داخل حواري ضيقة بدرب البرابرة، محال متراصة بجانب بعضها البعض، تعج أسقفها بالنجف برونق براق، يتوافد عليها العرائس ليكملوا تجهيز "عش الزوجية" بالنجف المرصع بالبلور، ليضفوا زهوًا على  أسقف وجدران منازلهم، فلا يخلوا منزل عروس من النجف وإن اختلفت أشكالها وأثمانها وأزواقها.

يقف أشرف عوض ذو الأربعين عامًا، صاحب محال نجف بدرب البربرة، مسندًا على أبواب المحال، منشغل البال بحال السوق، والذي حدثنا قائلًا "سوق النجف ماشي متدهور، والحال مباقش يسر، والرجل خفت على المحلات لأن الأسعار بقت فى السقف وعالية"، موضحًا أنه خلال الثلاث أشهر الماضية بات الإقبال ضعيفًا على محال النجف، لزيادة أسعارها إلى الضعف، ورغم ذلك هناك بعض الزبائن تأتي لشراء النجف، ولكن الأنواع الأرخص ثمنًا.

أسعار النجف

ويضف أنّ هناك أنواعًا عدة للنجف، وتبدأ أسعارها من 500 جنيه للنجف المطلي بماء الفضة، كما أن هناك أنواع أخرى مطلية بماء الدهب تتراوح أسعارها من 2000 إلى 6000 جنيه للنجفه الواحده، مستطردًا: "أسعار النجف تكون على حسب النوع والشكل والحجم، وكل زبون ليه ذوقه، بس زمان كان في زبائن أكتر والمحالات كانت بتشغي ناس، دلوقتى لما بيجيلى 3 أو 4 زبائن بحمد ربنا عليهم".

تحت الصفر
وداخل ممر ضيق يجلس عم "جمال الحلواني" ذو الخمسين عامًا، على كرس أمام محاله واضعًا يده على خده شاردًا فيما يشهده السوق من ركود، والذي بادلنا  بقوله "الحال في السوق بقى تحت الصفر، المحلات فاضية بتنش، وأنا قاعد من صباحية ربنا، ومفيش زبون قرب ناحية المحل"، لافتًا إلى أنّ الوضع بات أكثر صعوبة من السابق، حيث يتحمل نفقات الإيجار التى تصل إلى عشرة الآف جنيه شهريًا، علاوة على فاتورة الكهرباء المُكلفة؛ نتيجة إضاءة النجف لاستقطاب الزبائن.

وأوضح الحلواني، أن النجف المصري هو الأكثر طلبًا لرخص ثمنه عن المستورد بعدما كان الأكثر تداولًا في السنوات الماضية، وتتروح أسعار النجف المصري من 600 جنيه حتى 3000 جنيه للنجفة، بحسب نوع البلور والخامة والون.

"مش بأدينا"
يختتم جمال كلامه، قائلًا "نفسي محلات النجف تشتغل زى الأول، وميبقاش الحال واقف، لأننا مش متعودين على الحالة دي، ولو بأدينا نرجع حركة البيع زى الأول مكناش اتأخرنا، لكن التكلفة بقت عالية علينا أوي، فبنضطر نزود الأسعار حسب أسعار السوق".

نجف الشارع
وبأحد الأرصفة بدرب البرابرة، يضع "مصطفى أحمد" النجف على مساند حديدية لعرضها بالشارع، والذي حدثنا، قائلًا: "الناس بتيجي تشتري من البضاعة المعروضة فى الشارع أكتر ما بيشتروا من المحلات، لأن أسعارنا أرخص، عشان مش بندفع لا إيجار ولا كهرباء، بندفع أرضية بس عشان نحط البضاعة فى الشارع"، مشيرًا إلى أن السوق يعاني من ضعف إقبال شديد، فيضطر أن تلجأ العرائس إلى الشراء من النجف المعروض بالشارع لرخص ثمنه.

وأوضح "مصطفى" أنه يمكن للمقبلين على الزواج أن يشتروا أغلب مستلزمات النجف بأسعار قليلة تصل إلى 1000 جنيه ليغطوا كل التكاليف، مضيفًا "عرايس كتير بتيجي تشتري من البضاعة المفروشة فى الشارع، لأنها بتبقى على القد وممكن بألف جنيه يجيبوا اللى محتاجينه، والنجف سعره بيبدأ من 300 لحد 600، وفي حاجات مصرية بتبقى 120 جنيه، وكل واحد  بيشتري على قد مقدرته بس فعلا الظروف بقت صعبة على الكل".