الجمعة 17 مايو 2024

«الثورات الكبرى لا تنتهي» كيف كانت «23 يوليو» علامة فارقة لمصر؟.. خبراء عسكريون: بدأت بإصلاح الجيش وأصبحت ثورة شعبية بيضاء غيرت وجه التاريخ في المنطقة بأكملها

تحقيقات19-7-2018 | 10:37

مستشار عسكري: «23 يوليو» بدأت بإصلاح الجيش وأصبحت ثورة شعبية بيضاء

الزيات: ثورة 23 يوليو غيرت وجه التاريخ في المنطقة بأكملها

نصر سالم: «23 يوليو» قامت لأجل الشعب وحققت العدالة الاجتماعية

 

مع اقتراب الذكرى الـ66 لثورة 23 يوليو، حيث تحرك الضباط الأحرار في هذا اليوم من عام 1952 مدعومون بتأييد شعبي في ثورة بيضاء لتحقيق مطالب الشعب، فأجمع خبراء عسكريون أن 23 يوليو غيرت وجه التاريخ في مصر والإقليم كله فكانت علامة فارقة حيث ألغت الهيمنة الأجنبية على مصر وأصبح لمصر رئيسا من أبنائها للمرة الأولى.

وأوضحوا أنها عملت على دعم حركات التحرر في الدول العربية والأفريقية وحققت للشعب المصري العدالة الاجتماعية والحياة السليمة وبناء جيش وطني قوي، وأرست قواعد لحقوق الإنسان والعدالة عبر قوانين متعددة بينها الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية وكفالة مجانية التعليم.

 

 

بدأت بإصلاح الجيش

اللواء أحمد يوسف عبد النبي، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية والمستشار الحالي بها، قال إن ثورة 23 يوليو نقلت مصر إلى مكانة أخرى ومن النظام الملكي إلى الجمهوري وبفضلها أصبح يرأس مصر رئيسا مصريا وكان محمد نجيب هو الرئيس الأول للجمهورية، مضيفا أنها بدأت بحركة إصلاح داخل الجيش المصري.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن البيان الأول لحركة الضباط الأحرار قال "نحن نطهر أنفسنا" وذلك لتطهير الجيش من اللاوطنيين لأن بعض التوجهات داخل الجيش كانت أيديولوجية وهو أمر رآه الضباط الأحرار غير صحيح لأن الجيش يجب أن يكون على قلب رجل واحد.

وأكد عبد النبي أنه فيما بعد انضم جموع الشعب المصري للثورة في شكلي جمعي واتفقوا مع آراء وتوجهات الضباط الأحرار، مضيفا أن ثورة 23 يوليو بدأت بإصلاح الجيش ونالت تأييدا جارفا ثم أصبحت ثورة شعبية مصرية أهم سماتها أنها ثورة بيضاء لم تراق بها قطرة دماء واحدة.

وأضاف أنه بعد نجاح الثورة تولى أول رئيس لمصر مصري الجنسية وهو محمد نجيب بالتأييد الشعبي وترشيح من الضباط الأحرار، وبعده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي تولى باستفتاء شعبي وتمتع بكاريزما وحب الوطن وكانت له سياسات وإصلاحات وحققن إنجازات خلال فترة توليه أهمها العدالة الاجتماعية.

وأشار المستشار بأكاديمية ناصر إلى أن الظروف والسياق الزمني سمح لعبد الناصر باتخاذ تلك الإجراءات وحقق نقلة اقتصادية فوضع بداية لقاعدة صناعية وطنية وفي عهده بُني السد العالي وتأممت قناة السويس في ظروف كانت صعبة، مضيفا الإيجابيات التي تحققت في تلك الفترة أكثر من أي سلبيات قد تؤخذ عليه.

وأوضح أن عبد الناصر وضع قواعد لحقوق الإنسان فترة رئاسته لحماية الفلاحين والعاملين بعدما كانوا يطردون من المحافظة بأكملها حالة ارتكابهم لأي خطأ فحماهم من أصحاب الأراضي والشركات عبر قوانين، مؤكدا أن ثورة 23 يوليو لا تزال حاضرة فمسار العدالة الاجتماعية أحد الركائز التي يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على ترسيخها ببرامج كتكافل وكرامة وعلاوات وزيادات في المعاشات.

