قال اللواء أحمد يوسف عبد النبي، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر
العسكرية والمستشار الحالي بها، إن ثورة 23 يوليو نقلت مصر إلى مكانة أخرى ومن
النظام الملكي إلى الجمهوري وبفضلها أصبح يرأس مصر رئيسا مصريا وكان محمد نجيب هو
الرئيس الأول للجمهورية، مضيفا أنها بدأت بحركة إصلاح داخل الجيش المصري.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن البيان الأول لحركة
الضباط الأحرار قال "نحن نطهر أنفسنا" وذلك لتطهير الجيش من اللاوطنيين
لأن بعض التوجهات داخل الجيش كانت أيديولوجية وهو أمر رآه الضباط الأحرار غير صحيح
لأن الجيش يجب أن يكون على قلب رجل واحد.
وأكد عبد النبي أنه فيما بعد انضم جموع الشعب المصري للثورة في شكلي
جمعي واتفقوا مع آراء وتوجهات الضباط الأحرار، مضيفا أن ثورة 23 يوليو بدأت بإصلاح
الجيش ونالت تأييدا جارفا ثم أصبحت ثورة شعبية مصرية أهم سماتها أنها ثورة بيضاء
لم تراق بها قطرة دماء واحدة.
وأضاف أنه بعد نجاح الثورة تولى أول رئيس لمصر مصري الجنسية وهو محمد
نجيب بالتأييد الشعبي وترشيح من الضباط الأحرار، وبعده الرئيس الراحل جمال عبد
الناصر الذي تولى باستفتاء شعبي وتمتع بكاريزما وحب الوطن وكانت له سياسات
وإصلاحات وحققن إنجازات خلال فترة توليه أهمها العدالة الاجتماعية.
وأشار المستشار بأكاديمية ناصر إلى أن الظروف والسياق الزمني سمح
لعبد الناصر باتخاذ تلك الإجراءات وحقق نقلة اقتصادية فوضع بداية لقاعدة صناعية
وطنية وفي عهده بُني السد العالي وتأممت قناة السويس في ظروف كانت صعبة، مضيفا الإيجابيات
التي تحققت في تلك الفترة أكثر من أي سلبيات قد تؤخذ عليه.
وأوضح أن عبد الناصر وضع قواعد لحقوق الإنسان فترة رئاسته لحماية
الفلاحين والعاملين بعدما كانوا يطردون من المحافظة بأكملها حالة ارتكابهم لأي خطأ
فحماهم من أصحاب الأراضي والشركات عبر قوانين، مؤكدا أن ثورة 23 يوليو لا تزال
حاضرة فمسار العدالة الاجتماعية أحد الركائز التي يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي
على ترسيخها ببرامج كتكافل وكرامة وعلاوات وزيادات في المعاشات.
وألمح إلى أن السيسي يسعى لتطبيق العدالة الاجتماعية عبر آليات جديدة
تتناسب مع العصر الحالي، وكذلك فإن الدروس المستفادة من كل الحقب الماضية كفترة
حكم عبد الناصر والسادات حاضرة في ذهن القيادة السياسية الحالية لتتجنب أخطاء
الماضي.