطة ولحام لأتمام العمل فى على أحسن حال لأننا بندخل به مهرجانات منها على مستوى الجامعات المصرية ومنها على مستوى الدول حيث تعقد هذه المهرجانات وتتناول عصر من العصور ويشارك فيها جميع الطلاب بالزى الملائم لتاريخ العصر مثل العصر الفرعونى والمملوكى ..
فمركز التراث يعقد عروض مع استقبال الطلاب الجدد ويكون هناك عروض بدوية وصعدية وفرعونية لجذب الطلاب فى الانضمام لنا حتى يكون اكثر اجتماعيا ومتأقلم مع جو الجامعى الجديد وبالفعل حصل جامعة القاهرة فى اخر مهرجان للتراث على المركز الثانى على مستوى دولى وكان المركز الأول لتشاد وكان التنافس بين مصر وتشاد وفلسطين وموريتانيا وكل دوله بتاتى بما يعبر عن تراثه من آكلات والزى .
وبلقائنا مع المدرب محمود عبد العزيز مدرس مجال صنايع بتكنولوجيا الصناعة أوضح أنهم يعتمدوا علي خام خشب الموسكى فى الورش ومع الطلبة المبتدئية قائلا بنصمم الأشكال البسيطة مثل القارب وبعد أن يتقنها الطالب يبدأ فى زخرافتها بعمل الورود والحلية ونتستخدم الحرق على المنتج الذى صمم وهو نوع من أشكال الزخرفة ..قائلا الورش مجانية وأجمل حاجة أن الطلاب بيشاركوا بأيديهم ومنهم بدأ يصمم ويعرض على زملائه من منتجات حرفية مبدعة .