وألمح إلى أن السيسي يسعى لتطبيق العدالة الاجتماعية عبر آليات جديدة تتناسب مع العصر الحالي، وكذلك فإن الدروس المستفادة من كل الحقب الماضية كفترة حكم عبد الناصر والسادات حاضرة في ذهن القيادة السياسية الحالية لتتجنب أخطاء الماضي.

 

 

غيرت وجه التاريخ

وقال اللواء محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط الأسبق، إن ثورة 23 يوليو غيرت وجه التاريخ في المنطقة كلها وليس مصر فقط، مضيفا أنه في مصر غيرت الأوضاع الاقتصادية والسياسية وألغت هيمنة القوى الأجنبية والاستعمارية على القرار المصري وأصبح الحاكم على الشعب المصري من أبنائه.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الأمر امتد للمنطقة الإقليمية كلها حيث فتحت مساحة أكبر للتحرر في المنطقة العربية واستعادة ثروات المنطقة لأصحابها، مضيفا أن الأشقاء في دول الخليج يدركون أن تأميم الثروات البترولية جاء بدعوة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بضرورة سيطرة العرب على مقدراتهم الطبيعية والاقتصادية.

وأضاف الزيات أن أفريقيا كانت لها نصيبا فدعمت مصر حركات التحرر الوطني في المنطقة الأفريقية الأمر الذي رتب علاقات إيجابية مع العديد من الدول العربية، مشيرا إلى أن الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا بعد خروجه من السجن وأثناء زيارته إلى مصر قال إن مصر ساندته ووقفت مع حركته لمواجهة الاحتلال الاستيطاني في جنوب أفريقيا.

وأكد أن ثورة 23 يوليو أتاحت للمصريين المشاركة السياسية وما يمارسه المصريين من حقوق في الوقت الحالي هو امتداد لتلك الثورة، مضيفا أن الثورات الكبرى كثورة يوليو والثورة الفرنسية لا تموت ولا تنتهي، مضيفا أن ما لم يتحقق من مبادئها في وقتها في الفترة الأولى يتحقق في فترات لاحقة.

وأشار إلى أن الحرية السياسية لم تتحقق بصورة كبيرة في فترة الثورة لكنه تحقق فيما بعد وكذلك العدالة الاجتماعية التي هي أحد المبادئ الستة للثورة محور الرئيس عبد الفتاح السيسي حاليا نصب عينيه عبر خطوات وبرامج لتطبيقها.

 

حققت العدالة الاجتماعية

ومن جانبه، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، إن ثورة 23 يوليو قامت لأجل الشعب الذي لم يستطع أن يغير حالة الجهل والفقر والمرض في تلك الفترة ولم يقدر القضاء على قوى الاستعمار والإقطاع والرأسمالية وتدني الأجور، مضيفا أن الجيش من أبناء الشعب وبدأ التحرك للتخلص من هذا الكابوس.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الثورة وضعت ستة مبادئ هي القضاء على الإقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال على الحكم بدأت في إقامة جيش وطني قوي، وعدالة اجتماعية، وحياة ديمقراطية سليمة، موضحا أن الثورة حققت ذلك عبر قوانين لتحديد الملكية وقوانين للإصلاح الزراعي والقضاء على الإقطاع وإعادة توزيع الأراضي.

وأكد سالم أن الثورة سنت قوانين اشتراكية لضمان حقوق الشعب وتغيير الدستور وأن يختار حاكمه، مضيفا أن أهم إنجازات الثورة هو امتلاك مصر لجيش وطني قوي وإنشاء السد العالي وبناء مجمعات صناعية متعددة لخدمة الصناعة الوطنية وتضاعفت الرقعة الزراعية وتوفير الري الدائم.

وأضاف أن الثورة قضت على الاستعمار والاحتكار وضمنت مجانية التعليم وتوافد الاستثمارات، مؤكدا أن مصر مرت بمراحل متعددة وتحديات متتالية بعد ثورة 23 يوليو منها العدوان الثلاثي ونكسة 1967 لكنها نجحت في التصدي لها والخروج منتصرة.