تميزت وجوه العديد من نجوم الفن في
الماضي بعلامات واضحة ظلت في وجدان الجماهير، وربما ساعدت على اقتراب هؤلاء النجوم
من قلوب المشاهدين ومنها فم و"شلاضيم" إسماعيل يس وعيون عبد الفتاح
القصري، أما عمر الشريف فقد كانت تحت عينه اليمنى علامة بارزة وهي
"الحسنة" أو "الخال" .. وفي ذكرى رحيله نوضح أسباب تخلص عمر
الشريف منها.
لا يخفى على أحد بداية عمر الشريف الفنية، فقد اختاره المخرج يوسف شاهين لبطولة
فيلم "صراع في الوادي" ووافق عمر بالطبع على تلك الفرصة الذهبية، وأجرى
له شاهين اختبار الكاميرا ونجح وبقى فقط موافقة منتج الفيلم جبرائيل تلحمي، الذي
توقفت موافقته على أن يزيل عمر الحسنة من وجهه .. ولم يرفض عمر وتوجه مباشرة إلى
طبيب جراح لإزالة الحسنة لكنه فضل أن يكون برفقته أثناء الجراحة صديق عمره أحمد
رمزي.
ذهب عمر الشريف إلى بيت صديقه رمزي كي يزف إليه بشرى عمله بالسينما وبطولة الفيلم
، وبالصدفة كان شقيق أحمد رمزي موجوداً ، وهو طبيب جراح، وقد صرخ في وجه عمر عندما
سمع كلامه وحذره من إجراء العملية ، وقال له من نتائجها إصابته بالسرطان .. واقتنع
عمر برأي شقيق رمزي وعاد إلى يوسف شاهين ليرد إليه العقد الذي وقعه.
أصر يوسف شاهين على موقفه من بطولة عمر للفيلم وتجاهل تلك الحسنة الكبيرة ، وأقنع
تلحمي بأنها ميزة ، وهكذا بدأ عمر الشريف مشواره الفني بهذا "الخال"
الأسود الكبير تحت عينه اليمنى ونجح في السينما وعرفه الناس بهذا الشكل .. ومن
السينما المصرية توجه عمر إلى السينما العالمية عام 1961 بحثاً عن إدوار مميزة
بها، وبالفعل اتفق مع مخرج أمريكي على بطولة خمسة أفلام عالمية أولاها فيلم
"لورانس العرب"، شريطة أن يزيل عمر "الحسنة" من وجهه.
امتثل عمر لطلب المخرج وبالفعل أزال الحسنة بعملية جراحية في 20 يونيه 1961 كي
يكون مهيئاً لبطولة أفلامه الجديدة ، وأرسل عمر أول صورة له لتنشر في الصحف
والمجلات الفنية بمصر، والطريف في الأمر أنها التقطت بيد صديقه عبد الحليم حافظ ..
وفور وصول الصورة ونشرها سُألت فاتن حمامة عن شعورها وهي ترى عمر بلا حسنة ، فأكدت
أنها لم تكن تهتم بها لدرجة أنها لا تعرف مكانها بالضبط ولم يكن لها تأثير في
جاذبيته أو شخصيته.