الإثنين 17 يونيو 2024

3 محاور رئيسية لـ«الصحة» للقضاء على فيروس سي بتكلفة 5.6 مليار جنيها وفحص طبي لـ45 مليون مواطن.. وخبراء: خطة طموحة للقضاء عليه وخلال عامين تنحسر معدلات الإصابة

تحقيقات13-7-2018 | 22:01

«صحة النواب»: فحص45 مليون مواطن للقضاء على فيروس سي ولا قوائم انتظار

أباظة: خلال عامين تنحسر الإصابة بفيروس سي.. وسنقضي عليه كشلل الأطفال

عز العرب: مصر الأولى عالميا في مكافحة فيروس سي.. وخطة طموحة للقضاء عليه خلال عامين

 

 

يعتبر محور القضاء على فيروس سي أحد المحاور الخمسة التي نص عليها القرار الرئاسي بإطلاق المرحلة الأولى لمشروع التأمين الصحي الشامل وتعمل وزارة الصحة على تنفيذه خلال الفترة المقبلة، حيث تبلغ التكلفة التقديرية اللازمة لتنفيذ لمنظومة القضاء على فيروس سي مبلغ 5 مليار و600 مليون جنيها.

ويرتكز هذا المشروع على ثلاث محاور رئيسية هي خفض معدل انتشار التهاب الكبد والحالات المصابة والمسح الشامل للمواطنين المستهدفين وعلاج المصابين المكتشفين وإنهاء قوائم الانتظار الحالية، حيث تستهدف الوزارة انتهاء الفحص خلال عام، وانتهاء علاج من يثبت إصابته خلال 3 أعوام.

وتتضمن هذه المحاور أولا منع انتشار فيروس سي، وثانيا فحص 54 مليون مواطن بالكشف السريع بتكلفة 2 مليار و322 مليون جنيها، أما المحور الأخير هو علاج 2 مليون و150 ألف مواطن بنسبة 5% من إجمالي المفحوصين بتكلفة 3 مليار و250 مليون جنيها.

 

خطة طموحة

الدكتور محمد عزب العرب، مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، قال إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشـأن إطلاق المرحلة الأولى من التأمين الصحي الشامل شملت عدة محاور منها مشروع القضاء على فيروس سي بالتعاون مع كبرى الشركات الدوائية وإجراء مسح شامل لـ45 مليون مواطن خلال عامين للقضاء على المرض مع عام 2020.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر حققت خطوات جيدة في هذا المشروع فلا يوجد قوائم انتظار في المراكز العلاجية لفيروس سي والتحدي الأكبر أمامها هو اكتشاف المرضى لأن الفيروس والإصابة بالمرض ليست لها أعراض، مضيفا أن الكشف والمسح الطبي الشامل هو السبيل لتحديد المرضى.

وأكد عزب العرب أنه بدءا من يناير من العام الماضي بدأت الدولة مسحا شاملا في عدة أنحاء بالجمهورية منها الصعيد، مضيفا أن المستهدف خلال عامين هو المسح الشامل لـ45 مليون مواطن خلال العامين القادمين وهي خطة طموحة لاكتشاف المرض وعمل تحاليل تأكيدية لمن يحمل الفيروس ومن يثبت إصابته يتوجه للعلاج على نفقة الدولة أو عبر التأمين الصحي.

وأشار إلى أن مصر هي الدولة الأولى في العالم في مكافحة وعلاج فيروس سي ووضعت خطة فعالة ونجحت في علاج نحو مليوني مريض، مضيفا أنه خلال العام الماضي تم إجراء مسح لنحو 5 ملايين مواطن وجار علاج من ثبت إصابته، مضيفا أن العدد المتوقع من المرضى خلال المسح المقبل من 5 إلى 7 مليون مواطن على أقصى تقدير.

وأضاف أستاذ الكبد أن الجانب العلاجي يسير بخطى ثابتة والمهم أيضا التركيز على الشق الوقائي لمنع حدوث عدوى أو عودة الفيروس مرة أخرى لمن شفي منه، موضحا أن ذلك يتم عبر سلسلة خطوات وبرامج لمكافحة العدوى في المستشفيات والتخلص الآمن من النفايات لينتهي العامين وتكون مصر نجحت في القضاء على الفيروس وتقليص نسبة إصابة إلى أقل من 1% من السكان.

