السبت 1 فبراير 2025

بالصور.. المهندسة "فاتن" تحكي لـ"الهلال اليوم" مأساتها .. " مش لقيه مكان اعيش فيه بعد ما كنت مهندسة ديكور وكما اصلي يوناني"

  • 22-1-2017 | 19:16

طباعة

تجلس قابعه على مقعدها المتحرك بجوار مسجد السيدة زينب، وبجانبها اكياس  تحوي بداخلها  بطانية وقطع من الملابس المهتريئة ومجموعة من الادوية، محتضينه حقيبتها الشخصية فى  انين ووجع، يرتسم على ملامحها القهر والحزن شاردة فى الدروب دون مأوى يحميها من زمهرير الشتاء، الذي يحاصر جسدها الكهل،  تخلى عنها ابنائها بعد ان  اهدرت سنين حياتها فى تنشأتهم ليعقوها بعدما كبروا، ليتركوها وحيدة تعاني بين الطرقات دون رحمة او شفقة.

تلك هي حكاية "فاتن فاروق زاهر الكوردي" ذو الستين عاماً ذات الاصل اليوناني، مهندسة ديكور في الماضي، وموظفة على المعاش بوزارة الشباب والرياضة، والتي تركت منزل ابنها بسبب خلافات مع زوجة ابنها، حتى لا تكون سبباً في احدث مشاكل بين ابناها وزوجته لتضرب مثلاً حقيقة للامومة دون الاكتراث الى نفسها.

مهندسة مشردة

" انا معدتش قدره على البهدلة اللى انا فيها، وعمري متعودت ابات فى الشارع بس الزمن هو اللي حكم عليه ، اني انام في الشارع زى المتشردين" بتلك  الكلمات بدات فاتن حادثها قائله " انا مهنديسة ديكور واصلي يوناني وكنت موظفة فى وزارة الشباب والرياضة، وطلعت على المعاش بس الوزارة مش عوزة تصرفهولي بالرغم اني قدمت فيهم شكوى" لافته الى انها مطلقة منذ 30 عاماً ولديها أبن وإبنه، ولكن اضطرت ان ترحل من منزل ابنها بعد ان سافرة ابنتها الى الخارج بسبب خلافات مع زوجة ابنها، لعدم رغبتها فى العيش معها، على الرغم من انها قامت ببيع شقتها وقطعة ارض لتجهيزه حين كان مقبل على الزواج.

الاصل يوناني

وتتابع "الكوردي"، " انا جيت من اليونان على مصر وانا لسه مولودة، وابويه فى الاساس دكتور يوناني وامي ايطالية ، ومعايا الجنسية اليونانية و المصرية، وبعيش لحد دلوقتى من معاش ابويه، وكل اللي محتاجة سكن بسيط اعيش فيه مش اكتر"، مشيرة الى انها تود ان تهجر الى اليونان موطنها الاصلي حتى تلقى الرعاية المناسبة التي لا تجدها فى مصر، حيث لا تجد اي اهتمام من الدولة لاوائها او رعايتها.

المعاش مش كافي

وتضيف " انا صحتي بقت مش مستحملة البهدلة، وعندي الضغط والسكر ساعات بخش في غيوبة لو ماخدتش الدواء، والمعاش بتاع ابوية مش بيقضي مصريف العلاج ولا كل ولا شرب، عشان كده عوزة ارجع اليونان، لاني متبهدله فى مصر جداً، وبحاول اوصل للسافرة عشان يخدوني ويرجعونى بلدي الاصلية ويرعوني بدل ما فضل فى الشوارع متبهدلة".

الرجوع الى اليونان

وتختم  فاتن كلامها والدموع تحاصر اعيونها قائله" انا بطلب السفارة اليونانية او الايطالية انها ابقى تحت رعايتها وتسفرني، لان الحياة اللي بعشها مترضيش حد، وانا بنأدمه و كان ليه وضعي الاجتماعي، ولو ربنا خد روحي ورحمني هيبقى احسن بكتير من العيشة اللي انا فيها ديه"

 

 

    الاكثر قراءة