كتب : عمرو محيى الدين - عدسة : شريف صبري
أعربت الدكتورة أحلام يونس عن سعادتها بتجربتها الجديدة لفتح فصول لذوى الاحتياجات الخاصة فى أكاديمية الفنون، بعد أن طرحت الفكرة ونفذتها على أرض الواقع، لينضم إلى معهدي الباليه والديكور بالفنون المسرحية طلاب من ذوى الاحتياجات، ويشهد معهد الباليه إقبالا كبيرا منهم، دخلنا إلى عالم ذوى الاحتياجات الخاصة داخل معهد الباليه وشاهدنا مدى تفاعلهم مع الدراسة، وتحدثنا مع الدكتورة أحلام يونس و مع أولياء أمور الطلاب والمدرب المساعد بمعهد الباليه ليكشفوا لنا أن ذوى الاحتياجات قادرون على التميز فى كافة المجالات.
تقول الدكتورة أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون: سعيدة جدا بتجربة فتح فصول لذوى الاحتياجات الخاصة بأكاديمية الفنون بكل المعاهد، حيث طرحت الفكرة منذ عام ولاقت صدى إيجابيا من مجلس الأكاديمية، وتمت الموافقة عليها وتقدمت طالبة إلى معاهد الأكاديمية من ذوى الاحتياجات بقسم الديكور فى معهد الفنون المسرحية كما تقدم طلاب آخرون لمعهد الباليه، وأتمنى وجود حفلات يحييها ذوو الاعاقة، ويأتى ذلك تماشيا مع سياسة الدولة التى تهدف إلى دمج المعاقين فى كل المؤسسات، علما بأن المعاهد تقبل ذوى الاحتياجات الخاصة على حسب حالة كل واحد ومدى ملاءمة حالته مع الدراسة التى يتقدم إليها، وذلك من أجل تحفيز واستثمار طاقاتهم الإبداعية.
مبادرة طيبة
يقول حسن محمد المدرس المساعد فى معهد الباليه وحاصل على ماجيستير فيما يتعلق بفن الباليه لذوي الإعاقة، كنت قد توصلت فى نتائج توصيات البحث الخاص بى فى الماجيستير إلى إمكانية انضمام ذوى الاحتياجات الخاصة لفرق الباليه، وكانت مبادرة طيبة من الدكتورة احلام يونس رئيس أكاديمية الفنون أن ناقشت فكرة فتح فصول لذوى الاحتياجات فى كل الأكاديمية، وبالفعل تم تفعيل الفكرة، ويوجد حالة أيضا من ذوي الاحتياجات فى قسم الديكور بمعهد الفنون المسرحية، كما أن الفصل الذى تم افتتاحه فى معهد الباليه يضم 8 تلاميذ من ذوى الاحتياجات منهم 4 يعانون من التوحد، فالفن يلعب دورا مهما فى تطوير ذوى الاعاقة على حسب كل حالة وعلى حسب القدرات التى من الممكن تنميتها عنده، فأحيانا ننمى التوافق العضلى والعصبى أو الكفاءة الحركية أو الحس الحركي والإدراك والذكاء والانتباه فى معهد الباليه.
وعن المعايير التم يتم على أساسها اختيار المتقدمين يقول: هذه هى التجربة الأولى لضم ذوى الاحتياجات، ففى رسالتى وجدت أنه من الممكن ضم ذوي التوحد وعدد من الحالات الأخرى، وأرى أن ضعاف السمع أيضا من الممكن ان ينضموا إلى معهد الباليه لأننى أحرص على تدريب المتقدمين فى معهد الباليه من ذوي الاحتياجات على الإيقاع الداخلي بجمل حركية، ولكن ذوي الاعاقات الذهنية الشديدة أو المكفوفين من الصعب التحاقهم بالباليه.
أما عن أبرز التحديات التى تواجهه فيقول: السيطرة علي الطلاب هى أصعب تحد وخاصة أصحاب حالات التوحد لأنهم يعانون من حالة التشتت والانغلاق على الذات وبعيدون عن التواصل الاجتماعى، ولذلك يجب أن يندمجوا فى الحياة، ولا يشعروا بالإهمال أو العزلة، وعندما يشعرون بالتشجيع فإنهم يخرجون أجمل ما لديهم.