 

خلال عامين تنحسر الإصابة

ومن جانبه، قال الدكتور عبد الحميد أباظة، أستاذ الكبد ومساعد وزير الصحة سابقا، إن إجراء مسح شامل لـ45 مليون مواطن خلال العامين القادمين هو خطوة هامة للغاية للقضاء على فيروس سي لأن أكثر المواطنين لا يجرون تحاليل دورية روتينية ونحو 70% من الإصابة يتم اكتشافها بالصدفة أثناء تحاليل قبيل السفر أو التبرع بالدم لأن المرض بدون أعراض.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المسح الشامل يفيد في اكتشاف المرض وهناك أكثر من مليون حالة تم اكتشافاها خلال القوافل الطبية التي أجريت خلال الفترة الأخيرة وجميعهم تلقوا العلاج، مضيفا أن وزارة الصحة وفرت نحو 6 مليار جنيها لإجراء المسح الطبي لـ45 مليون مواطن خلال العامين المقبلين وهو تمويل كافٍ وسيساعد في إنجاز الهدف.

وأشار أباظة إلى أن المحافظات هي الأكثر إصابة بالفيروس كالفيوم وكفر الشيخ وسوهاج نتيجة سلوكيات خاطئة كالوشم وتبادل الأدوات الشخصية وتناول المخدرات والإدمان، مضيفا أن المسح الطبي سيشمل إجراء تحليل أولي للأجسام المضادة وحال جاءت النتيجة إيجابية يجرى تحليل pcr لتحديد نسبة الإصابة بفيروس سي.

وأكد أنه خلال عامين ووفقا للإمكانيات والخطة الموضوع من قبل وزارة الصحة والدعم السياسي والرئاسي للمشروع ستنجح مصر في تقليص معدل الإصابة إلى أقل نسبة والوصول للمعدلات العالمية، مضيفا أن القضاء الكامل على الفيروس كما حدث لمرض شلل الأطفال سيحتاج مدة قد تزيد عن عامين لكنها ستحقق في أقرب فترة ممكنة.

 

لا قوائم انتظار

فيما قال مصطفى أبو زيد، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن الدولة تستهدف خلال العامين القادمين إجراء مسح طبي شامل لـ45 مليون مواطن للقضاء على فيروس سي، مضيفا أن تنفيذ ذلك يتطلب تعاون كل الجهات والوزارات المعنية فيمكن عمل فحوصات للطلبة في الجامعات أو التعليم الثانوي والموظفين في المصالح الحكومية إلى جانب القرى والنجوع.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدولة بدأت خلال السنوات الماضية مشروعها للقضاء على فيروس سي وتستهدف مستقبلا قطاع أكبر من المواطنين، مضيفا أنه تم علاج نحو 2 مليون و100 ألف مريض بالفعل من المرض خلال الفترة الماضية والعلاج متوفر ولا يوجد قوائم انتظار.

وأضاف أبو زيد أن تطوير المنظومة الصحية من أهم الملفات التي يوليها الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما كبيرا وتعمل الدولة عليها خلال الفترة الحالية، مضيفا أن إجراءات إصلاح المنظومة والتأمين الصحي ليست عفوية إنما تتم بدراسة عميقة ونحن الآن في مرحلة إعادة صياغة للمنظومة بمشروع واضح ومنضبط للقطاع الصحي.

وأكد أن هذا المشروع يقوم على عدة محاور في نفس الوقت رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لكن الاستثمار في البشر والصحة يعتبر مسألة أمن قومي وله جدوى كبيرة، مضيفا أن هناك تحديات تواجه التطبيق منها التضخم السكاني وكذلك السلوكيات والثقافية الشعبية والإهمال لكن تغيير ذلك كله يتم تدريجيا وليس بين يوم وليلة وهناك خطوات تعمل عليها الدولة.