وعن علاقته بدارسي الباليه من ذوى الاحتياجات يقول: نلعب دائما سويا بعيدا عن التدريبات وهناك اسلوب تشجيع أتبعه بأن أحضر هدية صغيرة أو قطعة من البونبون لهم فالعلاقة الانسانية اهم من التدريب فهؤلاء ملائكة على الأرض.
ويضيف: خطة الدكتورة أحلام يونس هي دمج ذوى الاحتياجات وهذا هو الاتجاه العالمى، وان شاء الله سيتم افتتاح فصل فى المعهد فى دروس الباليه كل على حسب امكانياته لانه من الصعب ان يدخل أصم معهد الكونسرفتوار مثلا، أو يدخل الباليه ذو إعاقة بدنية.
وعن الأعمار المتدربة على الباليه من ذوى الاحتياجات يقول: كلما كانت دراسة الباليه فى الصغر، كلما كانت النتيجة أفضل، ومن الممكن أن يبدأ دارس الباليه من ذوى الاحتياجات من سن 6 سنوات او 5 سنوات، والتدريب يومان فى الأسبوع بسعر رمزى جدا ونحن مازلنا فى البداية، والباب مفتوح فى أى وقت، ورسالتى الآن فى الدكتوراه هى تفعيل التفاعل الاجتماعى والتواصل الحركى لذوى التوحد.
ويتابع: نأمل أن نشكل فرقا فى الباليه من ذوى الاحتياجات تنافس فى الخارج، مثل فرق كثيرة فى العالم.
الفن غذاء الروح
أما ريكو 9 سنوات من دارسي الباليه فيقول إنه يحب الباليه بشدة ويحب مدربه ويتدرب كل اسبوع فى المعهد كما يحب السباحة ويسعد جدا عندما تشاهده أسرته أثناء التدريب ويصفقون له، مؤكدا على تعلمه حركات جديدة مفيدة فى فن الباليه.
جومانة محمد صلاح 9 سنوات تقول إن والدها اختار لها ان تدرس الباليه وهى تعشق رقص الباليه على الموسيقى التى يتم تشغيلها بسبب إيقاعها الجميل.
أما محمد صلاح والد الطفلة جومانا فيقول : عندما يوجد اهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة سيتغيرون ويتطورون بعد ذلك، فلاعب الكرة ميسى كان يعانى من سمات التوحد، وبيل جيتس صاحب أكبر شركة لإنتاج الحاسبات ايضا كان يعانى من نفس المرض، ولكن عندما وجدوا من يهتم بهم ويشجعهم وصلوا للعالمية.
أما والدة مريم نعيم فتقول: ابنتى طالبة فى الثانوية العامة، وتدرس بنظام الدمج، وهى تحب السباحة والباليه،، وقبل أن نقدم فى معهد الباليه بأكاديمية الفنون كنت اصطحبها إلى المسرح القومى للطفل، وكانت وقتها تعشق التمثيل أيضا، وعندما جاءت إلى المعهد شعرت حقا بمقولة ان الفن غذاء الروح ، فهى تسعد جدا أثناء التدريب، فالاختلاط الاجتماعى والألعاب الجماعية تجعل هناك توافقاً بين الأشخاص سواء كان ذلك فى الرياضة أو الفن، فالعازف على آلة موسيقية فى فرقة ينتظر غيره ليبدأ عزفه، وكذلك الرقص، هذا التبادل بينهم يجعل هناك روحاً اجتماعية عالية.
وتضيف: استيعاب مريم مرتفع وهى ملتزمة جدا فى دراستها للباليه، ونحن نجد فرقا كاملة فى الخارج من ذوي الاعاقات البصرية وأخرى تعزف الموسيقى، ونحن نطالب بوجود ذلك فى مصر، علما بأن الموسيقى التى يتدربون علي إيقاعها فى الباليه تنشط الخلايا الذهنية.
وتقول والدة الطفلة زينة خالد: عندما علمنا أن قسم الباليه مفتوح فى أكاديمية الفنون لأى سن فى الأكاديمية قمت بضم ابنتي اليه، وطموحى أن أرى زينة ترقص باليه فى الأوبرا ونادمة لأنها لم تلتحق فى وقت مبكر من عمرها بهذا الفن الذى تحبه، لأن أى فن يتعلمه ذوو الاحتياجات يطور من مهاراتهم وقدراتهم، وأتمنى أن تقيم الدولة مراكز فى كل مكان لتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة، وأعتقد أن هناك اهتماماً أكبر من الدولة بهذا الشأن فى المرحلة الراهنة.